بيدرسن يعلن فشله: «الدستورية» في الثلاجة

عد مرور نحو ثلاثة أشهر على محاولة المبعوث الأممي غير بيدرسون إعادة إحياء مسار “اللجنة الدستورية” المتوقف منذ عام 2022، أعلن بيدرسون، بشكل غير مباشر، فشل جهوده، مشيراً إلى “ظروف خارجية” وتحول سوريا إلى “ساحة لتصفية صراعات إقليمية”.

توقف هذا المسار بسبب إصرار بيدرسون على عقد الاجتماعات في جنيف، على الرغم من رفض دمشق وموسكو، بسبب انحياز جنيف للدول المعادية لروسيا خلال الحرب الأوكرانية.

وخلال جلسة لمجلس الأمن، أعرب بيدرسون عن قلقه من التوترات الإقليمية، لافتاً إلى الهجمات التي تعرضت لها سوريا في الأشهر الأخيرة، ما يعكس استمرار العنف دون أي بوادر للتهدئة وفقاً لصحيفة الاخبار اللبنانية.

كما أشار بيدرسون إلى أن العوامل الخارجية والداخلية تزيد من خطر تصعيد النزاعات في سوريا، مؤكداً على الحاجة لتهيئة بيئة آمنة وهادئة ومحايدة للحد من التصعيد.

ورغم الدعوة لعقد اجتماع انتقالي في جنيف، فإن هذا الاقتراح لقي رفضاً في السابق، ما أدى إلى استمرار جمود مسار اللجنة الدستورية.

يُذكر أن المبادرة العربية دعمت إعادة إحياء هذا المسار ضمن سلسلة من البنود التي تتضمن دعم عمليات إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، لكنها واجهت معارضة أميركية.

من جانبه، قال المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، إن الدول الغربية تحرف مجلس الأمن عن دوره في حفظ السلام، واتهم الولايات المتحدة بمنع المجلس من وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة، وعرقلة الجهود لوقف اعتداءات إسرائيل على الأراضي السورية.

وأشار إلى التحديات الناجمة عن الإرهاب والوجود غير الشرعي للقوات الأميركية والتركية في سوريا، ونهب الموارد الوطنية، بالإضافة إلى العقوبات القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي تزيد من معاناة الشعب السوري.

في هذه الأثناء، أعرب ممثل الشؤون السياسية الخاصة الأميركية، روبرت وود، عن إحباط بلاده بسبب جمود مسار اللجنة الدستورية، معتبراً أن تمديد المساعدات العابرة للحدود بشكل مؤقت ليس حلاً مناسباً للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في سوريا.

وشهدت تلك المساعدات انخفاضاً ملحوظاً بسبب تراجع الدعم من الدول المانحة، وسط تركيز الولايات المتحدة على دعم إسرائيل في حربها ضد غزة، ودعم أوكرانيا ضد روسيا، وتايوان ضد الصين.

من جهته، أشار مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إلى أن العقوبات الغربية تعرقل الجهود الإنسانية وتحد من قدرة دمشق على مكافحة الإرهاب، داعياً الولايات المتحدة وحلفاءها لإدانة الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، واصفاً استخدام القوة الإسرائيلية بأنه “عمل وحشي”