عباس وحماس باتجاه المواجهة
تستعد القوات التابعة لحرس الرئاسة الفلسطينية، لتولّي السيطرة على معبر المنطار، الشهر المقبل، لتحل مكان القوات التابعة لوزارة الداخلية الخاضعة لسلطة حركة حماس، وذلك في إطار خطة أميركية تهدف إلى تقوية الرئيس الفلسطيني محمود عباس سياسياً وعسكرياً.
ويؤكد مسؤولون غربيون أنّ الجهود الأميركية لدعم عباس وحرسه الرئاسي ستستمر بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، في الوقت الذي تحشد فيه حماس أيضاً قواتها بهدف السيطرة على المؤسسة الأمنية، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من احتمالات المواجهة.
وفي هذا الإطار يشير المحلل الفلسطيني علي الجرباوي إلى أنّ المفاوضات الجارية بشأن تشكيل الحكومة أشبه بمحاولة علاج مريض بالسرطان بالأسبرين، تؤجله اليوم لينفجر غدا.
وفيما تسعى حماس إلى توسيع القوة التنفيذية التابعة لها وإحكام سيطرتها على وزارة الداخلية وقوات الأمن في الحكومة الائتلافية المنتظرة، يقول الخبير الأمني في جامعة القدس زكريا القاق انّ الحركة تريد إظهار أنّها لا تزال تملك سلطة تنفيذية كنوع من الردع.
من جهته يؤكد المتحدث باسم حماس فوزي برهوم أنّ الهدف من القوة التنفيذية، التي يبلغ عديدها ستة آلاف عنصر، هو تحسين الأمن في غزة وحسب، فيما يشير مساعد الرئيس الفلسطيني ياسر عبد ربه إلى أنّ الحرس الرئاسي مؤسسة قائمة منذ فترة طويلة، وذلك خلافا للقوة التنفيذية، التي وصفها بأنها قوة خالصة لحماس وحدها.
وتسعى واشنطن إلى تأمين مبلغ 20 مليون دولار لتوسيع الحرس الرئاسي وتعزيز الأمن عند معبر المنطار، حيث استطاعت جمع مبلغ خمسة ملايين دولار من الدول الأوروبية والعربية، التي أعرب العديد منها عن تخوفه من احتمال أن تؤدي الخطة الأميركية الى تأجيج الصراع على السلطة.
وفيما تبدي إسرائيل قلقاً من تقوية عباس، إلا أنها تنظر في المقابل الى قوة حماس كخطر متنام بسبب الدعم الإيراني، لذلك فهي تبحث اليوم في مسألة السماح لنحو ألف عضو من لواء بدر، وهي قوة عسكرية تابعة لحركة فتح مقرها الأردن، بدخول الأراضي الفلسطينية لتعزيز الحرس الرئاسي. في هذا الإطار يؤكد مسؤول إسرائيلي كبير أنّ الأميركيين يريدون دعم عباس عسكرياً وسياسياً ليكون قادراً على كبح حماس.
ويقول مساعدو المنسق الأمني الأميركي بين إسرائيل والفلسطينيين الجنرال كيث دبليو دايتون ان مبلغ الخمسة ملايين دولار، الذي تم التعهد بدفعه، ستستخدم في شراء عربات والإنفاق على بعض التحسينات للبنية الأساسية عند معبر المنطار، متوقعين أن يتولى الحرس الرئاسي في وقت لاحق السيطرة على كل المعابر الحدودية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من وضع عباس سياسياً نظراً لمرور العائدات التجارية من خلالها.
وتسعى الخطة الأميركية الى زيادة عديد الحرس الرئاسي إلى نحو 4700 فرد، لكن مسؤولين فلسطينيين قدّروا أن تتطور القوة في وقت لاحق إلى عشرة آلاف فرد.
وفي مؤشر على التزام واشنطن بالخطة، طلب البيت الأبيض من دايتون البقاء في المنطقة لعام آخر، في وقت يتساءل فيه البعض عن الحكمة من اعتمادها، إذ يصفها المستشار الأمني الفلسطيني ياسر الدجاني بأنها تكتيك قصير الأجل في غيبة استراتيجية طويلة الأجل.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد