إعلام «الإخوان المسلمين»: الميزانيّة بالملايين والنتيجة صفر
تتنوّع وسائل الإعلام التابعة لجماعة «لإخوان المسلمين» ما بين قناة فضائية («مصر 25»)، وصحيفة يومية («الحرية والعدالة»، وموقعين الكترونيين («إخوان أون لاين»، وبوابة «الحرية والعدالة»)، وشبكة إخباريّة (شبكة «رصد»)... لكنّ آخر الإحصائيات التابعة لشركات متخصّصة، أشارت إلى أنّ وسائل الإعلام الإخوانيّة لا تحظى بأيّ نسبة مشاهدة أو قراءة في مصر، على عكس وسائل الإعلام المستقلّة التي تتسابق شركات الإعلان الكبرى عليها... وذلك على الرغم من إنفاق «الإخوان» ملايين الجنيهات شهرياً على قطاعهم الإعلامي، بهدف تلميع صورة الحكم.
ومنذ أيام قليلة، تبادل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مصر لقطة عن الصفحة الأولى لصحيفة «الحرية والعدالة»، يتصدّرها عنوان رئيسي: «الهدوء يسود مدينة بور سعيد». وسخر النشطاء من الصحيفة التي تجاهلت العصيان المدني المستمرّ منذ أيام في بور سعيد، وانسحاب الشرطة منها. صحيفة «الحريّة والعدالة» رأت في ذلك «هدوءاً»، في حين أنّ مشاهد الغضب احتلّت عناوين وسائل الإعلام المحليّة والعالميّة.
ووفقاً لأحدث تقارير شركة «إيبسوس»، وهي واحدة من الشركات المتخصِّصة في قياس نسب المشاهدة للقنوات الفضائية التلفزيونية، اختفت قناة «مصر 25» عن لوائح المشاهدة، لتتصدرها «النهار»، و«الحياة»، و«دريم»، و«المحور»، و«أون تي في»، و«أو تي في».
وعلى مستوى الشبكة العنكبوتية، يحتلّ موقع «إخوان أون لاين» الرقم 259 في ترتيب المواقع على مستوى مصر، بحســب موقع «أليكسا» العالمي المتخصص بترتيب المواقع، وذلك رغم مرور سنوات عديدة على إنشائه. في المـــقابل تحتلّ مواقع مثل «اليوم السابع» و«الوطن» و«المصـــري اليوم» المراتب 4 و17 و25 على التوالي. بينما حــــصل موقع «بوابة الحرية والعدالة الإخبارية» التابــــع للجماعة على ترتيب متأخِّر جداً وهو الترتيب 320 على مستوى مصر.
وأكدت مصادر خاصة، من داخل مؤسسة «أخبار اليوم» المسؤولة عن توزيع صحيفة «الحرية والعدالة»، أنّ الصحيفة تعاني ضعفاً شديداً في المبيعات، وأنّها لا تتعدّى 3 آلاف نسخة يومياً.
ويعتبر الصحافي والمحلِّل الإعلامي محمد عبد الرحمن إنّ فشل إعلام «الإخوان» لا «يحتاج تفسيراً علمياً. ببساطة هذا إعلام موجَّه لمن يصدقّون ما ينشر من دون تفكير، وبالتالي فإنَّ أيَّ قارئ يدقّق في ما يقرأ، لن يتجه إلى وسائل إعلام الجماعة. يضاف إلى ذلك أنه إعلام متخصّص بالسياسة فقط، لا يغطّي أي مجالات فنيّة أو ثقافيةّ أو رياضيّة، والأهمّ أنّه ممثل لنظام يعتبره معظم المصريّين فاشلاً، ولن يهتمّوا بالتالي بقراءة صحفه ومتابعة شاشاته».
ويقارن عبد الرحمن بين إعلام «الإخوان» وبين إعلام نظام مبارك: «تجربة إعلام الإخوان صورة طبق الأصل، عن تجربة الصحف الحكوميّة الموالية لمبارك قبل الثورة، مع فارق أنّ تلك الصحف كانت تقدِّم خدمات أخرى في مجالات الثقافة والرياضة وغيرها، وحتى الإعلانات والوفيات... أما صحيفة «الحرية والعدالة» فالوفيات التي تنشر فيها هي لنشطاء وثوَّار ماتوا من تعذيب النظام الذي تتكلم الصحيفة باسمه».
ويقول المحلِّل الإعلامي والصحافي في مجلة «روز اليوسف» محمد سويد، إنّ الجماعة تنفق ملايين الجنيهات شهرياً على إعلامها الخاص والنتيجة النهائية صفر». ويستطرد قائلاً: «إعلام الجماعة فاشل لأنَّه نشرة داخلية للحزب والجماعة، يتبع منهج التلفزيون الحكومي في غضّ الطرف عن كلّ ما هو معارض أو عن كلّ من يتناوله بالتشويه». ومن أسباب فشل إعلام الجماعة، بحسب سويد، «أنّ الالتحاق بالعمل في مؤسسات الإخوان الإعــــلامية يقوم على الولاء للجماعة وليس على معايير الكفاءة، لتجد أنّ المعدين ومقدّمي البرامج أو أحد ذويهم، من أصحاب الأدوار في التنظيم. مثلاً، فإنّ ابنــــة القيادي عصام العريان مذيعة في قناة «مصر 25»، أمّا الصحيفة نفسها فهي نشرة حزبية أكثر منها صحيفة محترفة».
مصطفى فتحي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد