بنود صفقة بوش- أولمرت في معركة الشرق الأوسط الجديد
الجمل: سريعاً بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل ولبنان، أظهرت إدارة بوش للعالم بوضوح أنها سوف لن تستخدم نفوذها بالضغط على تل أبيب من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، ثم قامت بتبني المزاعم الإسرائيلية القائلة: إن القصف الجوي المكثف ضد لبنان إنما يهدف إلى القضاء على سلاح حزب الله وإضعاف التحالف الشيعي المعادي لإسرائيل والولايات المتحدة،والذي يضم إيران، شيعة العراق، سورية، وحزب الله.
في اجتماع روما الذي انعقد في 26 تموز المنصرم، برعاية الأمم المتحدة، حول الحرب الإسرائيلية-اللبنانية،اقرت كل الأطراف ومن بينها بريطانيا بأن عملية وقف إطلاق النار،لابدّ أن تتضمن شروطاً أخرى، هي: نزع سلاح حزب الله، نشر الجيش اللبناني، القضاء على دعم إيران وسورية للمقاومة اللبنانية... وغير ذلك من بنود القرارين الدوليين 1559 و1680.
بعد انتهاء مؤتمر روما، فسرت إسرائيل فشل هذا المؤتمر بسماح وموافقة المجتمع الدولي والعالمي لإسرائيل بتصعيد حربها ضد لبنان).
إن شروط أمريكا وإسرائيل حول نشر القوات الدولية، من المستحيل تطبيقها في لبنان في ظل هذه الأوضاع.
والآن، بعد أن انكشف للعالم أن الحرب الإسرائيلية في لبنان قد تم تخطيطها بشكل مسبق قبل فترة طويلة، وتم التأكيد على خطواتها النهائية ضمن اجتماع بوش- أولمرت الاستراتيجي في يوم 23- أيار- 2006، والذي خرج بـ(الصفقة الآتية):
• أن تؤجل إسرائيل ملف الحدود الإسرائيلية- الفلسطينية، وتقوم بتسخين ملف البرنامج النووي الإيراني ورفعه إلى الواجهة.
• أن يعتبر عام 2006 بمثابة عام إيقاف تقدم إيران باتجاه الحصول على القنبلة النووية.
• أن يعتبر عام 2007 بمثابة عام حصول إسرائيل على جائزة (الحدود النهائية).
• أن تقوم إدارة بوش بتنفيذ السيناريوهات المتفق عليها وبالذات في مجال السياسة الخارجية والدبلوماسية قبل انتخابات الكونغرس التي سوف يتم إجراءها في تشرين الثاني عام 2006.
• أن تقوم إسرائيل بإعطاء الفلسطينيين فرصة أخرى من أجل القبول بشروط إسرائيل الجديدة حول حدود الضفة الغربية وقطاع غزة، ومصير المستوطنات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية.
• أن تطرح إسرائيل للفلسطينيين موافقتها التامة بإزالة كل المستوطنات اليهودية الموجودة في الضفة الغربية خارج مناطق يهودا والسامرة، وبالتالي يكون المعنى الحقيقي هو أن إسرائيل لن تزيد هذه المستوطنات التي تقع في الضفة الغربية،لأنها تقع ضمن يهودا والسامرة.
• يجب الضغط بقوة من أجل (تليين) حماس وتطويعها.
أما توقعات المحللين الاستراتيجيين والسياسيين في أمريكا فتشير بوضوح إلى أن أمريكا سوف (تقوم بعمل شيء) ضد الدول التي تعتبرها دولاً مارقة في منطقة الشرق الأوسط خلال شهر تشرين الأول القادم حصراً كحد أقصى.. وذلك لأن انتخابات الكونغرس سوف تتم في شهر تشرين الثاني، ويريد الجمهوريون كسب الرأي العام الأمريكي، من أجل الفوز، لأنه لو خسر الجمهوريون وكسب الديمقراطيون في هذه الانتخابات، فسوف يتم بكل تأكيد وضع الجدول الزمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق.
وهذا ما لا تريده أمريكا، ولا إسرائيل، وقد حاول اللوبي الإسرائيلي دعم بعض نواب الحزب الديمقراطي الذين يدعمون توجهات الحزب الجمهوري إزاء العراق. وقد منيت جهود هذا اللوبي بخسارة كبيرة من جراء خسارة النائب السيناتور ليبرمان (أبرز أصدقاء بوش ومؤيديه في الكونغرس الأمريكي) في انتخابات الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحي الحزب لانتخابات الكونغرس، الأمر الذي شكل علامة سيئة أمام كل صقور الإدارة الأمريكية واللوبي الإسرائيلي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد