تركيا والبرازيل تواصلان جهودهما لكسب التأييد للاتفاق الثلاثي
قال السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الاتفاق الثلاثي بين إيران وتركيا والبرازيل بشأن تبادل الوقود النووي يمكن أن يمهد الطريق لحل تفاوضي لأزمة البرنامج النووي الإيراني .
وبينما واصلت البرازيل وتركيا حملتهما من أجل كسب التأييد الدولي للاتفاق الثلاثي، فإن الولايات المتحدة واصلت التشكيك في هذا الاتفاق، واعتبرت أن رسالة إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن هذا الاتفاق مليئة ب”الثغرات” .
وبعد أن أبلغت إيران رسمياً في رسالة خطية وكالة الطاقة بوثيقة الاتفاق الثلاثي، بحث الأمين العام بان كي مون ومدير عام وكالة الطاقة الياباني يوكيا امانو موضع الرسالة خلال اجتماع نيويورك، الاثنين .
وعقب الاجتماع، صرح الأمين العام بأنه “إذا تم قبول الاتفاق وتطبيقه، فيمكن أن يكون إجراء مهماً لبناء الثقة ويفتح الباب للتوصل إلى حل للمسألة النووية الإيرانية عن طريق التفاوض” .
وقال الأمين العام إن على طهران “أن تظهر قدراً أكبر من الشفافية بشأن برنامجها النووي”، مؤكداً على “أهمية تعاون إيران التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتزامها الكامل بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة” .
وفي مقابل الضغط الأمريكي، اعتبر الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أن رسالة إيران إلى وكالة الطاقة تثبت التزام إيران بتطبيق الاتفاق الثلاثي .
وقال لولا في مقابلته الإذاعية الأسبوعية، الاثنين، إنه “سيتم الآن تنفيذ كل ما اتفقنا عليه” . وأضاف “بعد الرسالة ستجري محادثات مع الوكالة، وسيتم إرسال اليورانيوم إلى تركيا وبعد ذلك ستكون هناك فترة تتسلم بعدها إيران اليورانيوم المخصب” .
من جهتها، دعت تركيا، الاثنين، الدول الكبرى إلى المساعدة في تطبيق الاتفاق الثلاثي .
وجاء في بيان لوزارة الخارجية التركية أنه “في أعقاب هذه الخطوة المهمة التي قامت بها إيران، لدينا ثقة كاملة في أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا التي تشكل مجموعة فيينا، ستقدم كذلك رداً إيجابياً وتستغل قدر الإمكان هذه الفرصة . . حتى يتم تطبيق هذا الترتيب” .
وأكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن المحاولات لخلق أزمة بين تركيا والولايات المتحدة ستفشل، معتبراً أن الاتفاق الثلاثي هو ثمرة سياسة الانخراط التي انتهجها الرئيس الأمريكي باراك أوباما .
ويوم الاثنين أيضاً، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس نيكولا ساركوزي أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي أردوغان حول المسألة النووية الإيرانية .
وأوضح قصر الاليزيه أن هذه المحادثة تأتي في إطار تسلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين، رسالة من إيران تتعلق بالاتفاق البرازيلي التركي الإيراني حول تبادل اليورانيوم الإيراني .
من جهته، أعلن مكتب أردوغان أن رئيس الحكومة التركية حاول إقناع ساركوزي بدعم الاتفاق .
وشكر ساركوزي تركيا على جهودها، لكنه أشار إلى أن على إيران أن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% .
وأضاف “لنبق على اتصال ولنمنح الحوار بعض الوقت” .
واعتبر رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ان الوقت حان ل”زيادة الضغوط” على ايران إذ اعتبر ان كل الاشارات تدل على عزمها على تصنيع أسلحة نووية .
وفي واشنطن، صرح فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحافيين، الاثنين، أن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية أرسلت إلى الولايات المتحدة نسخة من الرسالة الإيرانية وطلبت رأينا فيها” .
وأضاف “نحن نجري مشاورات مع شركائنا ونتوقع أن نرد على الوكالة في وقت قريب جداً” .
ولكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اعتبرت في تصريح خلال وجودها في بكين، أمس، أن رسالة إيران إلى وكالة الطاقة “تحتوي على عدد من الثغرات بشكل لا يستجيب لمخاوف المجتمع الدولي” .
في المقابل، واصلت الصين حضها على تسوية مسألة البرنامج النووي الإيراني سلمياً، إذ قالت وزارة خارجيتها، أمس، إنه لا يزال هناك تقصير في الجهود الدبلوماسية بشأن هذه المسألة .
وقالت متحدثة باسم الوزارة للصحافيين إن “المشاورات في مجلس الأمن الدولي حول المسألة النووية الإيرانية لا تعني انتهاء الجهود الدبلوماسية” .
على الجانب الإيراني، أكد رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر في طهران، أمس، أن روسيا أبدت مؤشرات عن استعدادها للمزيد من التعاون النووي مع إيران .
وقال صالحي في حوار مع القناة الأولى في التلفزيون الإيراني إن وفداً روسياً يضم خبراء جيدين في المجال النووي وصلوا إيران يوم الاثنين، وتفقدوا مقر الوكالة الذرية الإيرانية .
وأوضح صالحي أن الوفد الروسي حمل معه مسودة مقترحات تتضمن عروضاً بالمزيد من التعاون في المجالات التقنية النووية وبناء محطات جديدة في إيران . واعتبر صالحي أن هذه الزيارة تبين تفهماً روسياً بضرورة اتخاذ موقف داعم لإعلان طهران (الاتفاق الثلاثي) .
من جهته، كرر السفير الإيراني في موسكو تهديد إيران بإعادة النظر في الاتفاق الثلاثي إذا فرضت عقوبات إضافية على بلاده .
وقال محمود رضا سجادي “إذا فرضت عقوبات جديدة سيكون واضحاً للشعب الإيراني أن مجموعة “5+1” تخفي نوايا شريرة وتسعى من أجل أهداف سياسية . وهذا سيجبرنا على إعادة النظر في اتفاقات طهران” .
وتضم مجموعة “5+1” الدول الخمس الكبرى الداعمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا .
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد