اسمها فلسطين وعاصمتها القدس
من صحيفة «لو موند» الفرنسيّة إلى شاشة «سي أن أن»، يبدو أنّ الإعلام الغربي قرّر حسم المسألة، وبتَّ الصراع، واختيار القدس المحتلّة، عاصمةً «أبديّة» لدولة إسرائيل. في ملفّ أعدّته الصحيفة الفرنسيّة لمواكبة زيارة باراك أوباما إلى الأراضي المحتلّة، أشارت إلى زيارته للقدس «عاصمة إسرائيل»... وكذلك فعلت القناة الأميركيّة، خلال تغطيتها حيثيّات الزيارة.
حرب التسميات استعرت خلال الأيام الماضية على موقع «فايسبوك» أيضاً، بعدما نشرت صفحة «نكت فريستايل»، صورةً تُظهر تصويتاً يجريه موقع يحمل اسم Free opinion، ومحوره أن يختار المشارك مَن يدعم، إسرائيل أم فلسطين.
وموقع «الرأي الحّرّ»، مخصص للتصويت على مواضيع سجاليّة متنوّعة، ومنها مثلاًَ «هل يملك الفلسطينيون حق مقاومة إسرائيل؟»، و«هل القدس عاصمة فلسطين أم عاصمة إسرائيل»، و«هل العرب هم مركز الإرهاب؟» أو «أيهما سلمي أكثر؟ إسرائيل أم حزب الله؟»، وحتى «الفرق بين الأطفال الإسرائيليين والأطفال الفلسطينيين». المفارقة في التصويت الأخير أنّ الموقع اختار لتصوير الطفل الفلسطيني، صورة لجثّة طفل تحت الركام، في حين اختار لتمثيل إسرائيل، صورة لطفلة إسرائيلية توقّع على صاروخ.
وتحت كلّ عمليّة تصويت من هذا النوع، تنهال على موقع «الرأي الحرّ» تعليقات كثيفة، ومعظمها تتضمّن تعابير عنصريّة ضدّ العرب، والفلسطينيين، علماً أن التصويت يميل في كلّ مرّة لمصلحة إسرائيل.
انتشار الصورة المأخوذة عن الموقع على «فايسبوك»، تحوّل إلى مناسبة لجدل عنيف بين «مؤيدين لإسرائيل»، عرب ولبنانيين، وبين معلّقين عبروا عن دعمهم لفلسطين. بعض المعلقين راح يشتم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، في حين ردّ آخرون بشتم سمير جعجع، وبشير الجميل، وكتب أحد المعلّقين متباهياً بمجزرة تلّ الزعتر، متمنياً «الموت لكلّ الفلسطينيين».
صورة واحدة، كانت كافية لتعيد سيناريو الحرب الأهلية اللبنانية بأبرز فصولها، بوحشية الحقد المتفشي، والتذكير بزمن المجازر والقتل. ليس جديداً أن نسمع لبنانيين يتباهون بعنصريّتهم تجاه الفلسطينيين للأسف، لكنّ المستغرب ذلك الدفاع الشرس والمستميت من قبل بعضهم، عن الاحتلال الإسرائيلي، وبطريقة علنيّة.
وبعيداً عن السجال، فإنّ التصويت المطروح على موقع Free opinion، غير مقبول من أساسه، لأنّه من غير الجائز تحويل قضيّة الشعب الفلسطيني، إلى نكتة رهن تصويت سخيف، لا أحد يعرف من هي الجهة التي تجريه، خصوصاً أنّ الموقع أشبه بمواقع الرهان على البوكر وسباقات الخيل.
فهل يجوز وضع العلمين الفلسطيني والإسرائيلي على درجة متساوية، وفي خانة واحدة، في انتظار من سوف يحصد إعجاباً أكبر؟ ولماذا التعاطي مع قضيّة بهذا الحجم، كأنّها لعبة، ومسألة مطروحة للرهان والمقامرة؟
www.israel-vs-palestine.com
ريتا إبراهيم فريد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد