روسيا تحذر «الأطلسي» وتركيا من التدخل في سوريا

10-10-2012

روسيا تحذر «الأطلسي» وتركيا من التدخل في سوريا

حذرت موسكو، امس، حلف شمال الاطلسي وتركيا، التي واصل رئيس حكومتها رجب طيب اردوغان هجومه على النظام السوري، من استغلال الحوادث الحدودية بين البلدين كذريعة للتدخل في سوريا، وذلك بعد اعلان «الأطلسي» أنه أعدّ خططاً للدفاع عن تركيا إذا لزم الأمر، لكنه دعا أنقرة ودمشق إلى تفادي التصعيد بينهما.
في هذا الوقت، أعلن ديبلوماسيون أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيزور قريباً الرياض وأنقرة، بالاضافة الى القاهرة، لإجراء مشاورات قبل أن يتوجه إلى دمشق. وأوضح المتحدث باسم المبعوث الدولي احمد فوزي إن جولة الإبراهيمي في الدول المجاورة تعني أنه لن يزور سوريا هذا الأسبوع.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في باريس، الحكومة السورية بوقف فوري لإطلاق النار، مطالباً المسلحين الالتزام بهذا الأمر أيضاً، فيما أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن قلقه من تأثير الأزمة السورية على لبنان.
وقال نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين امير عبد اللهيان، رداً علي سؤال لوكالة «ارنا» عما إذا كانت السعودية انسحبت من اللجنة «الرباعية»، إن «عدم مشاركة السعودية في الاجتماعين الأخيرين (للجنة في القاهرة ونيويورك) أمر يجب التوقف عنده»، لكنه أضاف إن «وزير الخارجية المصري يضع السعودية في أجواء المباحثات التي جرت».
وتابع إن «إيران تؤيد مبادرة الرئيس المصري (محمد مرسي) باعتبارها تمثل آلية سياسية»، مضيفاً «إننا وعلي النقيض من بعض الأطراف الإقليمية والخارجية نري أن النقطة الرئيسية في مبادرة الرئيس المصري، وكما هو الحال بالنسبة لإيران والأمم المتحدة، هي أن حلّ الأزمة السورية يمر عبر الطرق السياسية فحسب، ولا حل عسكرياً وأمنياً لها».
إلى ذلك، تبنّت «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة تفجيرين انتحاريين استهدفا فرع الاستخبارات الجوية في مدينة حرستا أمس الأول. وأكد التلفزيون السوري اقتحام الجيش حي الخالدية وسط حمص.

واكدت واشنطن انه «من السابق لأوانه» الاعتراف بحكومة مؤقتة تشكلها المعارضة السورية قبل أن «تنظم صفوفها». وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا فيليب غوردن، في مقابلة مع صحيفة «لوموند» نشرت امس، إن «هولاند طرح الاعتراف بحكومة مؤقتة. لدينا تحفظات على هذا الاقتراح». وأضاف «لا نعتقد ان المعارضة مستعدة لتشكيل حكومة مؤقتة. يوما ما سيتحتم الاعتراف بحكومة أو كيان مؤقت، لكن الآن الامر سابق لأوانه».
ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، في افتتاح اجتماع وزراء دفاع الدول الـ28 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وبينها تركيا، في بروكسل، أنقرة ودمشق إلى «تفادي التصعيد» وإظهار «اعتدال» بعد ردّ الجيش التركي على سقوط قذائف سورية على الأراضي التركية.
وقال راسموسن «نأمل في أن يبدي البلدان اعتدالاً لتفادي تصعيد الأزمة». ورحب «باعتدال أنقرة، التي يحق لها الدفاع عن نفسها في إطار القانون الدولي». وأضاف «يمكن لتركيا الاعتماد على تضامن الحلف، ولدينا كل الخطط اللازمة للدفاع عن البلاد إذا دعت الحاجة»، لكنه أضاف «نأمل ألا يكون من الضروري تطبيق تلك الخطط».
وأضاف «نأمل أن تظهر جميع الأطراف ضبط النفس وتجنب أي تصعيد في الأزمة». وشدد على أن لا شيء استثنائياً في هذا الاستعداد. وقال «اعتقد أنكم ستفاجأون إذا لم يكن لدى حلف عسكري كالحلف الأطلسي الخطط الضرورية لحماية جميع حلفائنا».
وأعلن مسؤول دفاعي أميركي في بروكسل ان «الأطلسي» قد يتحرك إذا تقدمت تركيا بطلب رسمي لمساعدتها. وقال «يجب أن يستمع الحلفاء لما تريده تركيا ومن بعدها تقرير نوع المساعدة. نتواصل مع تركيا، حتى إذا حانت اللحظة التي تحتاج فيها المساعدة نكون على استعداد لتقديمها».
وقال القائم بأعمال المندوب الروسي لدى الحلف نيكولاي كورتشونوف، لوكالة «رويترز»، «نتوقع ألا يستخدم الناتو هذا الحادث المأساوي (سقوط خمسة قتلى أتراك بقذيفة سورية) كذريعة للتدخل في سوريا». وأضاف «أملنا الوحيد هو عدم استخدام تركيا هذا الحادث المأساوي من أجل القيام بعمل أحادي».
وأوضح مصدر ديبلوماسي في مقر الحلف لوكالة «ايتارتاس» الروسية أن الحديث يدور عن التخطيط العسكري حصراً. وقال إن «الأطلسي لا يرى أي دور له في تسوية الوضع في سوريا»، مضيفا إن «الحلفاء مستعدون لتقديم المساعدة لتركيا، ولكن فقط في حال وجود تهديد مباشر لأمنها».
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أعلن إن بلاده جاهزة لجميع الاحتمالات مع سوريا، معتبراً أن «الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا». وتفقد رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزيل القوات المتمركزة على الحدود السورية، فيما كانت تركيا ترسل طائرات حربية إلى ديار بكر.
وأعلن رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني، في اتصال هاتفي مع نظيره التركي جمال تشيتشيك، «استعداد إيران للعمل من اجل إعادة الهدوء وإزالة التوتر من العلاقات التركية ـ السورية». وقال إن «تصعيد وتيرة الاضطرابات في المنطقة يضرّ بمصالح ومبدأ الوحدة بين الدول الإسلامية في المنطقة بأجمعها».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...