حرب تموز عطلت الأساطير "الإسرائيلية"

11-07-2010

حرب تموز عطلت الأساطير "الإسرائيلية"

استخدمت الحركة الصهيونية منذ تأسيسها “الأسطرة” لتحقيق أهدافها ببناء وطن قومي مزعوم لليهود في فلسطين، وإقناع اللاحقين من المهاجرين بالدفاع عنه اقتداء ببطولات السالفين .

وتشمل أدبيات حروب “إسرائيل” صناعة أساطير تتبدل فيها الأمكنة والأزمنة والأسماء والوجوه، لكنها تعتمد ذات المضامين وتردد ذات “الموتيفات” والأفكار المشحونة بطاقات التعبئة والتثقيف كانتصار الأقلية على الأكثرية بغلاف مادة تاريخية .

وبخلاف الحروب الماضية يستصعب جيش الاحتلال العثور في الحرب العدوانية الفاشلة على لبنان في تموز 2006 ما يزوده بالوقود لمواصلة صناعة الأساطير، بفضل صمود المقاومة وتكبيدها “إسرائيل” ثمناً باهظاً في مجالات عدة أهمها تمريغ هيبتها وقوة ردعها بالوحل .

وتقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في تقرير بعنوان “معارك بلا موروث معبئ” إن حرب لبنان الثانية خلت بخلاف الحروب السابقة من أي موروث قتالي يمكن تنشئة الجنود الجدد وتربيتهم عليه من جيل إلى جيل، موضحة أن جيش الاحتلال يجد فيها منذ أربع سنوات أخطاء تحتاج إلى التصويب من دون إنجازات .

وتشير الصحيفة إلى أن حرب لبنان الثانية لم تترك سوى طعم مرير لحرب زائدة، وثلاثة كتب عبرية تقدم روايتها ولجنة تحقيق وضعت تقريراً حاول تفسير إخفاقاتها، في إشارة لتقرير فينوغراد . وتقول “مرت 4 سنوات على حرب طالت 33 يوماً من دون أن تترك  قصة بطولة واحدة من النوع الذي تربى عليه أولادنا، وتشكل حلقة ضرورية في مسلسل الأساطير والبطولات، كانطلاق طائرات سلاح الجو مع بزوغ الفجر واستهداف المطارات المصرية عام 1967 أو احتلال حائط (البراق)” .

وتشير المعلقة البارزة في الصحيفة أرئيلية هوفمان إلى أن الأوسمة التي وزعها الجيش على بعض جنوده بعد الحرب اقتصرت على جرحى ومنقذين خاطروا كثيرا للخروج أحياء من معارك لم تفض لأي مكان، وتقول “هناك في ببنت جبيل التي لم تحتل أبداً، في مارون الراس، على منحدرات السلوقي تحول جنودنا لأهداف ثابتة للقناصة” .

ويقول المؤرخ العسكري يجيل ليفي للصحيفة إن “الموروث الحربي” هو مصطلح مشحون وأيديولوجي، يفترض استبطانه عملاً بطولياً يشكل قدوة للجيل الصاعد، لافتا أن حرب لبنان الثانية لم تترك أثرا من هذا القبيل ولم تنم عنها رموز، ويضيف أنها “حرب لم تترك سوى جدل موبوء بالسياسة حول أهداف الحرب، حيويتها وثمن الدم فيها، وموروثها لا علاقة له بالبطولة بل بتبذير وبذخ في حياة البشر نتيجة إدارة عسكرية سياسية غير جديرة كما كان في حرب لبنان الأولى عام 1982” .

وتشير الصحيفة إلى الطابع الخاص للحروب الراهنة الخالية من نهاية على شكل منتصر ومهزوم، بخلاف ما وعد به قادة “إسرائيل”، وتقول إنها “معارك لا وجهة لها يدخلونها سالمين ويخرجون منها محطمين فماذا يمكن إذن التقديم للشباب عنها؟ يبدو أن حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 على رغم كل إخفاقاتها، هي الحرب “الإسرائيلية” الأخيرة التي تركت “موروثاً قتالياً” تم تناقله من جيل لآخر، أما قادة الجيش اليوم فليس بوسعهم سوى تعلم إخفاقاتها لا بطولاتها .

ويقول قائد قيادة ما يسمى لواء الشمال في جيش الاحتلال الجنرال ألون فريدمان إن تلك الحرب تنطوي على تجربة محبطة جداً، ويعترف لصحيفة “هآرتس” أن خوف الجيش من سقوط جنوده ترك آثاره في إدارتها . وضمن انتقاداته يرى أن غياب التشبث بالهدف هو أحد أسباب فشل الحرب .

وبخلاف قادة آخرين يوضح فريدمان أن الحرب المقبلة على لبنان في حال نشوبها ستستغرق وقتاً طويلاً، مؤكداً عجز “إسرائيل” عن إخماد صواريخ المقاومة بسهولة .

المصدر: الخليج  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...