بروكسل تتلاعب«بقواعد السلوك»الأوروبية لتصدير«أف-16»لإسرائيل

09-07-2010

بروكسل تتلاعب«بقواعد السلوك»الأوروبية لتصدير«أف-16»لإسرائيل

من ضمن الالتفافات على حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، ما يحصل الآن في بلجيكا. وبروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، تعرف أن هناك ميثاقا أوروبيا في هذا الشأن. إنها مدونة «قواعد السلوك»، التي صدّقت عليها دول الاتحاد الـ27، وهي التي تنظّم تصدير التكنولوجيا والأدوات العسكرية إلى دول خارج الاتحاد.
ومن ضمن مبادئ المدونة حظر التصدير إلى دولة تشكّل المحطة الأخيرة لصناعة سلاح ما، إذا كانت تنتهك القانون الدولي أو الإنساني. هنا يصير «اللعب» على تعبير المحطة الأخيرة، فيمكن للأسلحة ومعدّاتها الوصول لإسرائيل، على ألا تكون محطة تصنيعها الأخيرة!
لكن عضواً في حزب الخضر، لاحظ أن بروكسل تصدّر أجزاء من أجنحة طائرات «أف 16» الحربية إلى إسرائيل، وأن هذا يتعارض مع ميثاق السلوك الذي صدّقت عليه بلجيكا. البرلماني البلجيكي أحمد محسن، استجوب بهذا الشأن جون - لوك فانراس، وزير المالية والعلاقات الخارجية في حكومة إقليم العاصمة. حدث ذلك نهاية حزيران الماضي، والوزير ردّ بالقول إن «الرخصة الخاصة بأجنحة «أف 16» أعطيت كونها تجمّع في إسرائيل، قبل أن تُرسلها إلى شركة لوكهيد مارتن في الولايات المتحدة كمحطة أخيرة».
مبرر الوزير إذا أن إسرائيل ليست المحطة الأخيرة لتصنيع هذه الطائرات، لكن هناك من تعقّب مدى صحة مبرره. الجمعية البلجيكية – الفلسطينية أجرت بحثاً حول ذلك، وخلصت إلى أن الدولة العبرية هي محطّة أخيرة لعدة أنواع من هذه الطائرات.
مديرة الجمعية ناديا فرخ، تقول  إن «رد الوزير لم يقنعنا ولذلك قمنا ببحثنا»، مضيفة «تحققنا من أن هناك أكثر من طائرة «أف 16» ترسل كاملة إلى إسرائيل، وهي تقوم بتحسينها لاستخدامها العسكري. وبذلك تكون إسرائيل هي المحطة الأخيرة للطائرة».
وتلفت فرخ إلى أن هناك أكثر من موقع متخصص بالأسلحة، ومنه من يسوّق للأسلحة الإسرائيلية، يتحدث عن «طائرات «أف 16» الإسرائيلية التي يمكنها الوصول إلى إيران والعودة من دون الحاجة للتزوّد بالوقود، كما يتحدّثون عن كيف أن الطائرات الإسرائيلية أفضل من غيرها».
وتذكّر الفرخ بأن إسرائيل تنتهك القانون الدولي والإنساني، ومنه هجومها العسكري على «أسطول الحرية»، وهكذا فانه لا يجوز، حسب القانون الأوروبي، تصدير الأسلحة، أو كل ما يستخدم لأغراض عسكرية، إليها، مشيرة إلى أنهم سيواصلون الضغط عبر الجمعيات وأعضاء البرلمان لمنع اتفاقيات تصدير كهذه. ويضاف إلى ذلك أن الاتحاد الأوروبي يقرّ بانتهاكات إسرائيل في مجالات عديدة، على رأسها مسألة ضم القدس الشرقية المحتلة والاستيطان.
ورداً على الجمعية، قال المتحدث باسم فانراس، برت كورنيلز،  إن الوزير «ليس لديه أي معرفة عن (المعلومات التي يتحدث عنها) بحث الجمعية، ويبقى ذلك عبارة عن افتراضات، فهناك أبحاث كثيرة، لذلك فالوزير لا يزال على موقفه «بأن المحطة الأخيرة لتصنيع طائرات «أف 16» هي أميركا.
وأضاف «إذا كان لدى مؤسسة أو جمعية معلومات إضافية فيفترض أن تسلّمها للوزير وليس للصحافة»، مصرّاً على أن رخصة التصدير ممنوحة لواشنطن، موضحاً «بالنسبة لنا فالولايات المتحدة شريك لحلف شمال الأطلسي، ونظراً لذلك يصعب علينا رفض منح ترخيص مع شركائنا في الحلف».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...