رصد شاحنات تنقل الأسلحة والذخيرة وعبور أكثر من 200 إرهابي من تركيا إلى سورية
أكدت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أنه تم رصد تحرك لشاحنات ضخمة تنقل الأسلحة والذخيرة وعبور أكثر من 200 مسلح من جهة الحدود التركية وانضمامهم إلى فصائل “جبهة النصرة” الإرهابية قرب إدلب.
وحذرت زاخاروفا في مؤتمر صحفي اليوم من أن تنظيمي “جبهة النصرة” و:”أحرار الشام الإرهابيين يواصلان الاعتداءات على مواقع الجيش العربي السوري شمال وجنوب حلب ويحاولان تطويق المدينة مشيرة إلى سقوط نحو 100 شهيد من المدنيين في حي الشيخ مقصود بقصف “جبهة النصرة” الإرهابية حيث يشارك فى هذه العمليات أكثر من 2000 إرهابي.
وبينت زاخاروفا أن نظام وقف الأعمال القتالية في سورية ما زال صامدا رغم استمرار الاستفزازات من قبل الإرهابيين ولا سيما في حلب وريفها معتبرة أن هذه الاستفزازات تستهدف إحباط نظام وقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ في سورية أواخر شباط الماضي.
في سياق متصل جددت زاخاروفا دعوة النظام التركي إلى مساءلة مرتكبي جريمة قتل الطيار الروسي أوليغ بيشكوف الذي أطلق مسلحون النار عليه عندما كان يهبط بمظلته إثر إسقاط قاذفته /سو24/ بصاروخ تركي في سماء ريف اللاذقية الشمالي في تشرين الثاني الماضي واعتبرت الدبلوماسية الروسية أن القضاء التركي يحاول إغلاق قضية قتل الطيار الروسي مشيرة في هذا الخصوص إلى رفض محكمة تركية مساءلة المشتبه به الرئيسي في ارتكاب هذه الجريمة ألب ارسلان شيليك الذي اطلق النار على الطيار الروسي.
من جانب آخر نفت زاخاروفا قطعيا الاتهامات التي تكررها واشنطن دائما لموسكو بالخروج من الحوار حول منظومة الدفاع المضاد للصواريخ وأعادت التذكير بأن الولايات المتحدة نفسها خرجت في عام 2001 من المعاهدة الخاصة بالحد من منظومات الدفاع الصاروخي كما أنه في أيار الماضي جدد البنتاغون رفضه القطعي تقديم أي ضمانات ملزمة قانونيا بعدم توجيه الدرع الصاروخية ضد روسيا وذلك بالتزامن مع إدراجه روسيا على قائمة المخاطر الكبرى بالنسبة للولايات المتحدة.
وقالت زاخاروفا..”لم تغلق روسيا أبدا باب الحوار لكن الغرب بزعامة الولايات المتحدة علق الحوار الموضوعي بهذا الشأن بشكل نهائي”.
فى سياق آخر أعربت زاخاروفا عن أملها بأن تستمع حكومات الدول الأوروبية إلى أصوات شعوبها داعية إياها إلى إيلاء اهتمام أكبر بالمصالح القومية ومصالح المواطنين بدلا من السير وراء القرارات الضارة وغير القانونية المفروضة من الخارج.
وجاء تعليق زاخاروفا ردا على دعوة تبناها المجلسان النيابيان في مقاطعتين ايطاليتين حول ضرورة إلغاء العقوبات الأوروبية ضد روسيا وتبنى مجلس الشيوخ الفرنسي قرارا غير ملزم يدعو الحكومة إلى اتخاذ موقف أكثر عزما في المشاورات الأوروبية من أجل العمل على رفع العقوبات ضد روسيا.
واعتبرت الدبلوماسية الروسية أن هذه القرارات الأخيرة تؤكد أن العقوبات غير الشرعية المفروضة ضد روسيا تضر بالطرفين أى بروسيا وبمصالح شعوب الدول التي انضمت إلى تلك العقوبات.
من جهته اعتبر مدير إدارة التحديات والتهديدات الجديدة فى وزارة الخارجية الروسية ايليا روغاتشيف أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأخير بخصوص الحرب ضد الإرهاب خلق انطباعا مشوها تماما عن الوضع الحالي في مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي وعوامل التأثير عليه وعرض التهديدات التى يشكلها التنظيم من جانب واحد فقط.
وقال الدبلوماسي الروسي للصحفيين اليوم في موسكو.. أن التقرير الذى أعد وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2253 والذى نوقش قبل أيام قليلة في مجلس الأمن “تجاهل دور القوات الجوية الفضائية الروسية والجيش العربي السوري في محاربة الارهاب كما يتجاهل الدور التركي في الدعم متنوع الأشكال لتنظيم داعش الإرهابي”.
وأضاف روغاتشيف.. إن “التقرير لم يتحدث بكلمة واحدة عن الدور الروسي في تحرير مدينة تدمر ويبدو أن معرفة هذه المعلومات ليست مهمة لأي شخص” موضحا أنه لهذه الأسباب وسعت موسكو التعليق على هذا التقرير إلى أقصى حد ممكن لتظهر الحقائق المتوافرة لديها لتبيان حقيقة الوضع فى الواقع ولفت الانتباه إلى قيام تركيا بتحصينات على الأراضي السورية.
وبين روغاتشيف أن “التقرير كان من شأنه أن يسهم في تعزيز مكافحة تنظيم داعش لو عكس المقترحات المحددة للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بشأن هذه المسألة وعلى وجه الخصوص أن روسيا تنطلق من حقيقة أنه من أجل مواجهة التنظيم بفعالية أكبر يجب فرض حصار اقتصادى تجارى كامل ضده وإغلاق مناطق معينة من الحدود السورية التركية إغلاقا محكما كما يمكن نشر مراقبين دوليين هناك”.
وأضاف روغاتشيف.. إن بناء تركيا التحصينات على أراضي سورية بالقرب من الحدود هو عمل غير قانوني ويشكل انتهاكا للقانون الدولي وقال “هذا خرق لحدود دولة ذات سيادة وانتهاك لسيادتها”.
وبين الدبلوماسي الروسي في تعليق على طلب بلاده من الأمم المتحدة للتحقق من المعلومات عن التحصينات التي أقامتها تركيا على أراضي سورية بأن “المعلومات حول بناء التحصينات التركية على الأراضي السورية ظهرت في المراجع العلنية منذ نهاية العام الماضي”.
وقال روغاتشيف..”لقد كان هناك العديد من التقارير عن أن الأتراك يقومون بأعمال هندسية فنية في بناء تحصينات على امتداد مسافات قصيرة من الحدود وبعمق عشرات إلى مئات الأمتار منها داخل الأراضي السورية” مشددا على أن أي أعمال من هذا القبيل تنفذ من دون موافقة الحكومة السورية تعتبر انتهاكا صارخا.
وأشار روغاتشيف إلى أن الدولة السورية لفتت الانتباه مرارا إلى هذه الأعمال ولكن البلدان الأخرى وبعض وسائل الإعلام المنحازة تجاهلت كل هذه الحقائق.
وكالات
إضافة تعليق جديد