رياض نجيب الريس يكتب لـ(الجمل)عن حرب السويس والتاريخ الذي يعيد نفسه
الجمل : اعتباراً من يوم الثلاثاء 10 /10 / الجاري يكتب الصحافي المخضرم رياض نجيب الريس سلسلة مقالات خص (الجمل) بنشرها، يكشف فيها كواليس الاجتماعات السرية التي تم التحضير خلالها للعدوان الثلاثي على مصر.
فبعد نصف قرن ما زال المصريون والعرب يتذكرون «العدوان الثلاثي» على قناة السويس، الذي قامت به القوتان الاستعماريتان في ذلك العصر: بريطانيا وفرنسا، بالتحالف مع إسرائيل وبتحريض منها، وكان ثاني أقصر نزاع عسكري في تاريخ الشرق الأوسط الحديث (كان النزاع الأقصر حرب حزيران/يونيو 1967 فيما بعد). ومع أنه ترك أبشع طعم بالمرارة في ذاكرته، فقد ترك لمصر في الوقت نفسه، أمجاداً وطنية وبطولات رائعة أعادت لذلك الشعب الكثير من الكرامة التي كان قد فقدها في سنوات سابقة من الحكم الملكي والوصاية الاستعمارية البريطانية. كان ذلك نتيجة لمؤامرة حرب فاشلة، وكانت بداية أفول الكولونيالية القديمة.
حيث وضعت أزمة السويس قبل خمسين سنة، حدّاً فاصلاً بين عهدين. عهد انتهى وعهد بدأ لكل من بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة في الشرق الأوسط. أما ما حدث نتيجة لذلك في العالم العربي فكان البركان الذي فجّر الانقلابات والثورات على الأنظمة الحاكمة وغيّر ما غيّر من تحالفات العرب مع دول العالم، أكثر مما غيّر من حكّامه. كانت أزمة السويس بداية نصف قرن من صراعات وحروب وغزوات واغتيالات أدت إلى الصورة التي نحن فيها اليوم.
ويتناول الريس بتحليل معمق التفاصيل المثيرة حول مواقف الزعماء العرب وتشجيعهم لتوجيه ضربة لعبد الناصر، وقصة البرتوكول السري الموقع بين إسرائيل وفرنسا وبريطانيا، الذي أحرقته الأخيرة في مدفأة (10 دواننغ ستريت) ، بالإضافة الى قصص أخرى كثيرة تؤكد تكرار التاريخ لنفسه ، وإنما على نحو رديء، فنرى كيف خضع بلير أثناء التحضير للحرب على العراق لقراءة مغلوطة للتاريخ كما سبق وخضع سلفه أنطوني إيدن لدى التحضير لحرب السويس، بالإضافة الى الدور الفرنسي الانتهازي ، وما انتهت اليه تلك الحرب التي خرج منها جمال عبد الناصر منتصراً ليخوض مغامرات عدة، بدءاً بالوحدة بين مصر وسورية وإرسال قوات عسكرية مصرية إلى اليمن لدعم ثورة الجمهوريين هناك ضد الملكيين، وإرسال قوات إلى الكويت للتصدي لتهديدات عبد الكريم قاسم بضم الكويت إلى العراق، وقوات أخرى إلى الكونغو لدعم ثورة لومومبا. وساقه نجاح تأميم القناة إلى تأميم الصناعة في مصر والاستيلاء على الشركات الكبرى. وألهمت سياسات ومواقف عبد الناصر هذه العديد من الزعماء العرب الذين قاموا بتقليد زعامته ومؤسسات حكمه، من التأميم إلى المخابرات.
ولم يوقف صعود عبد الناصر ونجاحاته إلا هزيمة حرب 1967 أمام إسرائيل. فانقلبت الأوضاع، وخفّ وهج الناصرية، إنما بقي هو في الذاكرة العربية إلى اليوم. لكن النصر الذي حققه عبد الناصر في السويس لم يكن وليد عبقرية رجل عربي فذ، بقدر ما كان أيضاً «سوء إدارة» تدخّل قوى أوروبية كبرى هرمت ولم تعرف كيف تقرأ متغيرات التاريخ في الشرق الأوسط.
الجمل
بقلم رياض نجيب الريس: خمسون عاماً على حرب السويس (1ـ5)
بقلم رياض نجيب الريس : خمسون عاماً على حرب السويس (2 ـ5)
بقلم رياض نجيب الريس : خمسون عاماً على حرب السويس (3ـ5)
بقلم: رياض نجيب الريّس: خمسون عاماًُ على حرب السويس (4 ـ5)
بقلم رياض نجيب الريّس:خمسون عاماً على حرب السويس (5ـ5)
إضافة تعليق جديد