الملبس… ملك مناسبات السوريين وحقائب سفرهم وضيف شرف الأسواق العالمية
لطالما مررنا برائحته الزكية أثناء تجوالنا في حارات الشام القديمة وسحرتنا ألوانه الزاهية وطريقة عرضه.. الملبس أو بيض الحمام كما يسميه السوريون منتج سوري بامتياز لصناعة يتجاوز عمرها المئة عام غزت أسواق العالم وباتت هدية الشام للسوريين في المغترب.
الملبس أو اللوز الطري تسميات كثيرة أطلقت على حبات اللوز المغطاة بالسكر والتي تنتج في معامل دمشقية عريقة ورثها الأبناء عن الآباء يتحدث عنها أحد صناعييها نزير السيوفي فيقول: “ورثنا المحل عن والدي الذي أسسه منذ عام 1923” لافتاً إلى أن أشهر شيوخ كار المصلحة آنذاك كان توفيق القباني والد الشاعر السوري الراحل نزار قباني.
وعن مراحل تطور الصناعة ذكر نزير أن صناعة الملبس الطري كانت تتم على الطبق وتعتمد على الفحم الحجري فيما تتم اليوم عملية التحميص “بالطاسات” وهي عبارة عن حلل كبيرة متحركة بشكل دائري وتعتمد على الغاز مشيراً إلى أن جميع المواد المستخدمة في صناعة اللوز الطري من ثمرة اللوز إلى السكر من خيرات الأرض السورية.
أصوات الآلات تخفيها بوابات الحديد التي تقودك إلى مسار عمل منتظم وخط إنتاج وفير تتفرع عنه صناعات أخرى غير اللوز مثل صناعة الراحة والنوغا والشوكولا الملونة “السمارتي” وجميعها منتجات تصدر بكميات كبيرة إلى أهم الأسواق الدولية والمعروف فيها بـ “الملبس الشامي” بحسب محمود السيوفي.
محمود السيوفي الأخ الأصغر لنزير يقول “مثلما ورثنا مصلحتنا عن والدنا سنورثها لأبنائنا بنفس القيم والمبادئ” مضيفاً إن هذه المصلحة تعتمد على البساطة والدقة في العمل والجودة في الإنتاج.
خلال الحرب لم تتوقف صناعة وإنتاج الملبس كما بين محمود الذي يشغل معمله عشرات العائلات ويقول “نحن في بلد تعرض لحرب وواجه كل الصعوبات والمعوقات واستطاع التغلب عليها فإذا أراد الغرب أن يقطع المازوت والغاز فنحن قادرون أن نعود للعمل على الحطب كما كان آباؤنا”.
وعن طريقة صناعة الملبس يوضح ياسين العامل منذ 15 عاماً في إعداد وصناعة اللوز الطري أنه يمر بمرحلة التحميص والتلبيس في وعاء كبير يدور على النار ليوضع عليه القطر أو السكر المغلي مبيناً أن هناك نوعين من الملبس “غبرة” وهو قليل السكر وطري و “قشرة” وهو كثير السكر وأقسى ومنه الملون.
الملبس بألوانه وأشكاله حاضر في مناسبات السوريين حيث تبين منى أم عبد الرحمن أنها تشتريه بالموالد والأفراح والمناسبات وفيه فائدة كبيرة لأنه مصنوع من السكر واللوز.
ولا تخلو حقيبة مغترب زار الوطن من حفنة من هذه الحلوى المحملة برائحة الوطن وعبق عراقته كما وصفت المغتربة ولاء خالد حيث يرتبط الملبس بعادات وتقاليد السوريين لأنه خاص بالضيافة والمناسبات.
سانا
إضافة تعليق جديد