الإعلان الترهيبي وتعميم ثقافة الخوف وطمس المعرفة
الجمل – حمص – بهيج وردة :نجحت بساطة الإعلان التذكيري عن الإيدز ، المنتشر في شوارع حمص ، بضمان تكراره للعام الثاني على التوالي ، في الفترة التي تلي اهتمام الإعلام باليوم العالمي لمكافحة الإيدز ، من خلال اعتماد اعلان على عناصر بصرية قوية ، تتجلى في مستطيل أسود ، يحوي جملة تمهيدية : " لقاء عابر قد يؤدي إلى موتك و ضياع أسرتك " ، و دائرة حمراء يتوسطها عبارة " إحذر الإيدز " .
لكن البساطة وحدها لا تكفي ، خصوصا ً مع دخول الإعلان عامه الثاني ، اي أن هناك رغبة بإحداث تأثير غير مباشر على مشاهدي الإعلان ، لتغيير اتجاهاتهم في النظرة نحو المرض ، من خلال اللعب على وتر الخوف ، لتكريس الترهيب من المرض ، حيث اكتفى الإعلان بإبراز نتيجة الإصابة به ، و حصر طرق انتقال العدوى بالعلاقة الجنسية خارج مؤسسة الزواج ، و بين أثرها على هذه المؤسسة .
فهل نجح الإعلان في هذه الجزئية فقط ؟ ، أم أن له بقية قد لا تأتي ، بسبب علاقتها بـ( الجنس ) المحرّم الحديث عنه مجتمعيا ً ، خصوصا ً انه يصعب محاربة الإيدز ( نقص المناعة المكتسب ) بالقوانين ، و يبقى نشر الوعي الطبي في صفوف الشباب عن آلية انتقال المرض ، التي كانت بمعظمها في سوريا عن طريق الممارسة الجنسية خارج المؤسسة الزوجية ، في حين كانت نسبة انتقال المرض عن طريق حقن المخدرات ، و انتقال المرض من الأم إلى طفلها ، منخفضة ، أما الحديث عن مجال نقل الدم فتنحصر الإصابات بها بما قبل العام 1991 ، التي جرت خارج القطر ، يذكر أن العام الماضي شهد للمرة الأولى إعلانا ً لأرقام المصابين .
الجمل
إضافة تعليق جديد