حمص وقراها بلا مياه لمدة يومين ورقم الطوارئ مشغول على طول
الجمل – حمص - بهيج وردة :
- 1 -
:فاجأت السيدة مريم ضيفاتها ، اللاتي جئن لزيارتها في منزلها الكائن بحي عكرمة ، بـ ( التبولة ) التي قدمتها لهن ، كيف لا و التبولة هي أهم صحون ( دوارة ) النساء الأسبوعية ، المنتقلة مداورة بين أعضاء ( الجمعيّة ) ، " مجيئكم غالي ، و لا يعز عليكم انقطاع المياه " ، حيث لم يمنعها " حدوث عطل فني طارئ ، في خط الجر الواصل إلى مدينة حمص " ، من استخدام مياه الخزان كرمى لعيون ضيفاتها ، كما ورد مسوغ قطع المياه في صحيفة العروبة المحلية صباح يوم ( الثلاثاء ) ، الأمر الذي أدى إلى حرمان حمص ، و قرى زيدل و فيروزة و مسكنة المحيطة بها من الماء أيضا ً ..
- 2 -
انتهى الانشغال بانقطاع المياه مساء ً ، مع بداية الحفل الفني الساهر ، ليانصيب معرض دمشق الدولي ّ ، في إصداره الأول لعام 2007 ، و بدأت الأعين تنتظر بحماسة ، إشارات بدء مهران يوسف ، و تتحرك مع الأرقام المتقافزة على دواليب الحظ ، لكن الحماسة ما لبثت أن فترت ، بعد أن تبين أن مكان مبيع البطاقة الفائزة بالجائزة الكبرى ، و التي تبلغ 60 مليونا ً من الليرات السورية ، هو دمشق ، برغم أن الكثيرين اكتفوا بشراء نصف نمرة ، إلا أنهم كانوا بانتظار الجائزة الكبرى ، التي قد يجبر الحظ الفائز بها ، اقتسامها مع آخر اشترى نصفها ، رغما ً عنه ..
- 3 -
لم يحقق الاتصال الهاتفي خلال نشرة الأخبار المحلية ، مع محافظ حمص إياد غزال ، في الخامسة و النصف من مساء ( الثلاثاء ) ، هدفه بتطمين الشارع الحمصي ، من خلال تأكيد عودة المياه صباح اليوم التالي ( الأربعاء ) ، لأن ليلة أخرى انقضت دون ماء في الصنبور ، أما محاولة الاتصال برقم طوارئ المياه(466900)، الذي تعطيه عاملة الاستعلامات لكل المتصلين ، فباءت بالفشل ، لأن الرقم على الداوم مشغول ..
- 4 -
فرك سكان حي النزهة عيونهم حد الألم ، غير مصدقين لما يرونه بأم عيونهم وقت الظهيرة ، فسيارة إطفاء تقوم بملئ خزانات مياه المواطنين ، و بدأت الابتسامة و إشارت التعجب بالظهور على الوجوه ، و أخذ كل دوره في مسلسل انتظار الدور ، على اعتبار أن المياه الموجودة في السيارة تكفي الحارة التي دخلتها ، و بدأت الأسنة تلهج بالحديث عن التطور الكبير الذي يشهدونه ، لأن البلدية ستعتذر من المواطنين لقطعها المياه دون سابق إنذار ، و تعوضهم بملء الخزانات بمياه سيارة الإطفاء ، لكن السكان استيقظوا من حلمهم على عبارة ، هذه المياه هي لموظفي مصفاة حمص حصرا ً !! ..
- 5 -
يتهم المواطن السوري أنه مبذر في استهلاك المياه ، و أنه لا يدرك نعمة الماء الرخيص ، مقارنة بجوار يدفع فواتيره بالدولار ، فما يكاد يخرج من أزمة الانتظار ، في طوابير أمام محطات الوقود طلبا ً للمازوت ، بجالونات الـ 20 ليتر ، إلى مشكلة طابور انتظار أسطوانات الغاز – التي حلت مشكلتها مع إقالة مدير شركة توزيع الغاز !! - ، حتى يجد نفسه مضطرا ً للاستماع لنصائح مؤسسة المياه ، التي تهيب به اخذ الاحتياطات اللازمة ، و عدم الاسراف في استهلاك المياه دون أي سابق إنذار ، في تحذير حملته صحيفة " العروبة " المحلية الصادرة صباح الثلاثاء ، أي بعد انقطاع المياه بساعات ستة على الأقل ، لكن يبقى الحل:منتلاقى عالعين،" وعلى اعتبار كل اتنين ، بيتلاقوا عالعين ، فعندها تصبح العين مكان تجمع شعبي " ، و يتوجب عندها الانتظار بالغالونات هناك ، و عالعين موليتين ..
الجمل
إضافة تعليق جديد