الأتراك مزهوون بنجاح غارتهم على مواقع العمال الكردستاني

19-12-2007

الأتراك مزهوون بنجاح غارتهم على مواقع العمال الكردستاني

حسب المعلومات التركية فإن الغارات الواسعة التي شنتها الطائرات المقاتلة التركية على قواعد حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل في شمال العراق كانت في غاية الإتقان، والأولى بهذا النجاح للقوات التركية منذ سنوات طويلة!
حوالى 50 طائرة من طراز «أف 4» و»أف 16» انطلقت بعد منتصف ليل السبت الأحد من قواعد في ديار بكر وملاطية، وبقنابل يصل وزنها إلى ألف كيلوغرام لقصف مراكز تواجد لحزب العمال الكردستاني، ليس فقط في جبال قنديل بل كذلك في حاكورك والزاب وأواشين، بعدما وردت معلومات أن اثنين من قادة العمال الكردستاني وهما مراد قره يلان وفيمان حسين، المعروف ب بيهوز اردال، يتواجدان فيها.
وبعد ثلاث ساعات من القصف الليلي الدقيق عادت الطائرات إلى قواعدها سالمة بعدما سوّت بالأرض معاقل الكردستاني، لتعود بعدها المدافع التركية بعيدة المدى لتستأنف القصف البرّي. وبخلاف ما تناقلته وكالات الأنباء كانت الإصابات دقيقة بحيث لم يصب أي مدني بأذى وفقاً لتصريحات القادة الأتراك.
الأهم من كل ذلك أن العمليات ما كانت لتتم من دون ضوء أخضر أميركي وأوروبي، ووفق المصادر التركية، من دون تعاون واشنطن عبر معلوماتها الاستخباراتية وطائراتها المستخدمة في الأساس للتجسس على إيران.
وفي تصريح لرئيس الأركان الجنرال ياشار بويوك انيت أن الطائرات المقاتلة الأميركية أخلت المجال الجوي فوق جبال قنديل لتدخلها الطائرات التركية.
وفي جردة لحصيلة الغارات، تدمير ثمانية صواريخ أرض ـ جو ومراكز اتصالات انترنت للمقاتلين الأكراد. وبذلك تكون هذه الغارات الأوسع منذ اتخاذ البرلمان التركي في 17 تشرين الأول الماضي قراراً بتفويض الحكومة القيام بعمليات ما وراء الحدود، ومن ثم تفويض الحكومة الجيش تنفيذ تلك العمليات عند الضرورة في 28 تشرين الثاني.
ووفقاً لبيان قيادة الجيش فإن الجنرال بويوك انيت تابع شخصياً العمليات مع القادة الآخرين، ولم يغادر رئاسة الأركان إلا في الساعة الثامنة صباحاً.
وربما جاءت العمليات مفاجئة بعض الشيء، أولا لأن المناخ الداخلي في تركيا كان يتركز على صدور قانون للعفو وعودة عناصر حزب العمال إلى منازلهم، وثانياً لأن الطقس كان مثلجاً وغير مؤات لمثل هذه العمليات.
ولعل أنقرة أرادت أن توجه رسالة مزدوجة، الأولى أن عملية «الحل الشامل» التي تحدث عنها رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان مؤخراً لا تعني استبعاد الحل العسكري، وثانياً الضغط النفسي على المقاتلين الأكراد وقياداتهم من أنهم معرضون في كل لحظة للهجوم ولن يقف لا الطقس الشتوي ولا عتمة الليل عقبة أمام ذلك، ثم أنها المرة الأولى التي تقصف فيها معاقل قيادات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، أي لن تكون لهم ملاذات آمنة بعد الآن.
ولفت النظر برقيات التهنئة العاجلة التي وجهها اردوغان ورئيس الجمهورية عبد الله غول إلى رئيس الأركان بنجاح العملية، في ما اعتبر نجاحاً للتوافق الذي أنجزه اردوغان مع الرئيس الأميركي جورج بوش في الخامس من تشرين الثاني الماضي. وعلى ذلك تبدو الغارات نجاحاً دبلوماسياً لحكومة حزب العدالة والتنمية.
وفي تعليقات حماسية لم يتردد رئيس تحرير صحيفة «حرييت» ارطغرل اوزكوك في القول إن هذه العمليات أظهرت أن تركيا «هي القوة الأقوى في المنطقة. هي القوة ـ السوبر»، معتبراً أن «سياسة الحكومة المتأنية لم تكن ضعفاً أو عجزاً. لقد نسي هؤلاء أن تركيا حتى في ذروة ضعفها قامت بعملية التدخل في قبرص. لقد جسدت طائرات «أف 16» بغاراتها قرار الأمة، وهي ستجدده لمن لم يفهم بعد ولمن عنده شك». ويضيف أن «تركيا هي القوة الأقوى في المنطقة، وهي أقوى من إسرائيل، لأنها محقة أكثر من إسرائيل. لقد أعطت هذه الأمة شعارها: السلام لمن يريد السلام وحتى النهاية، والحرب، حتى النهاية، لمن يريد الحرب. اليوم لن يستطيع احد أن يتجاوز حدوده وحدّه. فليعلم الجار والصديق والعدو والقريب والبعيد والعالم. فليعلموا كلهم ذلك».
غير أن صحيفة «راديكال» لفتت إلى احتمال أن يكون هناك توافق بين أميركا وتركيا وبغداد، وربما أكراد شمال العراق، على أن يكون إقليم كردستان مرتبطاً بالحكومة المركزية وكركوك خارجه، مع إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني، مقابل اعتراف تركيا بهذه الفدرالية الكردية «العصرية».

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...