تنظيم «داعش» ينجح في اختراق «النصرة» وعصابات «شهداء اليرموك» تطلق معركة درعا
تزداد المؤشرات على سعي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) إلى الدخول إلى محافظة درعا، وتأمين موطىء قدم له في المدينة الوحيدة التي لم تعرف له وجوداً فيها بين المحافظات الساخنة منذ بدء الأزمة السورية. ويأتي ذلك في الوقت الذي يقترب فيه موعد «الساعة الصفر» لإطلاق «معركة مدينة درعا»، بحسب نشطاء.
وأعلن «لواء شهداء اليرموك»، في بيان مصور أمس الأول، عن توسيع نطاق «عمله الجهادي»، وذلك بالدخول إلى مدينة درعا بعتاده وأسلحته الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، مؤكداً أنه «سيشارك في كل العمليات العسكرية على أرض مدينة درعا مع إخواننا جنباً إلى جنب، وذلك حتى تطهير آخر شبر من أرضها وأرض سوريا الحبيبة من دنس عصابات الشرك والطغيان، عصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد والمجوس». يشار إلى أن «لواء شهداء اليرموك» يتمركز في الأصل في الريف الشمالي والشمالي الغربي من محافظة درعا.
وأكّد ناشط معارض، مقرّب من «لواء شهداء اليرموك»، أن «هذه الخطوة تعني إطلاق معركة تحرير مدينة درعا»، مشيراً إلى أن «هذه المعركة طال انتظارها، لكن المهم أنها أتت أخيراً». والمقصود «تحرير» درعا المحطة التي يسيطر الجيش السوري عليها بشكل شبه كامل، بينما تسيطر الفصائل الإسلامية وبعض الفصائل المسلحة الأخرى على درعا البلد، باستثناء بعض الأحياء التي بقيت تحت سيطرة الجيش السوري.
وقد اشتهر «لواء شهداء اليرموك» بشكل خاص بعد تبنيه المسؤولية عن احتجاز عدد من عناصر قوات حفظ السلام قبل إطلاق سراحهم، بموجب تسوية جرى الاتفاق عليها منتصف العام الماضي. كما يحرص «اللواء» على إحكام سيطرته على المنطقة الحدودية بين سوريا والأردن، وتقديم نفسه على أنه هو حرس هذه الحدود. وكان أصدر بياناً منذ فترة قريبة، شدد فيه على أن كتيبة «لا إله إلا الله» التابعة له هي وحدها المخولة بمهمة حرس الحدود.
ويأتي هذا التطور في ظل تجدّد الحديث، عما كشفنا عنه من وجود حرب خفية بين «جبهة النصرة» من جهة و«داعش» من جهة ثانية على خلفية محاولة الأخير الدخول إلى محافظة درعا، ورفض «النصرة» لذلك بكل حزم.
وأشرنا في حينه نقلاً عن مصدر إلى قيام «داعش» بفتح خطوط اتصال مع بعض قيادات «الجهاديين الأردنيين» في درعا لمحاولة إقناعهم بالانشقاق عن «النصرة» والانضمام إليه، علماً أن الأردنيين يشكلون العمود الفقري لـ«جبهة النصرة» في درعا، سواء من حيث العناصر أو من حيث «الأمراء والقادة». وتأكيداً لذلك وردت خلال الأسبوع الماضي معلومات متواترة عن وصول هذه الاتصالات بين «داعش» وبين القياديين الأردنيين في «جبهة النصرة» إلى مراحل متقدمة، أثمرت عن إقناع عدد من أتباع «النصرة»، لاسيما في المنطقة الغربية من درعا، بالانشقاق عنها والانضمام إلى «الدولة الاسلامية».
وأثار هذا الأمر غضب «جبهة النصرة»، التي تخشى جدياً من تمكن «داعش» من وضع قدم له في درعا، مع ما يعنيه ذلك من إمكانية انتقال المعارك الدائرة بينها وبينه من المنطقة الشرقية في ريفي الحسكة ودير الزور إلى المنطقة الجنوبية، التي بقيت حتى الآن بعيدة عن أجواء «الفتنة الجهادية» التي ضربت أطنابها بين الطرفين منذ نيسان الماضي.
وأكد الناشط الإعلامي، المقرّب من «جبهة النصرة»، قيصر حبيب أن «دخول داعش إلى درعا سيعيد المدينة إلى نقطة الصفر». والغريب أن حبيب طالب «داعش» في مداخلة متلفزة بالتوجه والمشاركة في معركة كسب بدل نقل الفتنة إلى المنطقة الجنوبية، رغم أن خروج «داعش» من الساحل كان شرطاً مسبقاً، غير قابل للنقاش، من أجل إطلاق معركة كسب من قبل بعض الفصائل الإسلامية المتشددة، التي ساءت علاقتها مع «داعش» ووصلت إلى حد قتاله، مثل «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة». أما «شام الاسلام»، ثالث الفصائل التي أطلقت معركة كسب، فقد حافظت على حيادها ولم تشترك في قتال «داعش».
وفي سياق متصل، نفى «لواء شهداء اليرموك» انشقاق أي كتيبة عنه، مشيراً إلى أن تشكيلاته لا تتضمن كتيبة باسم «اسود السنة» التي أعلنت انشقاقها عن «اللواء» في وقت سابق، مع العلم أن «أسود السنة» تعتبر من الكتائب النادرة في درعا التي أسست علاقات قوية مع «داعش»، من دون ورود معلومات ما إذا كانت بايعته أم لا. وذلك بالإضافة إلى تنظيم «جماعة بيت المقدس الإسلامية»، الذي يتكون بمعظمه من فلسطينيين ومصريين. ومن المتوقع أن يكون هذان الفصيلان بمثابة مصراعَي الباب اللذين سيدخل منهما «داعش» إلى مدينة درعا، سواء رضيت «النصرة» أم رفضت.
عبد الله سليمان علي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد