كيف يمارس ترامب “هيمنة التصعيد”؟
السفير الفرنسي في الولايات المتحدة جيرار أرو يقول إنه يفضّل شخصاً ليس لديه مشاكل قلبية لمن سيأتي خلفه حول كيفية التعامل مع إدارة ترامب، ويقول إنه لدى اعتراف الأخير بالسيادة الإسرائيلية على الجولان لم يكن وزير الخارجية (مايك بومبيو) على علم بذلك الأمر، ما يعني أنّ عمله السفير أصبح أكثر تعقيداً.
1- ما هي النصيحة التي تقدمها لمن سيأتي خلفك حول كيفية التعامل مع إدارة ترامب؟
الإجابة: أولاً، أفضّل شخصاً ليس لديه مشاكل قلبية. سأعطيك مثلاً: كنا في منتصف شهر أيار/ مايو من السنة الماضية، وكان الجميع في الإدارة يقول لنا إنّ الرئيس ترامب لن يقوم باتخاذ قرار حول الاتفاق النووي مع إيران لأنه لم يتم جدولة اجتماع عن إيران في البيت الابيض. لذا، بالطبع، قمت بإرسال هذه الرسالة إلى باريس، إلاّ أن ترامب انسحب من الاتفاق النووي لأنه لا يحتاج إلى عقد اجتماع.
2- هل هناك أي طريقة لتوّقع ما سيقوم به ترامب أو يقوله أو حول ماذا سيغرّد؟
الإجابة: سأقول لك النصيحة التي تقدّمت بها إلى باريس حول التغريدات. انتقد ترامب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقد اتصل بي أشخاص من باريس للسؤال: “ماذا ينبغي علينا أن نفعل؟” إجابتي كانت واضحة “لا شيء”. لا نفعل شيءً. لانه سيعترض دائماً، هو لا يقبل أن يظهر وكأنه يخسر.
3- لقد كنت سفيراً خلال عهدي الرئيسين الأميركيين باراك أوباما ودونالد ترامب. كيف كان الأمر؟
الإجابة: من جهة، كان لديك هذا البيروقراطي (أي أوباما)، الانطوائي، المتحفظ قليلاً، رئيس مقيد. متعجرف بعض الشيء ولكن بشكل أساسي يقوم كل ليلة بقراءة ملخصات مؤلفة من 60 صفحة، وفي اليوم التالي يعيد إرسال هذه الملخصات مع تعليقاته. وفجأة لديك هذا الرئيس المنفتح (أي ترامب)، “مع فم كبير”، لا يقرأ شيءً.
بالنسبة لسفير، كان لديك إدارة عمل طبيعية مع أوباما. العاملون في مكاتب السلطة التنفيذية يتمكنون من شرح ما يفكر به الرئيس أوباما أو ما سيفعله. وفجأة حصل العكس. الكثير من المكاتب لا تزال فارغة. إنه لأمر مدهش، بعد 55 شهراً، الكثير من الأشخاص يتغيرون في ليلة وضحاها.
في كثير من الأحيان، حتى وزير الخارجية يتفاجأ بإعلان من الرئيس ترامب. حين تم الإعلان عن الانسحاب الأميركي من سوريا في 19 كانون الأول/ ديسمبر، لم يكن أحد على علم بذلك، بما فيهم مدير وكالة الاستخبارات الأميركية.
وفيما يتعلق باعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان لم يكن وزير الخارجية على علم بذلك الأمر، مما يعني أنّ عمل السفير أصبح أكثر تعقيدا.
4-:هل تقدّم تقريراً بشكل منتظم؟ ليس لدينا فكرة عما سيقوم به الأميركيون؟
الإجابة: بالضبط، مما يعني أنه في كثير من الأحيان يكون هناك حاجة إلى أن يتصل ماكرون بترامب. كثيراً ما أضطر إلى إبلاغ باريس: “أنا آسف. لا أعلم. إذا اردتم حقاً معرفة الأمر، ينبغي على الرئيس ماكرون الاتصال بترامب”.
ترجمة الميادين نت -مايكل هيرش
إضافة تعليق جديد