إسرائيل تتابع حربها على المساعدات في سوريا

11-10-2024

إسرائيل تتابع حربها على المساعدات في سوريا

علاء حلبي:

بالتوازي مع استمرار تدفق الوافدين من لبنان، من سوريين ولبنانيين، إلى سوريا، وسّعت حكومة الأخيرة نشاط وزاراتها ومديرياتها لاستيعاب كل من يدخل عبر الحدود المفتوحة بين البلدين، ضمن تسهيلات كبيرة، واستنفار لعدد من المنظمات، من بينها "الهلال الأحمر السوري". وفي هذا السياق، تؤكد مصادر حكومية، أن سوريا تعتبر مسألة استقبال الوافدين "أمراً محسوماً لا نقاش فيها" ، على الرغم من الضغوط الاقتصادية الكبيرة على البلد الذي أنهكته الحرب المستمرة منذ عام 2011، والتي دمرت قطاعات عديدة حيوية، إضافة إلى العقوبات الأميركية والأوروبية التي راكمت آثاراً كبيرة، واستنزفت الاقتصاد السوري.


وفيما تركز اهتمام الحكومة السورية، في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي، على حمص ودمشق وريف دمشق، باعتبارها المحافظات الأولى التي استقبلت الوافدين، بدأت محافظات أخرى الاستعداد لاستقبال وافدين، من خلال تجهيز مراكز إيواء.

ومن بين تلك، تتجهز اللاذقية وطرطوس وحلب وحماة، ضمن خطة تهدف بشكل أساسي إلى ضمان أفضل سبل مُمكنة للإيواء وتقديم المساعدات. ومع استمرار تدفق الوافدين (70% منهم تقريباً من السوريين و30 % من اللبنانيين)، بدأت دول عديدة إرسال مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية لمساعدتهم، من بينها إيران التي أرسلت طائرتين، علماً أنه يجري الإعداد لإرسال طائرات أخرى. كما وصلت مساعدات من روسيا، وأعلنت الإمارات توفير 30 مليون دولار كمعونات، إضافة إلى العراق الذي أرسل أسطولاً برياً من الشاحنات المحملة بالمساعدات، التي وصلت إلى المنطقة الوسطى، وجرى توزيعها على عدد من المستودعات تمهيداً لتسليمها لمستحقيها. 

ومن بين المستودعات التي تم وضع المساعدات العراقية فيها، معمل سيارات في مدينة حسياء الصناعية التي تعرضت في وقت سابق لاعتداء إسرائيلي استهدف ثلاث سيارات محملة بالمساعدات، لتعود إسرائيل وتشن هجوماً صاروخياً عنيفاً على معمل السيارات، ليل الأربعاء – الخميس، الأمر الذي تسبب بتدمير معظم المساعدات، وفق مصادر مطلعة في حمص. وتزامن الهجوم على حسياء مع هجمات أخرى طاولت مواقع عسكرية في محافظة حماة القريبة. وفي هذا الإطار، ذكرت وزارة الدفاع السورية، في بيان، أنه "حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه شمال لبنان، مستهدفاً معملاً لتجميع السيارات في المنطقة الصناعية في حسياء في ريف حمص و أحد المواقع العسكرية في حماه واقتصرت الخسائر على الماديات". 

وجاء العدوان الإسرائيلي الجديد على حمص وحماة، بعد يوم واحد على اعتداء طاول حي الشيخ سعد (المزة) في دمشق، إحدى أكثر المناطق السكنية اكتظاظاً، الأمر الذي تسبب باستشهاد 9 أشخاص وإصابة آخرين، بالإضافة إلى أضرار كبيرة في البناء الضخم الذي تعرض للعدوان. وفي الوقت الذي تتابع فيه إسرائيل اعتداءاتها على الأراضي السورية، تشهد درعا، جنوبي البلاد، محاولات مستمرة لإشعال المنطقة، عبر هجمات خاطفة يشنها مسلحون، تؤكد مصادر ميدانية أنهم مرتبطون بـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة – فرع تنظيم القاعدة السابق في سوريا)، والتي تهدف إلى استثمار العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين واللبنانيين لإشعال جبهة الشمال السوري. وفي المقابل، دفع الجيش السوري إلى إرسال تعزيزات جديدة إلى خطوط التماس، وتوجيه رسائل إلى الجماعات المتشددة بأن أية محاولات لشن هجمات ستقابل بشكل حازم.

أما سياسياً، فبحث وزير الخارجية السوري، بسام صباغ، مع الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة"، طلال ناجي، تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعدوان على لبنان، والاعتداءات المتكررة على سوريا. وذكرت "وكالة الأنباء السورية" (سانا) أن صباغ أكد "دعم سوريا الثابت والمبدئي للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه غير القابلة للتصرف"، بما في ذلك "حقه المشروع في مقاومة كل أشكال الاحتلال والعدوان"، مشدداً على "ضرورة وقف حرب الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب التي يرتكبها كيان الاحتلال في المنطقة، مستفيداً من مظلة الحماية والدعم التي توفرها الإدارة الأميركية". 

(1/2)

👈ومن جهتها، حذرت روسيا من مخاطر التحركات الإسرائيلية الأخيرة قرب الشريط الفاصل مع سوريا، والتي تخللتها أعمال إزالة ألغام وسواتر، واختراق للمنطقة منزوعة السلاح، في الجولان السوري المحتل. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، تحذيره من أن توسّع العملية العسكرية الإسرائيلية إلى سوريا ستكون له عواقب كارثية على الشرق الأوسط. وتأتي التصريحات الروسية الجديدة بالتزامن مع استعدادات موسكو لعقد اجتماع جديد وفق صيغة أستانا في العاصمة الكازاخية، وفق ما أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، الذي أشار إلى أن اللقاء الـ22 سيتم عقده قريباً، من دون تحديد موعد واضح. والجدير ذكره، هنا، أن اللقاء الـ21 عقد في شهر كانون الثاني الماضي، فيما من المتوقع أن تمهد النسخة الـ22، للقمة المنتظرة بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب إردوغان، بما من شأنه تحريك مسار أستانا المجمد، بالإضافة إلى تقديم دفعة للمساعي التركية للتطبيع مع دمشق، عبر وساطة روسية وإيرانية وعراقية.

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...