موسكو: مستشارون عسكريون أدّوا دوراً مباشراً في تحرير تدمر
كشفت وزارة الدفاع الروسية، أمس، قيام المستشارين العسكريين الروس بأداء دور مباشر في التخطيط لعملية تحرير مدينة تدمر السورية من أيدي تنظيم «داعش».
وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي، في مؤتمر صحافي في موسكو، إن «تحرير تدمر يكتسب أهمية إستراتيجية، نظراً لموقع المدينة الجغرافي وسط سوريا، حيث شبكة الطرق الكثيفة المؤدية إلى كافة أقاليم البلاد، ومنها دمشق وحمص وحماه وحلب والرقة ودير الزور، وحقول النفط والغاز، فضلاً عن مكامن ثروات طبيعية أخرى».
وأوضح رودسكوي أن «حوالي أربعة آلاف إرهابي كانوا يتمركزون في محيط تدمر مطلع آذار، إضافة إلى ما لا يقل عن 25 دبابة وعربة مصفحة، وأكثر من 20 مدفعاً، وأكثر من 40 مدفع هاون، وقرابة 100 منصة لإطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات».
وكشف أن «أكثر من 50 سيارة رباعية الدفع مزودة بأسلحة ثقيلة تابعة للإرهابيين، كانت في محيط المدينة الأثرية، كما جهز الإرهابيون أكثر من 10 شاحنات مفخخة يقودها انتحاريون، فضلاً عن طائرات من دون طيار»، مشيراً إلى أن «داعش أنشأ في تدمر منظومة تحصينات متكاملة، ضمت شبكة مراكز إسناد ومراكز قيادة ومرابض مدفعية على التلال».
وأكد رودسكوي أن «مستشارين عسكريين روس شاركوا بشكل مباشر في التخطيط لعملية تحرير تدمر»، موضحاً أن «القوات المسلحة السورية والدفاع الشعبي وتشكيلات المعارضة الوطنية بدأت مطلع آذار عملية إعادة انتشار تمهيداً لتوجيه ضربة قاصمة إلى إرهابيي داعش المتمركزين في تدمر».
وقال رودسكوي «بدأت العمليات الهجومية في 6 آذار، بدعم من سلاح الجو الروسي. وفي المرحلة الأولى من العملية تم قطع الطرق الأساسية المؤدية للمدينة، فيما تعرضت مواقع الإرهابيين لقصف منهجي من قبل المدفعية وسلاح الجو السوري». وأضاف أن «طائرات القوات الروسية نفذت بين 7 و27 آذار قرابة 500 طلعة قتالية في محيط تدمر، وجهت خلالها أكثر من ألفي ضربة إلى مواقع الإرهابيين، ما أدى إلى تدمير مراكز الإسناد الأساسية لداعش ومرابض المدفعية التابعة للتنظيم».
وأعلن أن «الطائرات الروسية تمكنت من تدمير معظم مراكز القيادة للإرهابيين خلال اليومين الأول والثاني من العملية، وكانت تدمر بشكل يومي أرتالاً عسكرية حاولت الوصول إلى تدمر من جهتي الرقة ودير الزور، وهي تقل إرهابيين وذخيرة».
وقال «في 23 آذار، اقتربت وحدات الجيش السوري من تدمر وبدأت بمهاجمة التلال في محيط المدينة، والتي أحكمت القوات الحكومية سيطرتها عليها في غضون 24 ساعة. وأحكمت صباح 27 آذار سيطرتها بالكامل على تدمر، لكنها واصلت خلال اليوميين التاليين القضاء على ما تبقى من عصابات داعش في بعض أحياء المدينة وضواحيها».
وشدد رودسكوي على أن «الطائرات الحربية الروسية طوال العملية لم توجه ضربات إلا بعد توفر الإحداثيات الدقيقة للأهداف والتأكد من تبعيتها للإرهابيين. ولدى تدمير المواقع الإرهابية ذات الأهمية الخاصة، استخدم سلاح الجو الروسي أسلحة عالية الدقة، فيما جرى توجيه الضربات من الأرض».
وأكد أن «أول فرق من خبراء إزالة الألغام الروس وصلت إلى سوريا تمهيداً للشروع في تفكيك الألغام التي زرعها الإرهابيون في المدينة الأثرية والأحياء السكنية. وحسب التقييمات الأولية، يتعين على الخبراء الروس تفكيك الألغام في أراض تتجاوز مساحتها 180 هكتاراً».
ودعا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو شركاء روسيا الأجانب للانضمام إلى إزالة الألغام في تدمر. وقال إن «سكان تدمر، الذين يبلغ عددهم 100 ألف نسمة، اضطروا للنزوح بعد استيلاء الإرهابيين على المدينة، بما يستثني عودتهم قبل تطهيرها من الألغام بالكامل».
وكالات
إضافة تعليق جديد