دمشق تؤكد أن حربا إقليمية تستهدف نظامها العلماني والأكراد لايستجيبون لدعوة العصابات الحرة

20-06-2012

دمشق تؤكد أن حربا إقليمية تستهدف نظامها العلماني والأكراد لايستجيبون لدعوة العصابات الحرة

أطلقت المستشارة الرئاسية السورية بثنية شعبان أمس، من موسكو، توصيف «الحرب الإقليمية» على الأزمة السورية، واعتبرت أن «حرباً تشنّ» على سوريا عبر تسليح المعارضة وتمويلها من قبل دول عربية وغير عربية، فيما اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، موافقة لافتة على مشاركة ايران في مؤتمر «مجموعة الاتصال» الدولية حول سوريا والذي من المتوقع أن يعقد في 30 حزيران الحالي في جنيف.
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن شعبان قولها خلال لقاء مع باحثين من الأكاديمية الروسية للدراسات الشرقية في موسكو، إن «حرباً تشن ضد سوريا، عبر التسليح وتمويل المعارضة، ما يشمل أيضاً حرباً إعلامية». وأضافت شعبان «هذه الحرب أصبحت إقليمية منذ فترة، بما يشمل عدداً من الدول العربية وغير العربية».
وفي ردّ على سؤال حول توقعها لمستقبل التطورات في سوريا، قالت شعبان «من الصعب الحكم في هذا السياق». وأضافت «هناك رغبة في تصفية سوريا، بغض النظر على الإصلاحات قيد التنفيذ في البلاد». وعلى سؤال عما إذا كانت القيادة السورية قد تأخرت في إطلاق الإصلاحات، أقرت شعبان بأن «كل شيء ليس طبيعياً في سوريا، لكن ما تحتاجه البلاد أكثر من أي شيء آخر، هو الاستقرار من أجل التحولات التدريجية».
واتهمت شعبان بعض القوى التي لم تسمّها بالرغبة في تدمير النظام العلماني الحاكم في سوريا وجيشه القوي. واعتبرت أن ما يجري في سوريا لا يخدم مصالح السوريين، ولا العرب، حسبما نقلت عنها وكالة «انترفاكس» الروسية. ورداً على سؤال حول رغبة دمشق في استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قالت شعبان «سنرحّب كثيراً بزيارة كهذه».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، بحث مع شعبان، مبادرة لعقد مؤتمر دولي لتسوية الوضع في سوريا. وأضافت إن «اللقاء تركز على تطور الوضع في سوريا وسبل البحث عن مخرج سياسي من الأزمة». واستعرض بوغدانوف بالتفصيل مع شعبان الجهود الروسية على هذا المسار من بينها المبادرة لعقد مؤتمر حول سوريا لتأمين تنفيذ خطة أنان. وأشار البيان إلى أن «الجانب السوري أبدى تأييده لهذه الفكرة».
ومن جهتها، شددت شعبان على «سعي دمشق لتسوية الوضع في البلاد بأسرع ما يمكن ووقف أنواع العنف كافة وإطلاق حوار بناء مع قوى المعارضة». وأعربت عن «شكرها لموقف روسيا الرافض للتدخل الأجنبي في الشأن السوري، والعامل على خلق ظروف لتسوية سياسية ـ دبلوماسية ومنع تمويل نشاط المسلحين وتزويدهم بالأسلحة».
في المقابل، وفيما قدم رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود تقريره لمجلس الأمن بعد تعليق عمل البعثة، أكدت الأمم المتحدة أن مشاركة إيران في الجهود الدولية الراهنة لحل الأزمة السورية تعد «أمراً مرغوباً». وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مو ن مارتن نسيركي إن بان لا يمانع في مشاركة إيران في مثل هذه الجهود.
وأضاف نسيركي «يعتقد بان كي مون أن المشاركة الدولية الواسعة في إطار مجموعة الاتصال لحل الأزمة السورية الحالية تعدّ أمراً مرغوباً، وقد تم توجيه سؤال إلى الأمين العام بشأن مشاركة إيران، فردّ بالإيجاب».
وكشف مصدر دبلوماسي فرنسي عن أن اجتماع مجموعة الاتصال بشأن سوريا الذي اقترحه كوفي أنان قد يضمّ عدداً محدوداً من الدول والجهات المعنية «لا يتعدى الـ12». وقال المصدر إنه لم يتم التأكيد حتى الآن على انعقاد الاجتماع الدولي الذي من المتوقع عقده في 30 حزيران في جنيف «وإن هذا الأمر سيتم إعلانه من قبل المبعوث الدولي الذي طرح الفكرة».
من جهة أخرى، أدان الأمين العام للأمم المتحدة اختطاف اللبنانيين في حلب الشهر الماضي، وقال مارتن نسيركي إن الأمين العام يدين جميع عمليات الأختطاف اياً كانت الأسباب.
وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة اوسكار فرنانديز تارانكو امام مجلس الامن الدولي ان بان كي مون يريد من المجلس ان يتحد لممارسة «ضغط متواصل» على الحكومة السورية لتطبيق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
ونقل ديبلوماسيون في الأمم المتحدة عن رئيس بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا الجنرال روبرت مود قوله، امام مجلس الأمن، ان المراقبين الدوليين «ملزمون اخلاقيا» بالبقاء في سوريا حتى ولو ادى تزايد اعمال العنف الى تعليق دورياتهم، مشيرا الى ان العنف «يتصاعد» ما يجعل الوضع خطير جدا على المراقبين بشكل يمنعهم من العمل. ونقل الديبلوماسيون عن مود قوله ان فريق مراقبيه استهدف بإطلاق نار من مسافة قصيرة أو من جانب حشود معادية عشر مرات على الاقل في الاسبوع الماضي.
إلى ذلك، دعا «الجيش  الحر» الأكراد السوريين الى الانضمام اليه، لكنه من غير المتوقع أن تستجيب الجهات الكردية البارزة في سوريا إلى هذا النداء، بعد فشل محاولات عديدة في تجييشهم عسكرياً ضد النظام، في ظلّ تمسك «حزب الاتحاد الديموقراطي» المهيمن بتوازن دقيق بين الانتماء للمعارضة، وحماية النظام السوري من تركيا وتوسع الاشتباكات إلى المناطقة الكردية في الشمال.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...