لقاء المالكي وعلاوي:فرص التسوية محدودة بين الرجلين والكتلتين

21-07-2010

لقاء المالكي وعلاوي:فرص التسوية محدودة بين الرجلين والكتلتين

اجتمع زعيم «ائتلاف دولة القانون» رئيس الحكومة نوري المالكي وزعيم «القائمة العراقية» إياد علاوي في بغداد، أمس، وسط تشاؤم بإمكان إيجاد حل قريب للخلاف بينهما حول من يترأس الحكومة المقبلة، وذلك بعد ساعات من اجتماعات مكثفة في دمشق لحل هذه المعضلة، فيما قالت مصادر سورية واسعة الاطلاع إن كلاً من دمشق وأنقرة وطهران تنسق في ما بينها للتوصشرطيون عراقيون يتفحصون مكان انفجار سيارة مفخخة في بعقوبة أمسل الى ايجاد مخرج عراقي من مأزق تشكيل الحكومة.
وعقد المالكي وعلاوي اجتماعاً مغلقاً بينهما، بعد آخر موسع شارك فيه أعضاء من الكتلتين. يشار إلى انه اللقاء الثالث بين الزعيمين، وسبقه اجتماعان في 14 و29 حزيران الماضي. وقال النائب عن «العراقية» حيدر الملا «لا أتوقع حصول نتائج إيجابية، لان كلا الطرفين متمسك باستحقاقاته الانتخابية»، مضيفاً إن المحور الأساسي للاجتماع هو حسم مسألة تشكيل الحكومة، معرباً عن أمله في أن ينتهي الاجتماع «بنتائج إيجابية، ونحن بانتظار ما سيسفر عنه الاجتماع خلال الساعات المقبلة».
وكان الرئيس بشار الأسد اجتمع مع علاوي، بعد يوم من لقائه بزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، الذي بدوره التقى علاوي بناء على طلبه، كما اجتمعا بشكل منفرد مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي كان في زيارة إلى دمشق.
ونقلت المصادر السورية عن أجواء اللقاءات أنها كانت «ممتازة»، وأن لقاء الصدر ـ علاوي يشكل «عنصر بناء ثقة» بين الطرفين، و«أن استماع كل طرف للآخر، واستعداده لتقديم تنازلات هو أمر إيجابي». وأضافت أن الطرفين العراقيين تحدثا بشكل جيد عن بعضهما البعض في اللقاءات الأخرى التي جرت، ما يعتبر أيضاً أمراً إيجابياً.
ووضعت المصادر الاجتماعات التي عُقدت في دمشق أمس الأول في إطار «الثقة بفشل الرهان على المشروع الأميركي، وبأن الرهان على مستقبل المنطقة بيد أبنائها يتصاعد». وفسرت ذلك باستمرارية السياسة السورية في ما يتعلق ببغداد، والمبنية على عناصر «وحدة العراق وعروبته واستقلاله»، مضيفة «إن سوريا لا تستطيع أن ترتاح والعراق يعاني أو مدمر أو من دون أمن. إن العراق هو أكبر شريك لنا، والتقارب السوري ـ العراقي مهم جداً لنا، وإذا أصبح التقارب عراقياً ـ إيرانياً ـ سورياً ـ تركياً فإن الأمر سيكون عظيماً».
وعن موقف دمشق من زعيم «ائتلاف دولة القانون» رئيس الحكومة نوري المالكي وعما إذا كانت مستعدة لقبول «التغير في نبرة تصريحاته اتجاه سوريا واتخاذها منحى إيجابياً»، قالت المصادر إن منهج دمشق في «السياسة ليس عبر الأشخاص بل عبر القضايا ومصالح الشعوب والبلدان»، معتبرة أن المهم هو أن تتشكل حكومة وحدة وطنية على أساس غير طائفي، مشيرة إلى أن «مسعى الحكومة العراقية هو التنسيق مع إيران حكماً، فإيران تريد حلاً مثلما تريده سوريا وتركيا»، و«أن هذه الشؤون يتم تنسيقها مع الجانب الإيراني».
ولفتت المصادر إلى أن داود اوغلو وجّه دعوة لكل من الصدر وعلاوي لزيارة تركيا، مبدياً استعداد بلاده «لمتابعة هذا الحوار المثمر لتشكيل الحكومة»، مضيفة في الوقت ذاته أن ما يجري لا يعني «التدخل لا من قريب ولا من بعيد»، وأن ما جرى أمس الأول كان هدفه التركيز على أن «مستقبل المنطقة يصنع بيد أبنائها»، خصوصاً البلدان التي تتمتع باستقلالية القرار، مشيرة إلى تركيا وإيران في هذا السياق.
وفي بغداد، بحث زعيم «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» عمار الحكيم مع رئيس حزب «المؤتمر الوطني» أحمد الجلبي «موقف الائتلاف الوطني العراقي من قضية التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة». وشدّد الجلبي على «حرص التحالف الوطني على تقديم مرشح لرئاسة الوزراء يلقى تأييداً من جميع أعضاء التحالف، والوصول إلى تشكيل حكومة شراكة حقيقية قادرة على تلبية متطلبات وتطلعات العراقيين».
إلى ذلك، أعلن «رئيس حكومة» إقليم كردستان برهم صالح أن «حكومته» أقرت، أمس الأول، إجراءات مشدّدة لوقف أي تجارة غير قانونية في النفط الخام عبر حدود الإقليم مع إيران، من بينها تشديد عمليات مراقبة الحدود، معتبراً أن تجارة الوقود عبر الحدود ليست قاصرة على كردستان وإنما تحدث عبر الحدود العراقية بأكملها. وأعرب عن أمله في إمكانية استئناف صادرات الخام القانونية سريعاً من كردستان بعدما توقفت العام الماضي في خضم نزاع مع بغداد.
وحذر نائب الرئيس المنتهية ولايته طارق الهاشمي، في بيان، «من وجود مخطط خبيث يستهدف الصحوات في العراق»، متهماً «أجهزة مخابرات وأجهزة أمنية بتنفيذ هذا المشروع»، وذلك بعد التفجير الدموي الذي استهدف عناصر «الصحوة» الأحد الماضي.
وأعلن مصدر أمني عراقي مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة 18، في انفجار سيارة وسط سوق شعبي في بعقوبة. كما قتل عراقي، وأصيب 7 إيرانيين، في انفجار سيارة قرب بعقوبة. وسقط صاروخان في المنطقة الخضراء وسط بغداد من دون وقوع إصابات.

المصدر: السفير + وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...