لقاء روسي أميركي أممي مرتقب حول سورية.. و«جنيف 6» بعد «أستانا 4» في أيار
ردت موسكو بقوة على تصريحات أميركية اعتبرت أن «الوقت حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا» حول سورية، واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن هذا «النهج غير مقبول» ودعت وزارة الخارجية إلى لقاء في جنيف يضم ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، معربة عن اعتقادها أن جولة «جنيف 6» المقبلة ستكون بعد الجولة الرابعة من محادثات أستانا في أيار المقبل.
وأعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش. آر ماكماستر الأحد أن الوقت حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا بشأن دعمها للحكومة السورية وما سماه «أعمالها التخريبية» في أوروبا.
ووفقاً لوكالة «رويترز» قال ماكماستر لمحطة «إيه. بي. سي»: إن دعم روسيا لحكومة الرئيس بشار الأسد أدى إلى استمرار حرب أهلية وتسبب في أزمة متفاقمة في العراق ودول مجاورة وأوروبا، في تجاهل واضح لكل ما سببه غزو بلاده للعراق منذ 2003 وحتى اليوم، وأعرب المسؤول الأميركي عن اعتقاده أن «الوقت حان الآن لإجراء تلك المباحثات الحازمة مع روسيا».
في مقابل ذلك أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس أنه «من المخطط أن يعقد لقاء ثلاثي في جنيف لممثلي روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، ونحن ننتظر الآن تأكيدا من النظراء الأميركيين».
وأضاف: إن نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف قد يمثل موسكو في هذا الاجتماع، معتبراً «أن ذلك سيكون إطاراً جيداً لبحث جميع القضايا، وقبل كل شيء إجراء جولة قادمة من مفاوضات جنيف، وكذلك لتوضيح مواقف الأطراف الخارجية».
وأكد أن الاجتماع الثلاثي قد يتناول موضوع عقد اجتماع وزاري لمجموعة دعم سورية، مشيراً إلى أن ذلك سيتوقف إلى حد كبير على مواقف موسكو وواشنطن والأمم المتحدة.
وبعد تصريحات بوغدانوف قال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السنغالي مانيكور ندياي في موسكو أن بلاده تأمل في ألا تقوم واشنطن بخطوات أحادية الجانب حيال كوريا الديمقراطية، كما فعلت في سورية، وذلك عندما شنت عدواناً على مطار الشعيرات فجر 7 الشهر الجاري.
وتذرعت الولايات المتحدة بعدوانها متهمة الجيش العربي السوري بارتكاب مجزرة بالسلاح الكيميائي في خان شيخون قبلها بيوم واحد وهي المزاعم التي سارت في ركبها فرنسا وبريطانيا وقوى غربية أخرى رغم أن لا تحقيق دولياً حتى الآن أثبت صحة المزاعم أو توصل إلى أدلة تثبته.
وعلق لافروف على تصريحات ماكماستر بالقول: إن مثل هذا النهج غير مقبول، وإن موسكو ستأخذ في الاعتبار تصريحات الرئيس (دونالد) ترامب الذي أكد من جديد استعداده لتحسين العلاقات مع روسيا. وأضاف: إن موسكو مستعدة لمثل هذا التعاون.
وأضاف لافروف: «فيما يتعلق بالاجتماع المقبل حول سورية في جنيف. نعم، إنه من المتوقع أن يعقد بعد 3 أو 4 أيار، أي بعد الاجتماع المقبل في أستانا. ونأمل في أن (المبعوث الأممي إلى سورية) السيد (ستيفان) دي ميستورا سيحدد موعداً مناسباً، لأنه يتوقع حلول شهر رمضان المبارك في نهاية أيار، وربما يجب انتظار انتهائه»، وأكد: «نحن على قناعة بأنه لا ينبغي المماطلة».
من جانبها نقلت وكالة «سانا» عن لافروف قوله: إن الاجتماع المزمع عقده في جنيف نخطط لإجرائه في الثالث أو الرابع من أيار المقبل بعد الاجتماع القادم في أستانا ونأمل أن يجد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا موعداً مناسباً لاستئناف محادثات جنيف إذ تظهر تلميحات بأن المحادثات ستكون بعد شهر رمضان».
وكان غاتيلوف دعا في وقت سابق وفد المعارضة لمحادثات أستانا، وأكد أن الباب مفتوح أمامها للمشاركة في الجولة المقبلة، قائلاً: «من المؤسف قرار المعارضة السورية المسلحة بعدم المشاركة في مفاوضات أستانا، لأن النقاشات في أستانا تتركز بشكل أساسي حول دعم نظام وقف إطلاق النار، ومشاركة الممثلين العسكريين مهمة جداً».
وأضاف: «الدعوة مفتوحة، ولدى المعارضة المسلحة الفرصة الكاملة للمشاركة… ونحن نرحب بممثلين عسكريين عن المعارضة» حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.
في الأثناء تطرقت صحيفة «إيزفيستيا» إلى مسألة الحوار بشأن تسوية الأزمة السورية، وذكرت في مقال لها نقله موقع «روسيا اليوم»: أنه «بسبب الضربات الصاروخية الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية السورية، تراجعت تسوية الأزمة السورية خمس سنوات إلى الوراء – بحسب أعضاء وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف. وعلاوة على ذلك، أعرب أعضاء الوفد عن رفضهم المشاركة في الجولة المقبلة لهذه المفاوضات، في حال استمرار واشنطن بتهديد السلطات السورية».
ونقلت الصحيفة عمن سمته «عضو وفد الحكومة السورية إلى المفاوضات (عضو مجلس الشعب) محمد خير العكام»: أن دمشق تشك في انعقاد الجولة الجديدة لمفاوضات جنيف في شهر أيار المقبل، وقد أكد بقية أعضاء الوفد هذا الأمر، علماً أن العكام لم يكن عضواً في الوفد الحكومي إلى محادثات جنيف في جولتيها الرابعة والخامسة.
كما نقلت الصحيفة عن «عضو لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس الشعب ساجي طعمة: أن مسألة مشاركة دمشق في مفاوضات جنيف لا تزال معلقة. وأضاف: «نحن ملتزمون تماماً بفكرة الحوار والتسوية السياسية للأزمة، بيد أننا لسنا مستعدين لسماع تهديدات واشنطن».
وكانت عقدت في جنيف الجولة الخامسة من محادثات جنيف حيث اختتمت في 31 الشهر الماضي بعد أن استمرت 9 أيام بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية والوفود الأخرى، على حين انتهت الجولة الرابعة في الثالث من آذار الماضي بالاتفاق على جدول أعمال من أربع سلات أبرزها سلة مكافحة الإرهاب.
وكالات
إضافة تعليق جديد