عقود »التقارب« جاهزة لتوقيع الأسد وساركوزي
العقود التي سيوقع عليها الرئيسان بشار الأسد والفرنسـي نيكولا سـاركوزي، في زيارته إلى دمشق في أيلول المقبل، جاهزة.
نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري اختتم يومين من اللقاءات الاقتصادية والتقنية لإنجاز مسودة الاتفاقات التي تمنح للتقارب السوري الفرنسي مضامينه الاقتصادية والاستراتيجية.
لم يبدد السوريون والفرنسيون وقتهم سدى، بالاكتفاء بانتظار وصول ساركوزي إلى دمشق. وخلال أسابيع يجب أن ينهي الخبراء نصوص الاتفاقيات الجديدة لكي يمهرها الأسد وساركوزي بالأحرف الأولى، ليكرسا عهداً جديداً من العلاقات الدبلوماسية.
وباستثناء اتفاقات لشراء ٥٠ طائرة »آيرباص«، ١٠ منها عبر عقود استئجار لعشرة أعوام، تتمحور جميع الاتفاقات الأخرى حول ميادين الطاقة، مقام حلقة وصل ما انقطع من العلاقات السورية الفرنسية، التي تستأنف، تقريبا، من النقطة التي توقفت عندها قبل أربعة أعوام، وفي الميادين ذاتها.
وتشكل اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية اختباراً أولياً لهذا التقارب، وللفرنسيين الذين تعهدوا بتسريع إخراجها من حيز التجميد، الذي وضعوها فيه بأنفسهم، قبل أربعة أعوام. وكانت باريس وعدت أن يبدأ العمل بها قبل نهاية الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي في كانون الثاني المقبل. ولكن الاتفاقية لن تعود إلى بروكسل لإبرامها، قبل أن ينهي، خبراء سوريون، إضافة بعض التعديلات عليها.
ويعود القطاع النفطي الفرنسي بقوة إلى سوريا. وبعد لقائه مع الدردري، يتكتم مدير التنقيب والإنتاج في »توتال« لاديسلاس باسكويفيتش على آفاق التعاون التي تنتظره في سوريا.
وقال خبير نفطي فرنسي إن »توتال« لا تتوقع اكتشافات كبيرة في سوريا، فهي بلد متوسط الأهمية نفطياً، كما أن قلة الاحتياطي وتراجع الإنتاج السوري من ٤٠٠ ألف برميل يومياً إلى ٣٨٠ ألف برميل، رغم ارتفاع أسعار النفط، لا يمنح سوريا هامشاً كبيراً في المفاوضات. ومن المتوقع أن تقوم »توتال« بتطوير عملية استخراج الغاز في الحقول التي تستثمرها في دير الزور.
ويتكتم الفرنسيون على »اتفاقية إستراتيجية« مع سوريا والعراق، تتعلق ببناء خط جديد للأنابيب مواز لخط كركوك ـ بانياس لتصدير النفط العراقي، وهو الخط نفسه الذي تتفرع منه، قرب مدينة حمص، الأنابيب التي تتجه نحو مصفاة طرابلس اللبنانية. وإذا ما تأكد المشروع، الذي وقع عليه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، تعود فرنسا إلى النفط العراقي عن طريق دمشق. ورغم أن العراق لا يصدر أكثر من ٢,٥ مليون برميل يوميا، إلا أن الإنتاج العراقي سيرتفع في السنوات الخمس المقبلة إلى ٦ ملايين برميل يومياً.
وكانت »توتال« تقدمت، قبل القطيعة الفرنسية السورية العام ،٢٠٠٤ بدراسة عملانية لبناء الخط الجديد، بكلفة ٥٠٠ مليون دولار، على أن تكلف شركة »سترويترانس غاز« الروسية بتنفيذ الإنشاءات، قبل تجميده.
عملياً يستأنف الفرنسيون مع السوريين، مشروعاً إستراتيجياً يتيح لدمشق، أن تكون المنفذ الثاني بعد تركيا (عبر خط كركوك جيهان) لتصدير النفط العراقي. وتبلغ طاقة الخط في الدراسة الماضية مليونا و٦٠٠ ألف برميل يومياً.
ويقول الخبير النفطي الفرنسي إن الشروط الأمنية على القسم السوري من الخط ستكون عاملا مشجعا لتحويل جزء أكبر من النفط العراقي، عبر بانياس، إذا لم تتحسن الأوضاع في العراق، علماً أن الخط لم يعد يتعرض، كما في الماضي، لهجمات أو عمليات نهب، وأصبح قادراً على تصدير مليون برميل باتجاه تركيا.
وكان خط أنابيب كركوك ـ بانياس أغلق العام ١٩٨٢ بقرار من سوريا، التي وقفت مع إيران ضد العراق خلال حربهما، واستمر إقفاله حتى العام ،٢٠٠٠ ما أدى إلى توقف تصدير النفط العراقي إلى مصفاة طرابلس اللبنانية. ولا تلحظ خطة إعادة تشغيل الخط أي مكان للمدينة اللبنانية.
محمد بلوط
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد