الحدث السوري في جدول أعمال زيارة نائب الرئيس الأميركي للمنطقة
الجمل: تشهد منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً منطقة شرق المتوسط، إضافة إلى جنوب شرق أوروبا هذه الأيام فعاليات جولة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتقول التحليلات والتقارير بأن جولة السيناتور بايدن الجارية حالياً، تكتسب أهميتها القصوى على خلفية التطورات والأحداث والوقائع المضطربة والتي أصبحت تنذر باحتمالات العاصفة الوشيكة: فما هي معطيات جولة السيناتور بايدن، ولماذا وصفتها التقارير والتحليلات بأنها تتميز بالأهمية الفائقة القصوى لجهة التأثير في مجريات الحدث، وما هي أبعاد الزيارة المعلنة وغير المعلنة؟
* نائب الرئيس الأمريكي في المنطقة: توصيف المعلومات الجارية
تحدثت التقارير والمعلومات عن جولة نائب الرئيس الأمريكي السيناتور ـ جو بايدن الجارية حالياً، على أساس اعتبارات أنها تندرج ضمن التحركات الدبلوماسية الأمريكية الساعية لاحتواء الأحداث الشرق أوسطية والجنوب شرق أوروبية، ضمن السياق الاستراتيجي الدبلوماسي الأمريكي المطلوب. وفي هذا الخصوص أشارت التقارير إلى الآتي:
• نطاق الزيارة: يشمل العراق ـ تركيا ـ اليونان.
• أجندة الزيارة: التفاهم مع حلفاء واشنطن من أجل التعاون المشترك لجهة السيطرة على تطورات الأحداث والوقائع الجارية.
• تسلسل الزيارة: العراق كان محطتها الأولى، والآن تركيا تمثل المحطة الثانية، وبعدها سوف ينتقل السيناتور الأمريكي بايدن إلى المحطة الثالثة وهي اليونان.
هذا، وأشارت التقارير إلى أن السيناتور بايدن سوف يسعى خلال هذه الزيارة لجهة القيام بالتفاهم مع حلفاء أمريكا الشرق أوسطيين في العراق وتركيا واليونان من أجل التوافق على ترسيمات مشاهد السيناريوهات السياسية المتعلقة بحسابات وتوازنات فرص ومخاطر السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة.
* جدول أعمال السيناتور بايدن: ماذا يحمل؟
تحدثت التسريبات، قائلة بأن السيناتور جو بايدن، قد جاء هذه المرة للمنطقة وذلك من أجل ضبط فعاليات الأحداث والوقائع لجهة التعاون مع حلفاء واشنطن إزاء الموضوعات الآتية:
• ملف الحدث الاحتجاجي السياسي السوري.
• ملف انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
• ملف البرنامج النووي الإيراني.
• ملف ضغوط الأزمة الاقتصادية الأوروبية.
لاحظ العديد من الخبراء والمحللين، أن الاستراتيجية الأمريكية تسعى على الصعيد الدبلوماسي لجهة الربط بين جميع هذه الملفات، وذلك على أساس اعتبارات توظيف واستثمار درجة الترابط بين بعضها البعض، وذلك على أساس الاعتبارات الآتية:
• التفاهم الأمريكي ـ التركي سوف يركز على الربط بين ملف الانسحاب الأمريكي من العراق، وملف البرنامج النووي الإيراني، وملف الحدث الاحتجاجي السياسي السوري.
• التفاهم الأمريكي ـ اليوناني سوف يركز من جهة على فعاليات الأزمة الاقتصادية، ولكنه من الجهة الأخرى سوف يركز على تعزيز التنسيق الأمريكي ـ اليوناني، بما يتوازى مع التنسيق الأمريكي ـ التركي، لجهة مواجهة فعاليات الحرب الباردة الأمريكية ـ الروسية التي أصبحت على وشك الاندلاع بفعل تأثير العامل الاحتجاجي السوري.
تقول المعلومات والتقارير بأن جولة السيناتور جو بايدن، سوف تنطوي في جوانبها غير المعلنة على المزيد من الملفات والمنزلقات الفائقة الخطورة، ومن أبرزها الدور التركي المتعدد الفعاليات، والذي يتوجب على أنقرا القيام بإنفاذ سيناريوهاته خلال الأسابيع المقبلة وعلى وجه الخصوص إزاء سوريا ـ إزاء العراق ـ وإزاء الملف النووي الإيراني.
* الحدث السوري: البند المركزي في جدول أعمال زيارة السيناتور بايدن
سعى السيناتور جو بايدن إلى التفاهم مع العراقيين حول ترتيبات ما بعد خروج القوات الأمريكية نهاية هذا الشهر، وأيضاً مع رموز إقليم كردستان العراقي، حول نفس الموضوع، ثم حمل أوراقه بعد ذلك متوجهاً إلى أنقرا، والتي وبحسب التسريبات الجارية، فإن النقاشات والتفاهمات الأمريكية ـ التركية الحالية تتضمن الآتي:
البند الرئيسي: التعاون الأمريكي ـ التركي لجهة إدارة فعاليات ملف الحدث الاحتجاجي السياسي السوري.
البند الثانوي: التعاون الأمريكي ـ التركي لجهة عدم السماح بقيام إيران بالتقدم من أجل ملء الفراغ الذي سوف يحدث بفعل انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
وإضافة لذلك، تقول التسريبات بأن زيارة السيناتور جو بايدن قد تزامنت مع التحركات الآتية المتعلقة بالملف الاحتجاجي السوري:
• وصول برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض إلى إقليم لواء اسكندرون وعقد لقاء مع العقيد رياض الأسعد، لجهة التنسيق بين المجلس والعقيد الأسعد قائد ما سمي بـ"الجيش السوري الحر" المعارض.
• أشرفت السلطات التركية على لقاء وتفاهمات الأسعد ـ غليون.
• تصريحات وزير الخارجية البريطاني القائلة بأن الفترة القادمة سوف تشهد تنسيقاً قوياً بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية حول مجريات وكيفية التعامل المشترك مع ملف الاحتجاجات السورية.
هذا، وأضافت التسريبات بأن زيارة السيناتور جو بايدن لأنقرا قد جاءت من أجل الضغط على حزب الشعب الجمهوري ـ الحليف التركي الرئيس لأمريكا والاتحاد الأوروبي ـ من أجل التخلي عن مواقفه المعارضة لقيام أنقرا بالمزيد من الأدوار التدخلية في الشأن السوري، وفي هذا الخصوص تقول التسريبات بأن مواقف حزب الشعب الجمهوري الحالية سوف تلحق ضرراً كبيراً بتوجهات حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم إزاء سوريا، وأضافت التسريبات، بأن زيارة السيناتور جو بايدن قد هدفت أيضاً إلى ردع الخلافات داخل حكومة حزب العدالة والتنمية، والتي تنطوي على المزيد من وجهات النظر الرافضة لتوريط أنقرا عسكرياً في سوريا، وفقاً لما جاء على لسان نائب رئيس الوزراء والناطق الرسمي باسم الحكومة التركية.
وإضافة إلى ذلك، تقول المعلومات والتقارير بأن السيناتور جو بايدن قد جاء إلى أنقرا من أجل تطمين السلطات التركية حول مجريات ملف أزمة البرنامج النووي الإيراني. وذلك على أساس اعتبارات أن تفادي الضربة العسكرية الأمريكية ـ الإسرائيلية ضد إيران، هي تفادي يرتبط حصراً بمدى تعاون تركيا وحلفاء أمريكا الخليجيين مع واشنطن حول ملف الاحتجاجات السورية، وبكلمات أخرى، يمكن القبول أمريكياً وإسرائيلياً بوجود إيران النووية حصراً في حالة وجود سوريا الضعيفة، وبالتالي فإن استمرار سوريا القوية الداعمة للمقاومة لا يمكن أن يكون مقبولاً بالنسبة لأمريكا وإسرائيل إلا في حالة وجود إيران الضعيفة. وفي هذا الخصوص تقول التسريبات بأن أنقرا قد أيدت تجاوباً متحفظاً. وبرغم ذلك، فقد صرحت بعض المصادر التركية الرفيعة المستوى قائلة بأن أنقرا أصبحت مستعدة لـ(مواجهة كافة الاحتمالات)!
الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد