وثائق سورية:رد بريطانياحول وقف فرنساالعمليات الحربيةضددول المحور
بيان وزارة الخارجية البريطانية رداً على قرار حكومة فيشي الفرنسية بوقف العمليات الحربية في سورية ضد دول المحور
أعلن المسيو بيو المفوض السامي الفرنسي في سورية ولبنان غداة هزيمة فرنسا، بأنه لن يكون هناك استسلام في دول المشرق، وأن الجنرال ميتلهاوزر مصمم العزم على الاستمرار في تأدية رسالة فرنسا في البلاد الخاضعة للانتداب الفرنسي، وعلى الدفاع عنها بكل قوة وشجاعة للحفاظ على كرامة فرنسا وشرف العلم المثلث الألوان.
بيد أنه لم تمض فترة طويلة على هذا الإعلان حتى حصل تغير مفاجئ في موقف السلطات الفرنسية في سورية ولبنان، الأمر الذي أدى إلى وقف العمليات الحربية في دول المشرق. فعلى أثر وصول الجنرال ويغاند بالطائرة إلى دمشق، بناءً على أوامر من حكومة فيشي التي استلمت زمام الحكم في فرنسا المحتلة، أصدر الجنرال ميتلهاوزر أمراً مؤرخاً في 27 حزيران 1940م، أعلن بموجبه إنهاء حالة الحرب في المشرق ضد دول المحور.
وقد قوبل قرار السلطات العسكرية الفرنسية في سورية بالالتحاق بحكومة فيشي ووقف العمليات الحربية في المشرق بكثير من الاهتمام والقلق من قبل الحكومة البريطانية.
وفي مطلع تموز عام 1940، أصدرت وزارة الخارجية البريطانية البيان التالي:
(إن حكومة صاحب الجلالة البريطانية تفهم بأن الجنرال ميتلهاوزر، القائد الأعلى للقوات الفرنسية في المشرق، قد أعلن وقف العمليات الحربية في سورية، ولكن حكومة جلالته لا تعتبر أن ذلك يعني أنه في حالة محاولة ألمانيا أو إيطاليا القيام بمحاولة احتلال سورية أو لبنان في مواجهة القيادة البريطانية القيادة البريطانية الحربية، فإن القوات الفرنسية ستقف مكتوفة الأيدي، فلا تقاوم هذه المحاولة.
وجلاء لكل ريبة، فإن حكومة جلالته تعلن، في كل الأحوال، بأنها لن تسمح باحتلال سورية ولبنان من قبل إحدى الدول المعتدية، ولا باستعمالها كقاعدة للهجوم على دول الشرق الأوسط التي تعهدت بالدفاع عنها، أو لتصبح مسرحاً لأعمال الفوضى التي تهدد سلامة تلك الدول.
ولذا فإنها تعتبر نفسها حرة، في مثل تلك الظروف، في اتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية للحفاظ على مصالحها. وكل إجراء قد تضطر لاتخاذه تنفيذاً لهذا البيان ليس من شأنه المساس بمستقبل وضع البلاد الخاضعة حالياً للانتداب الفرنسي).
المصدر: صحيفة التايمز اللندنية، العدد الصادر في 2 تموز 1940م.
الجمل - قسم الدراسات
إضافة تعليق جديد