(وثائق سورية): بيان فارس الخوري حول انفصال سورية ومصر
بيان السيد فارس الخوري حول انفصال سورية ومصر في 28 أيلول1961م
أذاع فارس الخوري بياناً من المستشفى من إذاعة دمشق بتاريخ 6/10/61 جاء فيه :
(استمعت مرات ومرات إلى خطب عبد الناصر وأنا هنا على فراشي في هذا المستشفى (مستشفى السادات قرب قصر الضيافة في دمشق الذي كان يخطب من شرفته عبد الناصر) وقد هممت أكثر من مرة بأن أنهض لأرد عليه. وفي إحدى المرات قمت من فراشي لأخطب ولكن أحد المصريين وكان في المستشفى طلب إلي أن أصرف النظر عن ذلك، وكان جادا في كلامه، وكنت جادا في تنفيذ هذه الرغبة ، فقلت له :
ألست حرا في أن أخطب ؟ لن يستطيع أحد أن يمنعني عن ذلك، فقال :
أنا هنا للمراقبة وأمنعك من الإتيان بأي حركة لإلقاء خطاب. فهل رأيتم مثل هذه الحال؟ يقف موظف نكرة ليمنع فارس الخوري من الكلام والتعبير عن رأيه، فأين هي الحرية؟ وهل بلغت الأمور حدا أن يسكتوا شخصا مثلي؟
إن الوحدة العربية ما كانت لتتحقق بمثل هذا الطريق، وقد أبلغت السيد عبد الناصر رأيي المعروف في الوحدة. وهو إننا نحن في سورية طلاب وحدة عربية شاملة كبرى، وإذا اتفقت دولتان على إقامة وحدة بينهما فذلك جائز ولكن بشرط أن يكون سلوكهما مثلا يحتذى ويترك الباب مفتوحا لتسرع للانضمام إليهما باقي الدول العربية.
لقد نصحت السيد عبد الناصر أن يعمل على تحسين الأحوال الاجتماعية والمعاشية والصناعية والاقتصادية حتى تأتي النتائج مشجعة في باقي الخطوات للوحدة العربية الشاملة ولكنه عمل بعكس ما كنا ننصح به.
إنني أبارك انتفاضة شباب الجيش واعتقد أنها ستكون لخير هذه الأمة التي تتطلع لوحدة عربية حقيقية ولخير الجميع، وأضاف :
لم يكن الأسلوب الذي اتبع في هذه الوحدة لينفع وكانت الخطوات خاطئة وقد كنت في جملة من نبهوا المسؤولين المصريين إلى ذلك. وأشار الأستاذ الخوري إلى مقابلاته مع عبد الناصر فقال :
لقد طلبت منه في إحدى تلك المقابلات أن يأمر بوقف حملات المهاترات الإذاعية والصحافية التي تغذيها مصر وتنقلها محطات القاهرة وصوت العرب التي وزعت الخيانات على كل العرب مشيرا إلى ردة الفعل في نفوس العرب وخاصة العراق ولبنان، فطلب إلينا أن نحدث صلاح سالم بذلك، فتحدثنا إلى صلاح سالم، وعندما ذهبنا إلى فندقنا لنستريح وأحببنا أن نستمع للإذاعة فإذا ما سمعناه أشد وأقذع من الحملات السابقة، وهكذا استمرت الحملات تنفر جميع العرب من حولنا، وقطعت الطريق على كل خطوة نحو الوحدة العربية الشاملة الصحيحة.
المصدر:
صحيفة الحياة، تاريخ 7/10/1961م.
الجمل- إعداد: أ. سليمان عبد النبي
إضافة تعليق جديد