دخول إسرائيلي واضح وعلني إلى الملف السوري

19-06-2012

دخول إسرائيلي واضح وعلني إلى الملف السوري

منذ بدء الأحداث السورية، في شهر آذار من العام الفائت، كان العديد من المسؤولين الإسرائيليين يفضلون عدم إطلاق المواقف العلنية الواضحة من هذه الأحداث، لا بل أن الكثيرين منهم كانوا يعربون عن مخاوفهم من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب عدم معرفتهم بالبديل الذي سيكون على الحدود.

في الأيام الأخيرة، برزت العديد من التصاريح العلنية لمسؤولين إسرائيليين، أبرزهم الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، نائب رئيس الحكومة شاوول موفاز، ووزير الدفاع إيهود باراك، التي تدين النظام السوري وتدعو المجتمع الدولي إلى التدخل السريع عبر إتخاذ مواقف عملية من ما يجري، فما هي أسباب هذا التبدل في الموقف الإسرائيلي، وما هي النتائج المترتبة على ذلك؟

ما بين الموقف الإسرائيلي والموقف الأميركي
منذ البداية، حظيت الأحداث التي تشهدها المدن السورية بإهتمام واسع من قبل دوائر القرار الإسرائيلية، نظراً إلى الموقع الذي تشغله سوريا في المنطقة، وإلى الدور الذي تلعبه بوصفها حليفاً لقوى المقاومة المناوئة لإسرائيل، لكن الكثيرين كانوا يتجنبون إعلان موقف واضح وصريح من هذه الأحداث بسبب المخاوف التي لديهم مما يسمونه "المجهول". لكن في الأيام الأخيرة برزت العديد من المواقف الإسرائيلية التي تدعو المجتمع الدولي إلى التدخل في الشأن السوري بشكل عملي، ما يعني المطالبة بتدخل عسكري. وفي هذا السياق يعتبر مدير "مركز كارنيغي للشرق الأوسط" بول سالم أن المواقف التي ظهرت في الأيام الأخيرة على لسان أكثر من مسؤول إسرائيلي أمر مهم وملفت، نظراً إلى أهمية دور اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية.
ويلفت سالم، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن التردد الذي كان موجوداً في الموقف الإسرائيلي في الفترة السابقة إنعكس تردداً في الموقف الأميركي، ويرى أن الموقف الإسرائيلي المستجد قد ينعكس على موقف الإدارة الأميركية.
ومن جانبه، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد أن التركيز في بداية الأحداث السورية كان على مطالب إصلاحية لا تهم إسرائيل، لكن بعد تطور الأمور إلى أحداث أمنية خطيرة لا بد أن تتدخل كون ما يهمها هو تعميم الفوضى في سوريا وتعزيز الصراعات الداخلية.
ويؤكد أبو زيد، في تصريح لـ"النشرة"، أن دور اللوبي الإسرائيلي في واشنطن كبير جداً، ويلفت إلى أن هذا اللوبي يدعو منذ مدة إلى التدخل العسكري في سوريا وإلى توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، لكنه يعتبر أن الإدارة الاميركية لا تستطيع أن تأخذ هكذا قرار بسبب إنشغالها بالإنتخابات الرئاسية، وبسبب موازين القوى في المنطقة، بالإضافة إلى تصاعد الدور الروسي على الصعيد الدولي.

العودة إلى سياسة المحاور
على صعيد متصل، يبدو أن تطور الأحداث السورية والإنقسام الحاصل على الصعيد الدولي من هذه الأحداث شجّع المسؤولين الإسرائيليين على أخذ مواقفهم بشكل واضح، حيث يرى أبو زيد أن ما يجري في سوريا اليوم هو معركة دولية على موقع سوريا، ويشير إلى أن الصراع هو بين المحورين التقليديين في المنطقة، أي المحور المتحالف مع إيران وروسيا والداعم للمقاومة والمحور المتحالف مع الولايات المتحدة والغرب، ويعتبر أن من الطبيعي أن تدعم إسرائيل القوى السورية المتحالفة مع المحور الثاني.
ويعتبر أبو زيد أن إسرائيل ربما تعتبر أن التغيير في سوريا قد يساهم في تحقيق نقلة نوعية على صعيد الأوضاع في المنطقة، ويذكر بأن العديد من القوى المعارضة السورية كانت تدين النظام السوري بسبب علاقته مع إيران وقوى المقاومة.
ومن جانبه، يرى سالم أن الدخول الإسرائيلي على واقع الأحداث السورية قد يكون بسبب رؤيتها أن الأمور ذاهبة نحو الإنهيار وأن النظام لم يعد قادراً على الصمود، ويشير إلى أن إسرائيل من الطبيعي أن تشجع إزالة نظام حليف لإيران ولحزب الله من أجل قيام نظام قريب من تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة لأن هذا الأمر مفيد بالنسبة لها من الناحية الإستراتيجية.
ويعتبر سالم أن هذا الموضوع غير مرتبط بموضوع السلام، ويلفت إلى أن "الإسرائيلي غير متشجع لتوقيع إتفاقية في هذا الشأن مع سوريا لأن هذا الأمر يعني الخروج من الجولان، وهذا الأمر صعبة بالنسبة إليه".

ماهر الخطيب

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...