ما هي أسباب انقسام السياسيين الألمان حول لقاء المعلم - شتاينمر

19-01-2008

ما هي أسباب انقسام السياسيين الألمان حول لقاء المعلم - شتاينمر

الجمل: الخلاف الألماني – الألماني حول العلاقات مع سورية سيفتح ملف استقلالية القرار الألمانيالجمل: أصبح "العامل السوري" حاضر بقوة داخل الائتلاف الألماني الحاكم، وحالياً تشهد الحكومة الألمانية خلافاً بين المستشارة أنجيلا ميركل ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، على خلفية الاتصالات المستمرة بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع نظيره الألماني شتاينماير.
* التوصيف الإخباري للخلاف الألماني – الألماني:
نشر الموقع الإلكتروني لوكالة دي بي إيه الألمانية تقريراً إخبارياً حمل عنوان «الائتلاف الألماني ينقسم حول الاتصال مع سوريا». وقد أشار إلى النقاط الآتية:
• حدث خلاف يوم أمس الجمعة بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية الألماني حول اتصالاته المستمرة مع وزير الخارجية السوري.
• المتحدث الرسمي باسم الحكومة الألمانية توماس شتيف، صرح قائلاً بأن حكومة الائتلاف الواسع الألمانية برغم توجهها العام المشترك، إلا أن المستشارة على خلاف مع وزير الخارجية ويتعلق الأمر باختلاف "تقييم" كل منهما.
• التقى وزير الخارجية الألماني بنظيره السوري يوم الثلاثاء الماضي، حيث طالب الوزير الألماني سوريا بضرورة القيام بدور بناء في:
* عملية سلام الشرق الأوسط.
* الأزمة السياسية اللبنانية.
• نشرت الصحف الألمانية الرئيسية تقارير حول خلاف في الرأي بين المستشارة أنجيلا ميركل (ذات الانتماء المسيحي الديمقراطي) ووزير الخارجية فرانك شتاينمر (ذو الانتماء الاشتراكي الديمقراطي).
• إضافة إلى منصب وزير الخارجية الألمانية فإن شتاينمر يتولى منصب نائب مستشار ألمانيا.
• تنظر المستشارة ميركل إلى محادثات وزير خارجيتها مع سوريا باعتبارها غير مناسبة، لأن سوريا لم تعترف دبلوماسياً حتى الآن بلبنان.
• نشرت صحيفة فرانكفورتر القامينا تزايتونف المحافظة تسريبات تقول بأن الإدارة الأمريكية والحكومة اللبنانية قد تظلمتا لدى المستشارة ميركل حول ما وصفتاه بأنه توجه ونزوع أكثر مما يجب لدى وزير خارجيتها للتعامل مع سوريا. علماً بأن المستشارة الألمانية لم تلتق وزير الخارجية السوري.
• نشرت صحيفة سودو دويتشه تسايتونف انتقادات خبراء السياسة الخارجية المنضوين تحت التكتل الذي تتزعمه المستشارة ميركل إزاء لقاء وزير الخارجية الألماني بنظيره السوري.
• رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني كارل ثيودور تزوغوتينبرغ طلب من وزير الخارجية الألماني أن يتجنب القيام بالمبادرات المنفردة.
• مارتن جايفار، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الألمانية، صرح قائلاً بأن وزير الخارجية الألماني قد أوضح توقعات ألمانيا المتعلقة بأنه يتوجب على سوريا أن تلعب دوراً بناءً في المنطقة إزاء ما يتعلق بالصراع العربي – الإسرائيلي ولبنان.
• مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بينيتا فيديرو فالدنار، أعلنت في ألمانيا يوم أمس الجمعة تأييدها ومساندتها لجهود الوزير الألماني الهادفة إلى دفع سوريا ضمن العملية السياسية الشرق أوسطية، ولكنها تفادت وصف توقيت اللقاء الذي أجراه وزير الخارجية الألماني مع نظيره السوري بأنه "مواتٍ".
• وجهت المستشارة الألمانية الانتقادات الشديدة لسوريا خلال تصريحها الصحفي يوم الخميس الماضي عندما وصفت توجهات سوريا بأنها غير بناءة. وأشارت التقارير الصحفية الألمانية إلى أن المستشارة الألمانية تفادت حينها توجيه الانتقادات الصريحة لوزير خارجيتها حفاظاً على المناخ الودي داخل الائتلاف الألماني.
• أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في لقاءه لنظيره الألماني بأن سوريا مستعدة لتقديم المساعدة في البحث عن سلام الشرق الأوسط وحل معضلة السياسة اللبنانية، وبأن سوريا حريصة على عودة السلام والاستقرار إلى المنطقة ضمن سياق السلام العادل وبأن سوريا مستعدة لإقامة علاقات مع بيروت لكن فقط بعد حل الأزمة الحالية.
* السياسة الخارجية الألمانية الشرق أوسطية: بين الاستقلال والتبعية:
تعتبر ألمانيا من أكبر بلدان الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى أنها تتمتع بعضوية حلف الناتو الذي تقوم فيه ألمانيا بدور كبير ونشط، كذلك تعتبر ألمانيا من بلدان العالم الكبرى بسبب عضويتها في مجموعة الثماني.
واستناداً إلى هذه الاعتبارات فإن ألمانيا تتميز بوزن كبير في البيئة السياسية الدولية، ولكن بسبب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، فقد أصبحت التوجهات السياسية الألمانية مقيدة بالكثير من المشروطيات التي فرضت عليها بواسطة الحلفاء الذين قضوا على ألمانيا النازية والهتلرية. وقد تجاوزت ألمانيا الكثير من تداعيات الهزيمة، وبعد توحيد الألمانيتين بدأت تبرز من جديد مسيرة الاستقلالية الألمانية وأصبحت السياسة الخارجية الألمانية أكثر تعبيراً عن الإرادة المستقلة.
بسبب ملف الهولوكوست استطاعت إسرائيل أن تلعب دوراً كبيراً في دفع القوى الغربية وخاصة أمريكا وبريطانيا، باتجاه تشديد الضغوط على ألمانيا بما يتيح لإسرائيل ابتزاز الاقتصاد الألماني والسياستين الداخلية والخارجية الألمانية.
• وقعت ألمانيا عام 1952م اتفاقية تقضي بأن تقدم ألمانيا الدعم والتأييد لأمن إسرائيل، واعتبار أمن إسرائيل ضمن القضايا والمهام المركزية للسياسة الخارجية الألمانية.
• شاركت ألمانيا بنشاط في:
* معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية عام 1979م.
* اتفاقية أوسلو عام 1993م.
* اتفاقية السلام الأردنية – الإسرائيلية عام 1994م.
• تشارك ألمانيا حالياً في عملية سلام الشرق الأوسط.
• ترتبط ألمانيا بعلاقات وثيقة مع تركيا وإيران.
يرتبط ملف السياسة الخارجية الألمانية الشرق أوسطية بملف السياسة الخارجية الألمانية عبر الأطلنطي. إن النزعة الاستقلالية الألمانية أدت إلى أن حكومات ما قبل المستشارة أنجيلا ميركل كانت تتخذ الكثير من المواقف المستقلة عن التوجهات الأمريكية والإسرائيلية وعلى وجه الخصوص إزاء:
• غزو واحتلال العراق.
• الانتهاكات العدوانية الإسرائيلية في المنطقة.
ولكن بعد صعود اليمين المسيحي الديمقراطي الألماني، فقد أصيبت النزعة الاستقلالية الألمانية بنكسة كبيرة بسبب تزايد تأثير علاقات عبر الأطلنطي. بكلمات أخرى، فإن صعود أمريكا خلال الخمسة أعوام الماضية قد ترتب عليه اختلال توازنات المصالح في علاقات عبر الأطلنطي بين أمريكا والاتحاد الأوروبي.
كان طبيعياً أن ينعكس ذلك على عملية صنع واتخاذ قرار السياسة الخارجية الألمانية. بكلمات أخرى، فقد أصبحت استقلالية السياسة الخارجية الألمانية أكثر ضعفاً، بسبب:
• صعود نفوذ أمريكا عبر علاقات عبر الأطلنطي.
• صعود اليمين الديمقراطي المسيحي الألماني.
* السياسة الخارجية الألمانية بين منظورين: العامل السوري:
العامل السوري لا يمكن اعتباره مجرد عامل محدود ضمن حدود القطر العربي السوري، ولا يمكن اعتباره مجرد أجندة بحتة، وإنما يمثل هذا العامل "مقاربة شاملة" إزاء ملف الأمن والاستقرار والسلام الشرق أوسطي، وتأسيساً على ذلك، فقد أصبح العامل السوري يتميز بطابعه العابر للحدود، وحتى بالنسبة لدول المنطقة التي ترتبط بعلاقات مع إسرائيل، فقد أصبح العامل السوري يتميز بتأثيره الكبير على كل من دوائر صنع واتخاذ القرار والرأي العام في الشرقين الأوسط والأدنى. وبسبب من تشابك البيئة الإقليمية الشرق أوسطية مع البيئة الإقليمية الدولية، فقد أصبح العامل السوري يتميز بطابعه العابر للقارات، وكان طبيعياً أن يلقي العامل السوري تداعياته وظلاله على دوائر صنع واتخاذ قرار السياسة الخارجية الألمانية الشرق أوسطية.
الانقسام بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينمر، يمثل في حقيقة الأمر انقساماً بين القوى السياسية الألمانية حول الاعتبارات المتعلقة بدعم استقلالية توجهات السياسة الألمانية.
وتأسيساً على ذلك طالما أن الصراع الألماني – الألماني حول استقلالية القرار الألماني هو صراع يدور حول جملة من القضايا من أبرزها:
• استمرار وجود القواعد الأمريكية في ألمانيا.
• القضاء على القيود والمشروطيات التي تحد من الطموحات الألمانية.
• استمرارية الرقابة الأمريكية المفروضة على ألمانيا.
• فصل المصالح الألمانية عن مصالح الدول الأخرى.
• تحرير عملية صنع واتخاذ القرار الألماني.
• التخلص من القيود التي تفرضها أمريكا على السياسة الخارجية الألمانية إزاء الشرق الأوسط وإزاء روسيا وآسيا الوسطى والشرق الأدنى والشرق الأقصى.
* العامل السوري وعقدة انتخابات 18 أيلول 2005م الألمانية:
انتخابات 18 أيلول 2005م الألمانية لم تكن حدثاً عادياً، فقد ترتب عليها صعود الحزب الديمقراطي المسيحي (CDN) الذي حصل على 18 مقعداً وبرغم أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد تفوق بأربعة مقاعد إلا أن الأحزاب اليمينية الألمانية الصغيرة تحالفت مع الحزب الديمقراطي المسيحي وكان أبرزها الاتحاد البافاري الاجتماعي المسيحي وحصل على أربعة مقاعد وبتحالفه مع المسيحيين الديمقراطيين أصبح للاثنين 22 مقعداً الأمر الذي أدى إلى التعادل مع الاشتراكيين الديمقراطيين.
ولكن، وبرغم الخلافات فقد استطاع تكتل الحزب الديمقراطي المسيحي – الاتحاد البافاري الاجتماعي المسيحي، أن يكون ائتلافاًَ مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني. أزمة الائتلاف الحاكم الألماني، هي بالأساس أزمة بين برنامجين سياسيين أحدهما يركز على المضي مع أمريكا والآخر يركز على الاستقلالية الألمانية، لذلك عندما ظهر ملف العامل السوري كان طبيعياً أن يبرز الخلاف بين مضمون وجوهر البرنامجين المؤتلفين، وحالياً من الصعب التكهن بمجريات الأمور، ولكن على الأغلب أن تمتد عدوى الخلاف الألماني – الألماني الذي أشعله العامل السوري إلى فتح ملف استقلالية القرار الألماني.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...