العمليات السرية لوكالة المخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط
الجمل: تحدثت بعض الأوساط الصحفية الأميركية الرفيعة المستوى, نقلا عن المصادر العليمة في البنتاغون, ووكالة المخابرات المركزية الأميركية, ووكالة الأمن القومي, ومجلس الأمن القومي الأميركي, عن العمليات السرية العسكرية-المخابراتية الأميركية الجارية حاليا في منطقة الشرق الأوسط: فما هي خلفيات هذه العمليات السرية وما هو نطاقها وتداعياتها الماثلة والمؤجلة؟
ماذا تقول التسريبات والمعلومات الجارية الأميركية؟
تحدثت التسريبات الأميركية عن عمليات سرية تم القيام بها, وأخرى قيد التنفيذ, إضافة إلى عمليات إضافية غير محدودة تزمع واشنطن القيام بها في منطقة الشرق الأوسط, وأشارت هذه التسريبات إلى النقاط الآتية:
• اتخذ قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس قرارا جريئا خلال عام 2009م الماضي, أصدر فيه أمرا لوحدات القيادة الوسطى الأميركية بضرورة القيام باستخدام وحدات القوات الخاصة الأميركية بتنفيذ المزيد من العمليات السرية.
• تم تحديد نطاق العمليات السرية الجغرافي, بحيث تشمل كل المسارح الموجودة ضمن نطاق ولاية واختصاصات مسرح مسئولية القيادة الوسطى الأميركية إضافة إلى بعض المناطق المتاخمة لهذا المسرح.
• التأكيد على قيام الجنرال ديفيد بترايوس بالإشراف على تنفيذ العمليات السرية في المسارح العملياتية الواقعة ضمن منطقة مسئولية القيادة الوسطى الأميركية, إضافة إلى المشاركة مع القيادات الأميركية العسكرية الأخرى في عملية تخطيط ومتابعة تنفيذ العمليات السرية في المناطق الأخرى الواقعة خارج نطاق ولاية القيادة والوسطى الأميركية, وعلى وجه الخصوص القيادة الأفريقية فيما يتعلق بالمسرح الصومالي, والقرن الأفريقي, وشرق أفريقيا, إضافة إلى القيادة الباسفيكية فيما يتعلق بمناطق المحيط الهندي وتخوم جنوب وجنوب شرق آسيا, وأيضا القيادة الأوروبية فيما يتعلق بمناطق البحر الأبيض المتوسط, اليمن – أفغانستان – الصومال – إيران – باكستان, إضافة إلى منطقة شرق المتوسط ولكن بالتنسيق المباشر وغير المباشر مع الإسرائيليين.
• التأكيد على التفاهم والتنسيق التام بين الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الوسطى الأميركية, والجنرال روبرت غاتز وزير الدفاع الأميركي والذي أكدت المصادر بأنه أصدر قرارا واضحا برفع ميزانية العمليات السرية الأميركية في اليمن وحده إلى مبلغ 150 ملبون دولار خلال عام 2010م الحالي, بدلا عن 69 مليون دولار أميركي تم إنفاقها على العمليات السرية الأميركية في اليمن خلال العام 2009م الماضي.
• تم تحديد جدوى العمليات السرية الأميركية بأنها تهدف إلى تحقيق أربعة أغراض, هي: تدمير الأهداف المعادية – بناء الشبكات الصديقة – الاستطلاع وجمع المعلومات – إعداد وتمهيد المسرح استعدادا للعمليات والمواجهات المحتملة القادمة.
هذا, وتقول المعلومات والتسريبات الأميركية, بأن التقارير حول هذه العمليات السرية الأميركية قد برزت بشكل متزامن على خلفية إقصاء الجنرال دينس بلير من منصب مدير مجمع المخابرات الأميركية, وذلك بعد أن قامت مجموعة من صقور الإدارة الأميركية داخل الكونغرس بتقديم تقرير أشار إلى 16 نقطة ضعف في أداء أجهزة المخابرات الأميركية, مع توصيه بتحميل الجنرال دينس بلير المسئولية عن حدوث كل نقاط الضعف والأخطاء والاختراقات الأمنية-المخابراتية-العسكرية التي ترتبت عليها, ومن أبرزها نجاح حزب الله اللبناني في تعزيز قدراته العسكرية, وصعود قوة حركة طالبان الباكستانية إلى الحد الذي وجهت فيه الحركة تهديدها الصريح بتنفيذ المزيد من العمليات الانتحارية داخل الولايات المتحدة الأميركية, وذلك على لسان زعيمها حكيم الله محسود الذي ظهر بشكل فاجأ كل أجهزة المخابرات الأميركية والتي سبق أن أجمعت كل تخميناتها وتقاريرها بأنه قد لقي مصرعه في إحدى الغارات الجوية الأميركية.
جدول أعمال العمليات السرية الأميركية في الشرق الأوسط: إلى أين؟
أشارت المعلومات والتسريبات, إلى أن القيادة الوسطى الأميركية تقوم حاليا بإعداد المزيد من البنيات التحتية التي سوف ترتكز عليها العمليات السرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط, وقد تم تحديد جيبوتي لتكون نقطة الانطلاق للعمليات السرية الأميركية الموجهة ضد اليمن والصومال ومنطقة خليج عدن, إضافة إلى مناطق شرق أفريقيا والقرن الأفريقي, وأشارت المعلومات إلى أن أميركا قد نجحت في نشر أسراب الطائرات بدون طيار, في القاعدة العسكرية الجوية الأميركية التي تم بناءها وتجهيزها مؤخرا في جيبوتي, وهي القاعدة التي ظلت تنطلق منها الغارات التي شنتها الطائرات بدون طيار ضد بعض الأهداف اليمنية, والصومالية, إضافة إلى الغارات الداعمة لعمليات القوات السعودية ضد الحوثيين في محافظة صعدة اليمنية.
أوضحت التفاصيل التي أشارت إليها التسريبات, بأن الجنرال ديفيد بترايوس, قد برر الأمر الذي أصدره, بأنه على قناعة تامة بأن العمليات السرية الأميركية التي سوف يتم تنفيذها في منطقة الشرق الأوسط, سوف تؤدي إلى تحقيق المزيد من التصعيد العسكري في مختلف المسارح الشرق أوسطية, وأضاف الجنرال ديفيد بترايوس قائلا بأن هذه التصعيدات سوف يكون لها تأثير إيجابي لجهة تحفيز ودعم خطط المساعدات العسكرية والمخابراتية التي تسعى أميركا من خلالها إما إلى تعزيز المصالح الأميركية في المنطقة, أو إلى دعم حلفاء أميركا الموجودين في المنطقة والذين يتمثلون في إسرائيل أولا, وثانيا في المعتدلين العرب.
جدول الأعمال التنفيذي للعمليات السرية الأميركية سوف يتضمن:
• نشر المزيد من القواعد العسكرية التي تتمركز فيها الطائرات بدون طيار.
• نشر المزيد من أسراب الطائرات بدون طيار الأميركية.
• بناء القدرات التكنولوجية المتطورة في المنطقة بما يحقق القدرة على الاستطلاع وتوجيه وإعادة توجيه الطائرات بدون طيار في كافة مسارح المنطقة.
• جمع المعلومات ذات القيمة الاستخبارية من كافة أرجاء المنطقة.
• المتابعة المستمرة والدقيقة لمختلف الأهداف ذات القيمة الاستخبارية الاستراتيجية والتكنيكية في المنطقة.
هذا, وإضافة لذلك, أكدت المعلومات والتسريبات, بأن القيادة الوسطى الأميركية, وتحت الإشراف المباشر للجنرال ديفيد بترايوس, سوف تقوم بتنفيذ برنامج عمليات سرية خاص بالمسرح الإيراني, وآخر خاص بمنطقة شرق المتوسط بالتنسيق مع الإسرائيليين, وبالنسبة لإيران, أكدت التسريبات بأن العمليات السرية سوف يتم إطلاقها من جميع الاتجاهات المحيطة بإيران, بما يشمل الانطلاق والتغلغل إلى داخل إيران عبر: أفغانستان – باكستان – تركمانستان – العراق – تركيا – أذربيجان, إضافة إلى أرمينيا وبحر قزوين وبحر العرب والخليج العربي: أما بالنسبة لمنطقة شرق المتوسط, فلم تتم الإشارة إلى أي تفاصيل, ولكن كما هو معروف, فإن الساحة اللبنانية, والساحة الأردنية, سوف تشكلان أهم نقاط الانطلاق والتمركز الأميركي-الإسرائيلي في المنطقة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد