تقرير الديلي تلغراف عن تنظيم "جبهة النصرة"
أكدت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية ان المجموعة الإرهابية المسلحة المسماة "جبهة النصرة" التي انضمت إلى المجموعات المسلحة في سورية شاركت في تنفيذ أشد الأعمال الإرهابية وحشية داخل سورية.
وذكرت الصحيفة في مقال حمل عنوان "داخل جبهة النصرة الجناح الأشد تطرفا" ان هذه المجموعة التي توازي تنظيم القاعدة من حيث تطرفها ووحشيتها هي احدى أكبر واشرس المنظمات التي تطلق على نفسها اسم "المنظمات الجهادية" والتي تتضمن اساليبها الوحشية قطع الرأس وتنفيذ عمليات إرهابية انتحارية تودي بمئات الضحايا.
واجرت كاتبة المقال روث شيرلوك مقابلات مع عناصر من جبهة النصرة عرف أحدهم عن نفسه باسم ياسر الصباحي من مدينة حمص وهو يتمركز حاليا في مدينة طرابلس اللبنانية وقد أقر بأنه يقف وراء العديد من الهجمات الإرهابية التي وقعت في سورية لافتة إلى ان القصص التي اطلعها عليها حول العمليات الإرهابية التي شنتها "جبهة النصرة" تكشف أعمالا إجرامية مرعبة من داخل الجناح الاكثر تطرفا ضمن المجموعات الإرهابية في سورية والذي يمكن ان يتحول إلى اسوا كابوس قد يواجهها الغرب.
وأشارت الصحيفة إلى ان هذه المجموعة اقرت بانها نفذت مجموعة من العمليات الإرهابية شبه اليومية في دمشق غير ان الدليل الأكبر على العنف المفرط وغير المسبوق لهذه الجماعة يبرز في تجنيدها لمقاتلين متطرفين من الخارج للانضمام إلى المسلحين في سورية حيث تبث عبر الإنترنت خطابات تحريضية لرجل يدعى " ابو محمد الجولاني" وقد تم التلاعب بصوته حتى لا يكون من الممكن التعرف إلى هويته.
وأضافت الصحيفة ان شقيق الصباحي يطلق على نفسه لقب أمير "جبهة النصرة" في حمص وهو متورط في تهريب المسلحين والأسلحة من لبنان إلى سورية.
ويقر الاخير بانه ارسل مسلحين من السعودية والعراق وباكستان ولبنان وتركمانستان وفرنسا وحتى من بريطانيا إلى سورية.
واقر الصباحي بمسؤولية الجبهة عن العديد من الهجمات الإرهابية التي وقعت في دمشق وحلب وأشارت ديلي تلغراف إلى ان "جبهة النصرة" تضم في جزء كبير منها مسلحين أجانب شاركوا في القتال في العراق وأفغانستان.
ولفتت ديلي تلغراف إلى ان عناصر الجبهة كالقاعدة يطمحون ويسعون الى تشكيل دولة اسلامية ليس فقط في سورية وانما تقوم على أراضي كل الدول العربية.
مسلحون ليبيون من تنظيم القاعدة دخلوا سورية مع محاولة التنظيم انشاء موطئ قدم له في ليبيا
وفي مقال اخر, كشفت الصحيفة ان تنظيم القاعدة يكثف جهوده لإنشاء قاعدة جديدة لعملياته الإرهابية في ليبيا في أعقاب الهجوم الأخير على القنصلية الأميركية بمدينة بنغازي إضافة إلى إقامة روابط مع المجموعات الإرهابية المسلحة الأخرى في العالم العربي وخاصة في سورية.
وقالت الصحيفة ان مسؤولين من الاستخبارات الغربية أكدوا ان أعداداً كبيرة من المسلحين الليبيين والذين كان بعضهم متواجدا في العراق شقت طريقها إلى سورية للمشاركة في العمليات الإرهابية التي تجري فيها.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى ان ما يسمى بـ "لواء الشهيد أبو سليم" والتابع لتنظيم القاعدة وتم تشكيله من مجموعة من السجناء الليبيين السابقين يسعى بنشاط إلى إقامة روابط مع المجموعات المسلحة الأخرى في العالم العربي وخاصة في سورية بعد ان تمكن في الآونة الأخيرة من السيطرة على مدينة درنة الليبية.
ونقلت الصحيفة عن تقارير لوكالة الاستخبارات الأميركية سي أي ايه ان هناك مؤشرات كبيرة على ان قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب وفرع التنظيم في شمال افريقيا يبذلون جهودا لإقامة روابط مع حركة أنصار الشريعة في ليبيا والتي تعتقد الـ سي آي إيه انها تقف وراء الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول الماضي والذي أدى إلى مقتل اربعة أشخاص بمن فيهم السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز.
واردفت الصحيفة ان قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب يحاولون أيضاً إقامة علاقات مع المجموعات الأخرى في ليبيا على أمل إنشاء إقطاعية هناك مماثلة للتي أقاموها في مالي المجاورة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات الغربية قولهم إن قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب يسافرون بانتظام إلى بلدة الغاط الصحراوية في جنوب غرب ليبيا القريبة من الحدود مع النيجر بهدف إيجاد موطئء قدم لهم في ليبيا لشن هجمات ضد أهداف غربية والوصول إلى مخزونات الأسلحة الكبيرة بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات التي نهبها المسلحون الليبيون بعد مقتل العقيد الليبي معمر القذافي نهاية العام الماضي مقابل تزويد المجموعات المسلحة الليبية بالتدريب والتمويل.
وقال مسؤول استخباراتي غربي رفيع المستوى إن تنظيم القاعدة يعتبر مرحلة ما بعد القذافي فرصة سانحة له لتوسيع شبكة فروعه الإرهابية كما أن قوة التنظيم ستزداد إذا ما تمكن من تشكيل تحالف مع المجموعات المسلحة الليبية.
وقالت الصحيفة انه توجد مخاوف من تمكن تنظيم القاعدة من استخدام صواريخ مضادة للطائرات لاسقاط الطائرات المدنية ومهاجمة طائرات الشحن في منطقة البحر الأبيض المتوسط مشيرة إلى وجود تقارير تفيد بأن التنظيم يسعى إلى تأسيس قاعدة جديدة في ليبيا اثر انباء عن ان شبكة تابعة له متواجدة في شرق افريقيا تعيد تجميع صفوفها والتسلح في شمال الصومال بعد ان تم طردها مؤخرا من العاصمة الصومالية مقديشو.
واضافت ان هناك نحو 1700 مجموعة مسلحة تعمل حاليا في ليبيا مشيرة إلى أن السلطات الليبية أطلقت مؤخراً عملية لاخراج الجماعات المسلحة من مدينة بنغازي في أعقاب الهجوم على القنصلية الأميركية لكن مسؤولي الاستخبارات الغربية يخشون من أن تكون انتقلت إلى مناطق أخرى في البلاد غير خاضعة لسلطة الحكومة الليبية.
إضافة تعليق جديد