القمة السورية- السعودية: موقف موحّد من فلسطين والعراق

09-10-2009

القمة السورية- السعودية: موقف موحّد من فلسطين والعراق

اختتام القمة بين عبد الله والاسد، وعودة الملك السعودي الى الرياض بعد زيارته الاولى من نوعها الى دمشق منذ توليه العرش، وضعت سوريا والسعودية العناوين العريضة لعلاقتهما المستقبلية استنادا إلى أسس التنسيق المشترك، والبحث عن نقاط التلاقي في القضايا الإقليمية. وقال المعلم إن «زيارة الملك كانت ناجحة بكل المعايير، وإن التفاهم كان شاملا بين العبد الله والأسد يتصافحان في ختام زيارة الملك السعودي إلى دمشق أمسملك والرئيس حول مختلف المواضيع التي جرى بحثها وابرزها لبنان وفلسطين والعراق وسائر القضايا العربية».
وقال المعلم ان «ثلاث جلسات عمل طويلة عقدها الملك والرئيس لوحدهما وقد خلصا الى توافق جدي على مختلف المسائل التي طرحت، بدءا بلبنان، توقفا امام فلسطين وصولا الى العراق، مع مناقشة معمّقة للعلاقات مع ايران». واضاف إن الملك والرئيس قد «عبّرا عن الغضب ازاء ما يحصل في فلسطين ولها، سواء في القدس عموما والمسجد الاقصى خصوصا، او في ما يتصل بتقرير غولدستون».
اما بالنسبة الى العراق، فكان الموقف واحدا حول ضرورة العمل على ترسيخ وحدته وعروبته وحماية مستقبله كدولة عربية مؤثرة.
وأكد المعلم ان الملك خرج من الجلسات الثلاث مرتاحا الى التطابق في وجهات النظر، وانه سوف تكون متابعة جدية لما اتفق عليه وستتوالى الزيارات بين المسؤولين لاستكمال تنفيذ الاتفاقات.
وقال المعلم إنه «من الطبيعي الا تظهر النتائج جميعا على الفور، ولكن الاكيد ان العلاقات الاخوية قد استعادت صفاءها».
اما حول التباين في صياغة البيانين اللذين صدرا في اعقاب الزيارة، فقال المعلم: «لقد اعد كل طرف بيانه بسرعة، واذا دققتم في النصين ستجدون ان المضمون واحد ان في ما يتصل بلبنان او بالعراق او بفلسطين، وان اختلفت بعض العبارات».
وحول لبنان قال المعلم:«إن الهدف لكل من سوريا والسعودية هو استقرار لبنان، وكلانا يرى ان تشكيل حكومة وحدة وطنية هو المدخل الى الاستقرار المنشود... وكلانا متفق على حكومة الوحدة الوطنية، والنص عليها جاء في البيانين وان اختلفت التعابير. ونحن نرى ان ندعم التوافق الذي تم في لبنان على حكومة 15+10+5. لكن لا احد منا سوف يشكل حكومة لبنان بل سوف يشكلها اللبنانيون، وما اثبتناه هو ما اتفق عليه اللبنانيون، وسوف ندعم جميعا هذا التوافق... والكرة الان عند اللبنانيين».
وقال المعلم ان القائدين قد عرضا لمختلف الشؤون الدولية، وبالتحديد للعلاقات مع الادارة الاميركية وكذلك للعلاقات مع ايران، ومع مختلف الدول العربية، في جولة افق واسعة، ولم يكن ثمة خلاف او تعارض.
وختم المعلم بأن «النتائج لا تظهر جميعا على الفور، لكن ما استطيع تأكيده ان الزيارة كانت ناجحة بكل المعايير وان التفاهم على الموضوعات الاساسية كان تاما... لقد صارت مرحلة الاختلاف وراءنا وقد تجاوزناها، ولن تعود ابدا. وثمة امور تتطلب وقتا فالقادة ليسوا سحرة، ولكننا قطعنا خطوات جادة في اعادة وصل ما انقطع، ولسوف نتابع حتى اعادة الروح الى العمل العربي المشترك».
وكان الملك عبد الله اختتم زيارته الرسمية إلى دمشق بلقاء مطوّل مع الأسد، هو الرابع في سلسلة اللقاءات التي عقدت بين الجانبين في غضون يومين. وكان واضحا أمس، وقبل مغادرة الملك، الارتياح على أعضاء الوفد السعودي الرسمي، لاسيما الوزراء والمستشارين، الذين تبادلوا الأحاديث مع إعلاميين سوريين.
وأبدى وزير الإعلام والثقافة عبد العزيز خوجة ارتياحه لما أنتجته القمة الثنائية، معربا عن قناعته بأثارها الإيجابية على الأجواء الإقليمية. وقال، ردا على سؤال، إنه مع عودة التنسيق الثلاثي السوري السعودي المصري لما له من أثر جيد على استقرار المنطقة، مشيرا إلى أنه من الممكن للرياض أن تتخذ خطوات بهذا المنحى لاحقا.
ورأى خوجة، ردا على سؤال، إنه يمكن للبنان أن يستفيد من أجواء هذه القمة، ولكن ليضيف أن موضوع تشكيل الحكومة هو موضوع لبناني داخلي على عاتق اللبنانيين. ونفى وجود أية خطط له لزيارة لبنان، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة الكثير من الاتصالات السعودية السورية. ونقلت قناة «المنار» عنه قوله إن «القمة بين الملك السعودي والرئيس السوري لم تتطرق بالتفصيل إلى الشأن اللبناني».
وكان خوجة وصف، في حديث إلى صحيفة «الوطن» زيارة الملك إلى سوريا بـ«التاريخية». وقال «هذه الزيارة تاريخية بكل تأكيد»، مشيرا إلى أن التقارب السعودي - السوري سيكون له اثر «ايجابي على كل المنطقة» وسيوفر «نظرة متفائلة لمستقبل مشرق للعلاقات بين البلدين وفي المنطقة عموما».
وأكد الأسد والملك عبد الله، في بيان رسمي صدر عن الرئاسة السورية، أهمية مواصلة العمل للارتقاء بالعلاقات السورية السعودية التي تصب في مصلحة شعبي البلدين الشقيقين وشعوب العالمين العربي والإسلامي. واتفقا خلال اجتماعاتهما «على ضرورة انعقاد اللجنة العليا المشتركة السورية السعودية في أقرب وقت ممكن، وأهمية تفعيل التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال فتح آفاق جديدة، وتشجيع رجال الأعمال في كلا البلدين على الاستثمار المتبادل للوصول بهذا التعاون إلى ما يتطلع إليه الشعبان الشقيقان».
وحول لبنان، أشار البيان السوري إلى «انه جرى التأكيد على أهمية تعزيز التوافق بين اللبنانيين والبحث عن نقاط التلاقي التي تخدم مصلحة لبنان من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية باعتبارها حجر أساس لاستقرار لبنان وتعزيز وحدته وقوته ومنعته».
وذكر البيان السعودي الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) انه «بالنسبة للشأن اللبناني فقد تم التأكيد على أهمية التوصل إلى كل ما من شأنه وحدة لبنان واستقراره، من خلال تعزيز التوافق بين الأشقاء في لبنان والإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية».
كما أكد الجانبان «التزامهما بمواصلة الجهود من أجل تعزيز العمل العربي المشترك وبناء تضامن عربي متين لخدمة المصالح والقضايا العربية والإسلامية وعزمهما على التنسيق والتشاور فيما بينهما لتحقيق ذلك».
وبشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، «أكد الأسد والملك عبد الله ضرورة وقف الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ومواجهة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد القدس وتوحيد جهود العرب والمسلمين لرفع الحصار عن المسجد الأقصى».
وفيما يخص الساحة العراقية، أكد الجانبان، بحسب البيان السوري، «حرصهما على أمن واستقرار العراق، ودعم كل ما من شأنه الحفاظ على وحدته أرضا وشعبا وتحقيق المصالحة الوطنية كمدخل أساسي لبناء عراق مستقل حر ومزدهر»، فيما ذكر البيان السعودي انه «كان هناك اتفاق كامل على أهمية أمن واستقرار ووحدة وعروبة العراق وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وصولا إلى بناء عراق مستقل ومزدهر وآمن». وذكر البيان السعودي انه «تم التأكيد على ضرورة دعم حكومة اليمن الشقيقة وتأييد جهودها لبسط الأمن والاستقرار في جميع أنحاء اليمن والقضاء على الفتن والقلاقل التي تهدد وحدته وسلامته».
وعلى هامش القمة، بحث وزير المالية السوري محمد الحسين مع نظيره السعودي إبراهيم العساف سبل تعزيز وتطوير التعاون التجاري والاستثماري والاقتصادي بين البلدين ليشمل المجالات كافة. ونقلت «سانا» عنهما سعيهما «لفتح افاق جديدة للتعاون المالي بين الوزارتين ليشمل القطاعات المصرفية والتأمينية والضريبية والرسوم والجمارك والتعاون الجمركي وتفعيل الشركة السورية السعودية للاستثمارات وغيرها».
كما بحثت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية ديالا الحج عارف ووزير العمل السعودي غازي القصيبي «التعاون الثنائي وآلية تنظيم العمالة والحفاظ على حقوقها وتبادل الخبرات حول التخفيف من مشكلة البطالة إضافة إلى استعراض أوضاع العاملين السوريين في السعودية». وبحث خوجة مع وزير الاعلام السوري محسن بلال «مجالات التعاون بين وسائل الاعلام في البلدين والتنسيق في الاعلام الخارجي بما يحقق مصالح البلدين الشقيقين ويخدم القضايا العربية».
إلى ذلك، رحب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في القاهرة، «بزيارة الملك عبد الله لسوريا». واعتبر أن «القمة السورية - السعودية خطوة مهمة تصب في مجال تعزيز واستعادة التضامن العربي، وانقاذ الوضع العربي الراهن من تدهوره». وعبّر «عن أمله بأن تشهد الفترة المقبلة المزيد من القمم العربية، سواء كانت ثنائية أو مصغرة لتنقية الأجواء العربية».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...