(الملاك الثائر) في غفلة من أزمة العلاقات السورية ـ اللبنانية
سيبدأ خلال الأسبوع القادم تصوير مسلسل "الملاك الثائر" عن حياة الأديب والفيلسوف جبران خليل جبران. ويعنى المسلسل بالفترة التي سبقت ولادة جبران وحتى بداية انطلاقته ونجاحه في أمريكا والعالم في الفن والأدب.
ويتضمن العمل، الذي كتب السيناريو والحوار له الروائي نهاد سيريس، إجابات عن العديد من الأسئلة، التي تتعلق برحلة جبران من لبنان إلى بوسطن في المهجر، والمصاعب والتحديات الأليمة التي واجهها وهو صغير. ثم بداية تفتحه النقي وهو شاب. والظروف والأشخاص الذين تأثر بهم جبران ...
يبدأ المسلسل، الذي يخرجه محمد فردوس أتاسي، بمشهد لطاولة مستديرة يجلس حولها أكثر الناس قرباً إلى قلب جبران (بربارة يونغ، وميخائيل نعيمة، وشقيقته ماريانه، وماري هاسكل؛ ليبدأ سرد رحلة حياة هذا الفنان والأديب الشاعر العالمي، على خلفية مرحلة نضال الشعب اللبناني أيام السفربرلك، وهجرة الكثير منهم إلى المغترب.. وحياة المهاجرين الجدد من أمريكا واستقبالهم لبعضهم البعض.. بالإضافة إلى مشاهد مهمة من دراسة جبران في مدرسة الحكمة في بيروت، وكيف تعرف على صديق عمره يوسف الحويك، الذي أصبح من أهم الفنانين اللبنانيين، وعلى أيوب ثابت الذي سيكون له شأن كبير فيما بعد في الحياة السياسية اللبنانية. وقد شكل الثلاثة مجموعة متناغمة في المدرسة. وفي ذلك الوقت كانت ماري زيادة التي عرفت فيما بعد بمي زيادة، تدرس في مدرسة عينطورة ببيروت، وكانت قد جاءت من مدينة الناصرة في فلسطين، وكانت تكتب الشعر بالفرنسية، وتحاول، مثل جبران، التمرد على التقاليد البالية التي تحكم مجتمعنا في نهاية القرن التاسع عشر.
تتقاطع دروب جبران ومي مرة واحدة على شاطئ البحر، وينظر جبران ومي كل في عيني الآخر ويعجب به، ثم يبحران في الابتعاد، غير مدركين بأنهما سيلتقيان من خلال مراسلة ستستمر سنيين طويلة.
ويقول أحد الذين اطلعوا على النص، إن تبادل النظرات بين مي وجبران استهلك ثلاث حلقات في المسلسل، وهو ما برره المخرج محمد فردوس أتاسي للجمل بالقول: «إن اسم جبران ومي ارتبطا في ذاكراتنا الثقافية، ولا يمكن لمسلسل يتناول حياة جبران أن يتجاهل هذه العلاقة» مع أن المسلسل يتناول مراحل حياته قبل نشوء علاقة المراسلة بين مي وجبران. إلا أن الأكثر أهمية في هذا العمل هو الأجواء السورية ـ اللبنانية في نهاية القرن التاسع عشر، وهي فترة تاريخية صعبة لم يتم تناولها كثيراً في الدراما السورية. ويأتي هذا العمل بعد مضي أكثر من عام على تأزم العلاقات بين البلدين. وقد استغرب المخرج الأتاسي من الحديث عن وجود أزمة بين البلدين، وإذا ما كانت تؤثر على أجواء العمل، فقال إن المسلسل من إنتاج مشترك سوري - لبناني وفيه نحو ستين ممثلاً من البلدين، والعمل يستند على العلاقات الراسخة والعميقة بين شعبي البلدين، أما الأزمة فهي شيء عابر لن ندعه يؤثر علينا، لأن كل شيء سيعود كما كان عليه، بل أفضل مما كان.
وأماكن التصوير تتوزع بين سوريا بيت شباط ودريكيش في طرطوس وبين لبنان في بشري وبيروت، أما بوسطن عام 1880، فسيتم بناء ديكوراتها كاملة، لأن الحي الصيني الذي عاش فيه جبران هناك لم يعد له وجود، كما من الصعب العثور على مكان يشبهه.
أغنية المقدمة والنهاية ستكون من أشعار جبران خليل جبران، وتلحين الموسيقار الكبير منصور الرحباني، وأداء شهد برامدا، في مشاركة أولى لها في عمل درامي. والمسلسل من إنتاج مشترك: من سوريا المركز الدولي للإنتاج (رياض محفوظ) ومن لبنان firehourse (نجاة رزق). كما سيقوم بتأدية دور جبران ثلاثة ممثلين، زين حمدان مرحلة الطفولة، وعلي رمضان مرحلة الشباب، وشادي حداد المرحلة الأخيرة. بالإضافة إلى كوكبة من الممثلين من سوريا: سوزان نجم الدين، غسان مسعود، فارس الحلو، نادين، لورا أبو أسعد، سامر المصري، جيهان عبد العظيم، ديما قندلفت، صفاء سلطان. ومن لبنان: كمال الحلو، رولا حمادة، ميرنا مكرزل، آلان الزغبي، أحمد الزين، بيار جامجيان، عمار شلق، رشا التقي.
الجمل
إضافة تعليق جديد