لافروف في طهران غداً لحسم الموقف المشترك من سوريا

12-06-2012

لافروف في طهران غداً لحسم الموقف المشترك من سوريا

تزايدت المؤشرات الدولية على تقدم مسار المبادرة الروسية إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا أمس، مع إعلان كل من تركيا وفرنسا دخولهما في محادثات مع موسكو حول المبادرة التي سينقل تفاصيلها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران غداً، برسالة فحواها «التشدد» في رفض «الحل اليمني»، ودعم الرئيس بشار الأسد «حتى النهاية».
لكن الواقع الأمني يستمر بالتفاقم، وخصوصا في منطقتي حمص واللاذقية، ما استدعى تحذيرات صدرت عن المبعوث الدولي والعربي للسلام في سوريا كوفي أنان، وفريق المراقبين الدولي إضافة إلى واشنطن، فيما واصلت اسرائيل تصعيدها لمستوى تصريحاتها المتعلقة بالشأن السوري، محذرة من امتلاك سوريا «أكبر مخزون في العالم» من الأسلحة الكيميائية، ومؤكدة ضرورة أن يكون جيشها على «أهبة الاستعداد» في ظل الأحداث السورية.

وأوضح مصدر مطلع في طهران أن الهدف الاساسي من زيارة «لافروف يتعلق بالموضوع السوري بشكل رئيسي ومن ثم الملف النووي» الايراني. وأضاف المصدر نفسه أن «لافروف سيبلغ الإيرانيين رفض روسيا التخلي عن الأسد وأن موسكو ستدعمه حتى النهاية. وفي المقابل سيطلب لافروف منهم دعم مسعى بلاده لعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، إضافة إلى مناقشة مقترح روسي ستتناوله محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الاميركي باراك أوباما المرتقبة سعيا للوصول إلى تفاهم للخروج بحل مقبول للأزمة السورية».
وكشف مصدر مقرّب من دوائر صنع القرار في طهران أن الامـين العـام للمجـلـس الاعـلى للامن القومي في ايران سعيد جليلي «طلب خلال زيارته الأخيرة إلى مدينة سان بطرسبرغ من نظرائه الروس التمسك بالرئيس الأسد ورفض أي حل أو مقترح على شاكلة الحل اليمني لحل الأزمة السورية» وأوضح المصدر نفسه أن جليلي طالب «موسكو بتشدد أكثر حيال هذا الموضوع بعدما أبدى بعض المسؤولين الروس تهاونا في الموضوع». وكانت روسيا قد اقترحت عقد مؤتمر دولي حول سوريا يهدف الى إنقاذ خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الهادفة لحل الاوضاع في سوريا.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس ستجري «هذا الاسبوع اتصالات جديدة مع روسيا» حول الدعوة التي وجهتها موسكو لعقد مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة ايران، بينما تعارض باريس أي مشاركة لطهران، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، فهنأه بانتخابه رئيسا لهذا المجلس المعارض، وأكد له ان فرنسا تقدم «الدعم الكامل» للمعارضة السورية.
وقال فابيوس ايضا عن اتصاله بسيدا «لقد نقل إلي قلقه الكبير بعد شن هجوم عسكري كبير على حمص. أدعو بشكل رسمي النظام السوري الى التوقف فورا عن ارتكاب هذه التجاوزات. لا بد من بذل كل ما هو ممكن لتجنب حصول مجازر جديدة».
وأعلن مسؤول تركي ان أنقرة تدرس الاقتراح الروسي بعقد مؤتمر دولي، وقال المسؤول ان «موفدا من السفارة الروسية في أنقرة أطلعنا على هذا الاقتراح الاسبوع الماضي ونقوم حاليا بدرسه».
واتصل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو هاتفيا بكوفي أنان وتباحثا في الوضع في سوريا، حسبما أضاف المسؤول التركي من دون ان يعطي تفاصيل حول ما دار خلال هذا الاتصال.

وأعرب كوفي انان عن «القلق البالغ» بشأن تصاعد العنف بين القوات الحكومية السورية والمعارضة، كما دعا الى السماح «على الفور» للمراقبين الدوليين بدخول مدينة الحفة في منطقة اللاذقية، حسبما أفاد المتحدث احمد فوزي الذي قال «هناك مؤشرات على ان أعدادا كبيرة من المدنيين محاصرون في هذه المدن (اللاذقية وحمص)». وأضاف ان «المبعوث الخاص المشترك يطالب الأطراف باتخاذ خطوات لضمان عدم إلحاق الأذى بالمدنيين، كما يطالب بالسماح بدخول مراقبي الامم المتحدة الى مدينة الحفة فورا».
وأعربت بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا عن قلقها إزاء تصاعد العنف في مدينة حمص، مشيرة الى أنها بصدد التفاوض لإجلاء المدنيين. وذكرت البعثة في بيان ان «المراقبين الدوليين أفادوا عن حدوث قتال عنيف في مدينتي الرستن وتلبيسة شمال مدينة حمص مترافق مع إطلاق المدفعية وقذائف الهاون، فضلا عن إطلاق نار من المروحيات والمدافع الرشاشة والأسلحة الخفيفة». وأوضحت البعثة في بيانها انه «يمكن سماع دوي القصف بالمدفعية الثقيلة وإطلاق النار من أسلحة رشاشة ورؤيتها فوق حي الخالدية في وسط المدينة».
كما تلقت البعثة «تقارير عن حصار عدد كبير من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال، داخل مدينة» حمص، مشيرة الى انها «تحاول التوسط من أجل إجلائهم». ولفتت البعثة الى انها غير قادرة على تأكيد تقارير تفيد بسقوط عدد كبير من الضحايا. ودعت البعثة «جميع الأطراف» الى وقف القتال وانتهاكات حقوق الإنسان، لضمان حماية المدنيين واحترام القانون الدولي. كما ناشدتهم تأمين «الوصول الفوري وغير المقيد إلى مناطق النزاع».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، إن الولايات المتحدة تشاطر المبعوث الدولي كوفي أنان «القلق البالغ إزاء التقارير الواردة من داخل سوريا بأن النظام ربما يدبر مذبحة أخرى في الحفة هذه المرة». وأضافت في مؤتمر صحافي «يمكن المجتمع الدولي أن يعلم وهو يعرف الوحدات المسؤولة عن الجرائم ضد الإنسانية وستحاسب على أفعالها». 

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...