ميدفيديف يتسلم أوراق اعتماد السفير السوري ويؤكد على دعم استقرار سورية
أكد الخبير العسكري الروسي والجنرال المتقاعد ليونيد إيفاشوف في حديث مع قناة "روسيا اليوم" أمس أنه لا يحق لأحد وخصوصا الغرب التدخل من جديد في دولة ذات سيادة كسورية، مشيرا إلى أنه شخصيا يدعم موقف روسيا الرسمي الرافض لمنطق المهل فيما يتعلق بسورية وكذلك التدخل العسكري الأجنبي في هذا البلد.
وأشار الخبير إلى أن الاستقرار ضروري لدعم تنفيذ الإصلاحات التي أطلقتها القيادة السورية والتي وعدت بها أمام الشعب والعالم.
وأعاد للأذهان أن منطق المهل والتهديدات اتبعه هتلر قبيل الحرب العالمية الثانية، وقال لا يحق لأحد إشعال فتيل حروب جديدة.
وفيما يخص رحلة مجموعة سفن حربية روسية إلى البحر المتوسط التي ستزور خلالها ميناء طرطوس السوري، قال الخبير أن الرحلة تحمل طابعا سياسيا لكنه سلميا قبل كل شيء، فالمجموعة أبحرت ليس للمشاركة في حرب، بل من أجل تفادي وقوع حرب كبيرة قد تبدأ في حال وجهت ضربة ضد سورية ومن ثم ضد إيران.
وأوضح أن الرحلة هي إشارة إلى إسرائيل والمجتمع الدولي، خصوصاً إلى تركيا، التي قد قررت المشاركة في هذه المجازفة العسكرية، بحسب قوله.
وتابع الجنرال القول إن الولايات المتحدة إلى جانب أباطرة المال وبشكل تدريجي يسعون إلى السيطرة على بعض الدول المستقلة، وفي حال قامت هذه البلاد بمقاومتهم يحاولون إبادتها، وهذا ما حصل في يوغسلافيا والعراق وليبيا. واعتبر أن حكومة أردوغان اليوم أصبحت تحت سيطرة أباطرة المال العالميين والساسة الأمريكيين، معربا عن أسفه لدور تركيا الشبيه بأداة لإشعال حرب كبيرة، حسب تعبيره.
وأشار الخبير إلى أن إسرائيل التي تمتلك أسلحة نووية، رغم انه لا يحق لها ذلك وفقا للقانون الدولي، تعارض امتلاك دول أخرى لهذا النوع من السلاح، مشبها الوضع بصفة من صفات النازية والفاشية، متسائلا لماذا هذا التمييز والكيل بمكيالين.
واعتبر انه كان من المفترض على الدول الغربية الإنصات إلى دعوات إيران لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية.
وأكد أن المخاطر والتهديدات المنتظرة في حال استمر الوضع على ما هو عليه لن تقتصر على منطقة الشرق الأوسط بل سيصل الأمر إلى حرب عالمية شاملة وبكوارث هائلة ربما تهدد البشرية. وشدد على أن أي عملية عسكرية في هذه المنطقة ستحرم الاقتصاد الصيني من النفط، وكذلك الحال مع أوروبا، والحرب ستتدحرج إلى حدود روسيا. واعتبر الجنرال ذلك بأنه مشروع لإنقاذ الدولار "وهذه جريمة ضد البشرية".
من جهة أخرى، أكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن المواقف والتقييمات الروسية للأوضاع الراهنة في سورية تستند إلى علاقات الصداقة التاريخية والتعاطف المتبادل بين موسكو ودمشق إضافة إلى عدم السماح بانتهاك القواعد الأساسية للقانون الدولي ومبادىء العلاقات بين الدول.
وشدد الرئيس ميدفيديف خلال استلام أوراق اعتماد الدكتور رياض حداد سفيراً فوق العادة ومطلق الصلاحية للجمهورية العربية السورية لدى روسيا الاتحادية في الكرملين أمس على أهمية العمل للتوصل إلى استقرار الوضع في سورية دون أي تدخل خارجي.
وقال الرئيس الروسي إن الأمر الرئيسي في الوقت الحالي يتمثل في أن يتمكن السوريون بعيداً عن أي تدخل خارجي من وقف العنف وإعادة الاستقرار إلى البلاد وإجراء حوار وطني عام وفعال مؤكدا أن روسيا ستبقى إلى جانب سورية وستدعمها بكل الوسائل.
بدوره أعرب السفير حداد عن استعداد سورية للذهاب إلى أوسع تعاون استراتيجي مع روسيا على كل المستويات وإلى أبعد الحدود.
وقدم السفير حداد للرئيس الروسي شرحا للخطوات الملموسة التي تقوم بها القيادة السورية للمضي في تنفيذ الإصلاحات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإجراء حوار وطني عام في سورية.
وبحث الرئيس الروسي مع السفير حداد الأوضاع الإقليمية والدولية والأدوار المرسومة لبعض بلدان الشرق الأوسط في المرحلة القادمة على ضوء إقامة قواعد للدرع الصاروخية الأمريكية في المنطقة وما يحمله ذلك من تهديدات لأمن روسيا والبلدان الأخرى.
وزير الخارجية الروسي يؤكد رفض بلاده تحويل خطة العمل العربية إلى إنذار للحكومة السورية
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض بلاده لان تتوجه الجامعة العربية إلى الحكومة السورية فقط بمطلب يتخذ شكلاً إنذارياً لوقف العنف.
وشدد لافروف خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الليتوانية فيلنوس على رفض روسيا أن تتحول خطة العمل العربية إلى إنذار لحكومة السورية موضحا في الوقت نفسه ضرورة وقف العنف فورا من قبل جميع الأطراف والعمل على إقناع السلطات السورية والمعارضة للبدء بالحوار حول سبل تسوية الوضع وتنفيذ الإصلاحات الناضجة في سورية.
من جهة أخرى جدد الوزير الروسي خلال لقاء مقتضب مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على هامش مؤتمر وزراء خارجية بلدان منظمة الأمن والتعاون في أوروبا رفض بلاده للإنذارات والتهديدات باستخدام القوة ولأي تدخل خارجي مسلح في سورية.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته أن لافروف وأوغلو بحثا الموقف المحيط بسورية وتم خلال اللقاء الإعراب عن رأي مشترك حول أهمية استخدام خطة العمل العربية لجهة حل الأزمة في سورية.
وكالات
إضافة تعليق جديد