معهد واشنطن: عن إشراك سوريا وبدائل النظام
الجمل: نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ورقة الرصد السياسي رقم 1168، والتي حملت عنوان (إشراك سوريا: بدائل للنظام)، والتي أعدها الباحث سيز ويكاز، بتاريخ 1 كانون الأول 2006م.
في مستهل الورقة يقول الكاتب أنه تبقت فترة أقل من أسبوع أمام لجنة بيكر- هاميلتون (مجموعة دراسة العراق)، لكي تقدم توصيتها المتعلقة بالإشراك الدبلوماسي لسوريا وإيران في ملف العراق. ويشير الكاتب إلى أن إدارة الرئيس بوش قد ظلت لفترة طويلة ترفض بحزم الحوار مع سوريا، متذرعة بأن دمشق قد اختارت أن تربط قدرها ومصيرها مع وإلى جانب قوى العنف والتطرف. كذلك فقد ظلت الإدارة الأمريكية تفتح أبوابها أمام أعضاء جماعات المعارضة السورية.
تنقسم ورقة الرصد السياسي إلى ثلاثة اجزاء هي: الخلفية، المعارضة السورية، والاستنتاجات. ويمكن استعراض هذه الأجزاء على النحو الآتي:
• الخلفية: تشير الورقة إلى حدثين بارزين هما:
- زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد.
- اغتيال بيير الجميل.
ويحاول كاتب الورقة أن يستخدم الحدث الثاني بما يؤدي على نفي مصداقية توجهات سوريا إزاء استئناف مرحلة جديدة من العلاقات السورية- العراقية. كذلك يحاول الكاتب التشكيك في جدوى الدور الإقليمي السوري، زاعماً أنه سوف يؤدي إلى توسيع دائرة ما سماه (النفوذ السوري) في المنطقة.
• المعارضة السورية: وفي هذا الجزء يقوم الكاتب برسم خارطة لقوى وحركات المعارضة السورية:
- جبهة الخلاص الوطني: وتتكون من المنشق السوري عبد الحليم خدام، وزعيم الاخوان المسلمين السوريين صدر الدين البيانوني، وتعاني هذه الجبهة، برأي الكاتب، من نقطتي ضعف هما:
* عدم وجود تأييد شعبي للمنشق عبد الحليم خدام.
* عدم قبول الإدارة الأمريكية لادعاءات زعيم الاخوان المسلمين بأنه يؤيد العلمانية.
- حزب الإصلاح السوري: وهو حزب قام بتكوينه المهاجر السوري- الأمريكي فريد الغادري، ويقول الكاتب بأن نقاط ضعفه تتمثل في الآتي:
* عدم وجود أي شعبية له داخل سوريا.
* تبنيه العداء المتطرف ضد الطائفة العلوية عن غير الطوائف الأخرى.
* ترويجه الشديد –المبالغ فيه- للارتباط والتعاون مع إسرائيل.
- جماعة إعلان دمشق: وتكونت من الموقعين على عريضة اكتوبر عام 2005م، ويرى الكاتب بأنهم يعملون بطريقتهم الخاصة، ملمحاً إلى أنهم يتفادون التعامل مع أمريكا، حتى لا يوصمون بالتواطؤ مع أمريكا.
• الاستنتاجات: يخلص الكاتب إلى أن الأزمة العراقية، وحزب الله وإيران، قد عززوا موقف دمشق بشكل كبير كلاعب رئيسي في المنطقة، كذلك يقول الكاتب بأن قيام واشنطن بممارسة الضغوط والعزل المستمر ضد سوريا، قد جعل دمشق تعزز روابطها مع حزب الله وإيران، وحالياً مع تركيا، بحيث أصبحت دمشق أكثر عناداً في مواجهة أمريكا.. كذلك فإن قيام الحركات المعارضة السورية بأي عمل شعبي داخل سوريا، أصبحت غير ممكنة بسبب الضعف وحالة عدم التأييد والعزلة الشعبية التي تعاني منها هذه المعارضة.
وتجدر الإشارة إلى أن كاتب الورقة، سبق أن لمح في بداية الجزء الثاني قائلاً: إنه على ضوء الحقائق الماثلة حالياً، فإن المشكلة التي أصبحت تواجه المسؤولين الأمريكيين في وزارة الخارجية والبنتاغون والبيت الأبيض تتمثل في أن الواقع الإقليمي القائم في المنطقة، قد قلل بقدر كبير من عدد الخيارات التي يمكن أن تنتهجها الإدارة الأمريكية إزاء سوريا.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد