عمليات التعبئة الإسرائيلية والفلسطينية والإنفجار المرتقب

23-09-2011

عمليات التعبئة الإسرائيلية والفلسطينية والإنفجار المرتقب

الجمل: تحدثت التقارير الصادرة صباح اليوم الجمعة 23 أيلول (سبتمبر) 2011م، عن تزايد التوترات في الأراضي الفلسطينية، وأيضاً في داخل إسرائيل، وفي هذا الخصوص تقول التفسيرات بأن الأمر يتعلق بملف اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية،  فما هي حقيقة هذه التعبئة، وهل هي من طرف واحد أم بواسطة الطرفين، وما هي تداعياتها على المنطقة خلال فترة ما بعد القرار الدولي الذي سوف يتقيد بالفيتو الأمريكي الاعتراضي؟

* مسرح المواجهة الفلسطينية ـ الإسرائيلية: توصيف المعلومات الميدانية

تقول المعلومات والتسريبات، بأن عمليات تعبئة سلبية فاعلة تجري على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفي هذا الخصوص أشارات المعلومات إلى الآتي:خريطة توزع المستوطنات والتجمعات الإسرائيلية في الضفة الغربية
•    على الجانب الإسرائيلي: سعت السلطات الإسرائيلية إلى القيام بعمليات التعبئة على النحو الآتي:
ـ نشر 22 ألف عنصر شرطة في المناطق المتاخمة للأراضي الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص الضفة الغربية.
ـ شددت السلطات الإسرائيلية عمليات فرض الرقابة الصارمة على الحركة داخل الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى الحركة بين الأراضي الفلسطينية، والداخل الإسرائيلي.
ـ كثفت السلطات الإسرائيلية عمليات الرقابة الأمنية في مدينة القدس إضافة إلى ممارسة المزيد من الضغوط على حركة السكان الفلسطينيين في الأحياء وفي المناطق المقدسة الإسلامية.
ـ شددت السلطات الإسرائيلية ضغوطها على الأحياء العربية ـ الإسلامية داخل مدن الداخل الإسرائيلية.
تم وضع جهاز الشين بين (الأمن الداخلي) وجهاز المخابرات العسكرية (أمان) وجهاز الموساد (الأمن الخارجي) على أهبة الاستعداد، إضافة إلى القيام بتنفيذ المزيد من الإجراءات الأمنية الوقائية ضد الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية وفي الداخل الإسرائيلي.
•    على الجانب الفلسطيني: سعت السلطة الفلسطينية لجهة القيام بعمليات التعبئة السلبية الفاعلة الآتية:
ـ وضعت السلطة الفلسطينية قوات الأمن الفلسطينية في حالة التأهب القصوى.
ـ حدثت عمليات تعبئة واسعة في أوساط رجال الدين وأئمة المساجد من أجل التركيز على فعاليات يوم الجمعة كنقطة انطلاق للغضب الشعبي الفلسطيني..
ـ سعت وزارة الشؤون الدينية الفلسطينية لجهة دعم التعبئة في أوساط رجال الدين الإسلامي وأيضاً رجال الدين المسيحي.
ـ سعت منظمات المجتمع المدني في الأراضي الفلسطينية لجهة حشد وتعبئة قدراتها المادية والرمزية من أجل الإسهام بقدر فاعل في ردة الفعل الفلسطينية الشعبية المتوقعة.
تقول التقارير والتسريبات، بأن مساء اليوم الجمعة سوف يشهد بدايات انطلاقة الفعاليات الشعبية الفلسطينية الغاضبة، وتشير المعطيات الميدانية الجارية، بأن السلطات الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، أصبحوا أكثر إدراكاً لاحتمالات انطلاق هذه الفعاليات. وحالياً يسعى كل طرف من أجل ضبط هذه الفعاليات والسيطرة عليها بحيث تكون ضمن حدود معينة، فالجانب الإسرائيلي يسعى إلى عدم وصول هذه الفعاليات إلى مستوى تهديد أمن إسرائيل، والجانب الفلسطيني يسعى إلى عدم وصول هذه الفعاليات إلى مرحلة تهديد أمن السلطة الفلسطينية.

* السيناريو الميداني الفلسطيني: أبرز المؤشرات الخطرة

تحدثت التسريبات عن قيام أجهزة الأمن الإسرائيلية، وأيضاً أجهزة الأمن الفلسطينية بإعداد المزيد من التخمينات لجهة محاولة التعرف على خطوط وملامح سيناريو التصعيد المتوقع في الأراضي الفلسطينية، ومناطق الداخل الإسرائيلي، وفي هذا الخصوص أشارت التخمينات إلى الآتي:
•    مؤشرات قيام المتطرفين الإسرائيليين، وبالذات المنتمين للمؤسسات الدينية اليهودية الإسرائيلية بالمزيد من الاعتداءات ضد المناطق الإسلامية المقدسة وبالذات في القدس وضواحيها.
•    مؤشرات قيام المستوطنين الإسرائيليين الموجودين في المستوطنات الموجودة في الأراضي الفلسطينية بشن المزيد من الاعتداءات ضد الفلسطينيين وبالذات في مناطق الضفة الغربية.
•    مؤشرات قيام الحركات الإسلامية الفلسطينية، بتنفيذ حملة من الهجمات الجديدة وبالذات في مناطق الضفة الغربية.
•    مؤشرات قيام الحركات اليهودية المتطرفة بتنفيذ المزيد من الاعتداءات وعمليات إثارة الكراهية ضد الفلسطينيين المقيمين في مناطق الداخل الإسرائيلي.
تقول التخمينات، بأن قيام الحركات الفلسطينية الإسلامية المسلحة مثل حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي بإطلاق الصواريخ والقذائف من داخل قطاع غزة ضد الإسرائيليين هو أمر يمكن السيطرة عليه، طالما أن الإسرائيليين قد تعودوا على التعامل مع مثل هذه المخاطر خلال الفترة الماضية، ولكن ما هو جديد وأكثر خطورة سوف يتمثل هذه المرة في زخم طاقة العنف الهيكلي السياسي ـ الديني التي سوف تنطلق في كافة مناطق الضفة الغربية، وذلك بما يمكن أن تنتقل عدواه إلى الأردن بشكل مباشر. الأمر الذي سوف يؤدي بالضرورة إلى تهديد استقرار النظام الملكي الأردني وأيضاً تهديد السلطة الفلسطينية نفسها، وذلك لأن الفلسطينيين في الضفة الغربية سوف يعارضون بشدة مبدأ الاستمرار في مسار المفاوضات، والسلطة الفلسطينية لن تستطيع عملياً التخلي عن مسار المفاوضات. لأن التخلي في هذه الحالة سوف يحولها إلى حركة مسلحة مثلها مثل الحركات المسلحة الفلسطينية الأخرى، وأي تحول في هذا المسار سوف يؤدي إلى انهيار عملية أوسلو. وبالتالي إلى قيام الإسرائيليين بإعادة احتلال كامل مناطق الضفة الغربية الثلاثة (المنطقة "أ" والمنطقة "ب" والمنطقة "ج") وذلك تمهيداً لإعلان إعادة ضمها لاحقاً. والبدء بعملية سلام جديدة تقوم على مبدأ الضغوط من أجل فرض الخيار الأردني الذي يتضمن ترحيل كامل الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى منطقة شرق الأردن. وإقامة الدولة الفلسطينية هناك بحيث إما أن تكون دولة مستقلة، أو دولة اتحاد كونفيدرالي مع الأردن.

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...