هـل ينجـح العلمـاء فـي استنسـاخ المـامـوث؟
اكتشفت بعثة دوليّة متخصصة في علم الإحاثة أو المتحجّرات خلايا تابعة لحيوان الماموث (حيوان من نوع الثدييات الفيلية، انقرض منذ نحو عشرة آلاف عام) على عمق مئة متر في حوض نهر يانا في جمهوريّة ساخا في سيبيريا.
وقال رئيس البعثة سيمون غريغوريف من الجامعة الروسية الفدرالية شمال شرق جمهورية ساخا، الأسبوع الماضي، إن الباحثين سيحددون في الفترة المقبلة إن كانت تلك الخلايا حيّة أم لا، خصوصا بعدما تم تسجيل خطأ في الترجمة أدّى إلى نشر بعض الوكالات العالميّة ووسائل الإعلام خبر إيجاد خلايا حيّة عائدة لحيوان الماموث.
ويساهم فحص أنوية الخلايا في تحديد المادة الوراثيّة للماموث. ويعزّز الاكتشاف مشروع استنساخ الماموث الذي يحلم به العلماء منذ سنوات عدّة، إذ يؤكّد غريغوريف لوكالة «رويترز» أن كلّ ما يلزم لاستنساخ الماموث هو إيجاد خليّة حيّة واحدة.
وترتكز عمليّة استنساخ الماموث على مراحل عدّة: حثّ الخلايا على التكاثر، زرع الحمض النووي المستخرج من خلية الماموث في بويضة عائدة لفيلة، ثم زرع الجنين في رحم الفيلة. في المقابل، تسجّل تلك المراحل، وفق صحيفة «لوفيغارو» الفرنسيّة، معوّقات عمليّة عدّة: مدى إمكانيّة التوافق بين نواة خليّة الماموث وبويضة الفيلة، صعوبة الحصول على بويضات الفيلة، خصوصا أن الفيلة تضع بويضة كلّ خمسة أو ستة أعوام، ومدى إمكانية نمو جنين في رحم حيوان من نوع آخر، إذ لم يسبق للعلماء القيام بخطوة مماثلة، وتحديد دورة أنثى الفيلة لمعرفة الوقت المناسب لزرع الجنين.
واعتبرت مديرة مختبر علم الأحياء النمائي في «المعهد الوطني للبحوث الزراعيّة» الفرنسي كورين كوتينو أن استنساخ الماموث أمر غير واقعي، إذ تتراوح نسبة نجاح استنساخ المواشي بين خمسة إلى عشرة في المئة، بينما لا تتعدّى نسبة نجاح استنساخ كائنات منقرضة مثل الماموث 0,2 في المئة.
وكانت فرق بحثيّة علميّة عدّة قد بدأت، في التسعينيات، مشروع استنساخ الماموث من دون أن تسجّل نجاحا ملحوظا. وفي العام 2008، نجح فريق من الباحثين اليابانيين في استنساخ فأرة من خلال خلايا متجمّدة لأكثر من 16 عاما، ما دفع البروفسور في جامعة «كيوتو» أكيرا ايريتاني إلى إعادة إحياء مشروع استنساخ الماموث. وقال ايريتاني، العام الماضي، لوكالة «رويترز» إن هناك فرصة مهمّة لاستنساخ ماموث خلال الأعوام الأربعة أو الخمسة المقبلة.
يذكر أن البعثة الدوليّة «يانا 2012» تضم باحثين من دول عدّة: كندا، الولايات المتحدة، روسيا، كوريا الجنوبيّة، السويد وبريطانيا. وقد أبرمت «الجامعة الروسية الفدرالية» شمال شرق جمهورية ساخا ومدير مؤسسة « Sooam biotech research foundation» الباحث من كوريا الجنوبية هوانغ ووسوك اتفاقا لتطوير البحوث المشتركة في مجال استنساخ الماموث. وعرف ووسوك بنجاحه في استنساخ الكلب الأوّل «سنوبي» في العام 2005، وبتزويره نتائج تجربتين علميتين في العامين 2004 و2005، إذ ادّعى زوراً استنساخ خلايا جذعيّة من أجنة بشريّة مستنسخة.
يذكر البروفسور توماس هيلدبراند، نقلا عن موقع «بي بي سي»، أن صعوبة أو استحالة استنساخ كائنات منقرضة تحثّ على ضرورة المحافظة على الأنواع الحيوانيّة الموجودة اليوم خوفا من انقراضها. ويلفت مدير مشروع المادة الوراثية للماموث في جامعة «بنسلفانيا» ستيفان شوستر إلى أنه من الأفضل ربما إنفاق الأموال على حماية الأنواع الحيّة.
ملاك مكي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد