نبيل صالح لبلدنا:لم يعد بيننا أبطال أو أنبياء بعدما تم نفيهم أوتصفيتهم
لم يخف الجهد الذي بذله الكاتب نبيل صالح لإنجاز كتاب «رواية اسمها سورية»... فالفكرة بحد ذاتها تبدو مقلقة نوعاً ما إذا ما نظرنا إلى الموضوع من زاوية العدد، الأمر الذي وضع الفكرة والكاتب لاحقاً في إطار العديد من الآراء التي وصل بعضها إلى حد التناقض.
نبيل صالح أنجز الكتاب بكثير من الحب بكثير من الأناة، ولكننا كمحاورين ارتأينا أن نقف للحظة أمام سؤال... أسئلة فيها نوع من الشغب أليس هذا النوع من الأسئلة هو ما يحبه نبيل صالح شخصياً.
* لم تعتمد على معيار واحد في انتقاء الشخصيات فبعضها سياسي وبعضها ثقافي يبدو أنك اعتمدت على الخلفية المعرفية لديك، وربما كان إعجابك ببعضها أساس في انتقائها ربما أكثر من أثرها التاريخي؟
- يا عزيزي ليس من اللائق أن تبدأ حوارك بلكمة بين عيني الذي تحاوره، كما ليس من العدل وصف هذا العمل بالفردية، فهو عمل مؤسسي أهلي ساهم بإنجازه عدد كبير من الكتّاب والباحثين كما لم يحصل في أي كتاب منذ بداية الطباعة في سورية إلى اليوم، أما موضوع (إعجابي بالشخصية) فهذا سؤال يدل على عدم الاطلاع جيداً على الكتاب، إذ كيف لي أن أعجب بشخص كجمال باشا السفاح، أو عبد الحميد السراج، أو بدر الدين الشلاح؟! هناك لجنة إشراف وهيئة تحرير ناقشت كل اسم من حيث البصمة التي تركها في المجتمع السوري سواء كانت بصمة سيئة أم جيدة بهدف معرفة بنية العقل السوري الذي شكلته هذه الشخصيات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والعسكري والسياسي والفني.
وعلى أية حال فإن الشيء الذي اتفق عليه الناس هو أهمية هذا العمل في الثقافة السورية واعتباره عملاً غير مسبوق مع الخلاف على الأسماء، هذا الخلاف الذي لخصه رياض نجيب الريس بالقول: (يبدو أن لكل واحد من السوريين مئته الخاصة به).
* هنالك مصطلحات وددنا لو أنك عرفتها كمعجم قرائي، فما هو تاريخ الكبار في سورية مثلاً وما هو الجيل الصاعد وغيرها؟
- أنا لم أذكر مثل هذه المصطلحات ولا أعتقد أني قد أقدم على وصف الأجيال بأنها صاعدة أو هابطة، أنا أعول على الأفراد يا عزيزي وليس على الأجيال أو المنظمات، كما أني أعتقد أن التاريخ يصنعه الكبار والصغار معاً، أما كلمة معجم فهي بعيدة كل البعد عن «رواية اسمها سورية» والتي هي أقرب إلى المختارات منها إلى المعاجم..
* هل تناقش الشخصية العامة من خلال التقديم لها بجمل أدبية شعرية بهدف تحفيز القارئ على تقبلها والانغماس بها... أنت حاولت جذب القارئ أحياناً بوصفك للشخصية لا بنقاشك لدورها وأثرها؟
- أنا لا أستخدم الإنشاء في كتابتي والذين يتابعوني يعرفون مدى سخريتي من كتّاب الإنشاء الأدبي، أما محاولتي جذب القارئ فهذا مبتغى أي كاتب، ويبدو أني نجحت في ذلك بدليل نفاد أعداد الطبعة الأولى من الأسواق بعد مرور ثلاثة أشهر على إصدارها، وستنزل الطبعة الثانية إلى الأسواق خلال أسبوعين.
* هنالك شخصيات جدلية ناقشتها وأنت تعلم أنه من الصعب نقاشها لكثير من الأسباب، فأنت بحاجة إلى فتح صفحات مقفلة ومن الأكيد أنك لم تستخدمها ولو أنك قمت فتحها، أليس عدم تناول الشخصية الجلية أفضل من تناولها بشكل مختصر أو بشكل لا يفيها حقها الموضوعي؟
- لم نتناول أي شخصية لا يمكننا تقديمها بكل شفافية ونزاهة وموضوعية، بدليل أنا قدّمنا شخصية صلاح جديد، كما قدمنا شخصية مصطفى السباعي مؤسس جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سورية، ولم يأتنا أي احتجاج من أقاربهم أو أعدائهم، وهذا يصب في صالح الكتاب..
* تناولت مئة شخصية تاركاً المئات فهل لها نصيب في كتب قادمة أم أن نساء سورية لم تلد إلا الـ 100 التي تناولتها؟
- مؤكد أن نساء سورية قد ولدت غير هذه المئة وأنا أترك لك حرية أن تكتب عن الباقي...
* عندما ينتقي كاتب كاتباً للتأليف عنه إما أنه يجتمع معه أو ينتقده وأنت وقفت مع شخصيات الكتاب وربما انتقدت بعضها كأشخاص لا كمواقف؟
- أنت تستمر في خطئك الذي بدأت به من أني صاحب الكتاب وصانعه في الوقت الذي مازالت أؤكد فيه على أن هذا الإنجاز جماعي، كتبه نخبة من الكتّاب السوريين وأشرفت أنا على تحريره وإصداره.. لم ننتقد أو نمتدح أحداً وإنما عملنا على إعادة قراءة حيوات ماضية برؤية معاصرة، فهي إذا عملية استقراء وتقويم واستنتاج أكثر منها عملية رجم أو تلميع..
* وعي السوريين في تلك القرن العشرين لم يتشكل من إسهام مئة شخصية فقط وهل ننكر أن من بين هذه الشخصيات ما أسهم في الوقوف ضد الوعي لا بنائه؟
- لو أنك قرأت تصدير الكتاب لعلمت أننا أدخلنا فيه أسماء لشخصيات شريرة أثرت سلباً على المجتمع السوري، لكي نفهم جذور بعض المشاكل التي نعيشها اليوم.. ورد في التصدير مايلي: «يبدو هذا العمل أقرب إلى عمل روائي أكثر منه موسوعي (رواية اسمها سورية) وأبطالها مئة شخصية مؤثرة، أسهمت في تشكيل هوية المجتمع السوري وثقافته، حباً أو قسراً...».
* اختيار الكتاب المساهمين إلى أي معيار خضع وهل وجدت أن ما قدم هو الأفضل؟
- الاختيار تم تبعاً إلى الاختصاص والمهارة والشهرة أيضاً، وحدث أن اعتذرنا عن اعتماد بعض أبحاث المشاركين لعدم ملاءمتها لفكرة الكتاب، وبالطبع دفعنا مكافآتها وتركنا لأصحابها حرية نشرها في أي مكان آخر.
وتبعاً لذلك أعتقد أننا قدّمنا الأفضل باستثناء خمس شخصيات (برأيي) كان يمكن تقديمها بشكل أوسع على الرغم من أن كتّابها من مشاهير الفكر والأدب في سورية والمنطقة العربية.
* اختلف الكثيرون على طبيعة الكتاب ماذا ترى في ذلك... هل هنالك رأي أثارك أكثر من الآخر؟
- نُشِرَت خلال 3 أشهر أكثر من أربعين مقالة في الإعلام العربي والدولي والمحلي عن كتاب «رواية اسمها سورية» وهذا أمر غير مسبوق في تاريخ الكتاب العربي على ما أظن، وأشكر الجميع على آرائهم في هذه المقالات لأنها أغنت رؤيتي وتجربتي بما صنعت.
* الوعي السوري الآن هل هو مونتاج تأثير هذه المائة شخصية .. كيف تصف التأثير وكيف تصف الوعي الراهن؟
- بالطبع لا، ولكن تأثيرها مايزال مستمراً بنسبة ما في حياتنا، فمثلاً نحن لا يمكننا أن نفهم سبب تعثر حركة القوميين العرب دون أن نرجع إلى جملة المفكرين القوميين الذين أعدمهم جمال باشا السفاح.. أما بالنسبة للوعي الراهن فتصنعه المؤثرات والتجاذبات الخارجية، إذ لم يعد بيننا من أبطال وأنبياء، بعد أن تمت تصفيتهم أو نفيهم خارج حدود التأثير في الوعي المجتمعي الراهن.. ولن نقطع الأمل من جيلكم الآن، الشاب وليس (الصاعد)، لأن الحياة تنتخب الأفضل وكل جيل يأتي يحمل مواصفات أفضل من الذي سبقه..
نبيل محمد
المصدر: جريدة بلدنا
إقرأ أيضاً:
تشرين: رواية اسمها سورية .. صورة الذات أمام الآخر
«رواية اسمها سورية»دراماترسم تضاريس المجتمع السوري عبر150عاماً
مائة شخصية سياسية وأدبية صاغت رواية اسمها سورية
نبيل صالح : " رواية اسمها سورية " كتاب يكشف أسرار الوحدة الوطنية
عادل أبو شنب يطالب بطبعة شعبية لكتاب «رواية اسمها سورية»
البيان: اقتراح ترجمة «رواية اسمها سورية» كمدخل لفهم العقل العربي
وليد إخلاصي: «رواية اسمها سورية» تتعرض لهجوم غير مسبوق
البيان: «رواية اسمها سورية» كتاب يخوض في الممنوع سورياً
الوطن العمانية: «رواية اسمها سورية» تحلل الشيفرة الثقافية للسوريين
الحياة: «رواية اسمها سورية» تثير عاصفة نقدية في دمشق
المستقبل: «رواية اسمها سورية» استقراء لفلسفة تاريخ سورية الحديث
الشرق الأوسط: «رواية اسمها سورية» كتاب جريء بالمقياس السوري
الوطن السورية: «رواية اسمها سورية» انعاش للذاكرة الوطنية
الراية القطرية: «رواية اسمها سورية» استقراء لتاريخ سورية الحديث
السفير: «رواية اسمها سورية» تجمع الأبطال والأشرار وتثير شهية النقاد
الكفاح:«رواية اسمهاسورية» مدونةعاطفية وثائقية تجمع الجمالي بالسياسي
قناة المنار: «رواية اسمها سورية» تتجاوز حدود سايكس بيكو
الثورة : "رواية اسمها سورية" تقدم ذاكرة السوريين بلغة الأدب
مونتكارلو: «رواية اسمها سورية»ترسم خريطة سورية الثقافية خلال قرن
الدستور: مئة شخصية تروي التاريخ السوري في "رواية اسمها سورية "
مجلة شبابلك: «رواية اسمها سورية» كتاب كل السوريين
النور السورية: حسبك تجنب اللوم حول "رواية اسمها سورية"
سيريا نوبلز: «رواية اسمها سورية» بين التشويق والتأريخ
الأخبار: العسكر والسياسيون يتداولون بطولة «رواية اسمها سورية»
فواز حداد : رواية اسمها سوريا لم تستقبل بما يليق بها من نقد وتقييم
فلسطين المسلمة: «رواية اسمها سورية» دراما سورية مشوقة
سعاد جروس تكتب عن «رواية اسمها سورية» التي تستنهض ماضينا
الوطن الإماراتية: 38 كاتبا يؤلفون «رواية اسمها سوريا»
«رواية اسمها سورية» في الميزان مع اعلام الزركلي وأعلام سورية
الهدف: صفوة المجتمع السوري يحتفلون بصدور «رواية اسمها سورية»
إضافة تعليق جديد