نهار دموي في دمشق وحمص: 285 ضحية بانفجار سيارتين وسقوط هاون
عاشت دمشق وحمص نهارا دمويا اوقع نحو 300 ضحية من المدنيين بين قتيل وجريح في ما يبدو تصعيدا من جانب الفصائل المسلحة مع استمرار السلطات السورية في استعداداتها لاجراء الانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران المقبل، بالاضافة الى التعبير عن رفضها للتسويات المحلية التي تجري في منطقة حمص.
وقتل 14 شخصاً، وأصيب 86، في سقوط قذائف هاون على مجمع مدارس بدر الدين الحسني في حي الشاغور في دمشق القديمة، يضاف اليهم 31 قتيلا وجريحا في سقوط قذائف هاون على مناطق اخرى من العاصمة وريفها، فيما كان الدم يسيل بشكل اكبر في حمص، مع مقتل 40 شخصاً وجرح 116 بانفجار سيارتين في حي الزهراء الذي تسيطر عليه الدولة السورية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «14 شخصاً قتلوا، وأصيب 86، في سقوط قذائف هاون على مجمع مدارس بدر الدين الحسني في حي الشاغور في دمشق». وقال مصدر في قيادة شرطة المحافظة إن «إرهابيين استهدفوا الحي بأربع قذائف، سقطت اثنتان منها على المجمع».
والمجمع خاص بتدريس العلوم الشرعية، بالإضافة إلى المنهاج الرسمي، لعشرات الطلاب الوافدين من مختلف البلدان من إناث وذكور للمرحلتين الإعدادية والثانوية. ويضم مقراً لسكن الطلاب الوافدين، والذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة. وهذا الهجوم هو من بين أكثر الهجمات الدموية على دمشق منذ بدء النزاع في آذار العام 2011.
وفي وقت لاحق، أفادت «سانا» عن «مقتل اربعة اشخاص، وإصابة 19، جراء سقوط قذائف هاون على مركز الإقامة المؤقتة في مدرسة أبناء الشهداء المجاهدين الفلسطينيين في منطقة عدرا البلد» في ريف دمشق، كما «اصيب ثمانية أشخاص في سقوط تسع قذائف هاون على منطقة العباسيين».
ونفى ناشطون معارضون ان «تكون الفصائل المقاتلة في جوبر أو الغوطة الشرقية وراء هذا الهجوم»، في وقت يستمر فيه التصعيد العسكري في المنطقة القريبة من العاصمة، حيث أعلنت «الجبهة الإسلامية»، في شريط مصور بثته على الانترنت، «استعادتها لكافة النقاط التي خسرتها مؤخرا في جوبر».
أما في حمص، فقد قتل 40 شخصاً، وأصيب 116، بانفجار سيارتين، في منطقة خاضعة لسيطرة القوات السورية.
وقال مصدر في محافظة حمص لمراسل «سانا» أن «إرهابيين فجروا سيارة بالقرب من دوار العباسية في حي الزهراء، وبعد نحو خمس دقائق فجروا سيارة أخرى لإيقاع أكبر عدد من الضحايا بين صفوف المواطنين». وأوضح أن «التفجيرين أسفرا عن استشهاد 40 مواطنا، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 116 آخرين».
ورغم حديث صفحات مقربة من «جبهة النصرة» عن أنها تقف وراء التفجير، إلا أن بياناً رسمياً لم يصدر عنها، فيما ترجح مصادر ميدانية أن يكون الهجوم الدموي بمثابة تأكيد على رفض أي تسوية واستمرار القتال في الأحياء المحاصرة ضمن المدينة القديمة.
وعلى غرار «غرفة عمليات أهل الشام» المشكلة في حلب، أعلنت مجموعة من الكتائب الإسلامية المتشددة تشكيل ما أسمته «غرفة عمليات نصرة المستضعفين» في حمص. ولم يذكر البيان الصادر عن الكتائب أي تفاصيل حول عمل الغرفة والأهداف التي تريد تحقيقها سوى الإشارة إلى أن تشكيلها جاء «نصرة للمستضعفين والمحاصرين».
وبحسب مصدر مقرب من «أحرار الشام» فإن هدف الغرفة هو محاولة فك الحصار عن الأحياء القديمة في مدينة حمص، مشيراً إلى أن ذلك سيتم عبر التركيز على ريف حمص الشمالي الذي يعتبر المنفذ الوحيد لتحقيق ذلك. والفصائل المشاركة في هذه الغرفة هي «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«كتائب الأنصار» و«اللواء 313».
من جهة أخرى، اعدم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) سبعة أشخاص، وقام بصلب اثنين، في مدينة الرقة، وذلك بتهمة «تفجير وتفخيخ سيارات ضد الدولة الإسلامية «.
في غضون ذلك، تتواصل الاستعدادات للانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران، والتي يتوقع أن تبقي الرئيس بشار الأسد، ابرز المرشحين، في موقعه. ووصل عدد المرشحين إلى 11، بينهم امرأتان ومسيحي.
وفي طهران، رحبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية افخم بقرار اجراء الانتخابات في سوريا، معتبرة أنها «ستكون خطوة إضافية من اجل احلال السلام والاستقرار» في البلد.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية «تشكيل بعثة لتقصي الحقائق المتعلقة بمعلومات عن استخدام الكلور في سوريا».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد