وفاة طفلة في مخيم الزعتري حرقاً
أعلنت الأمم المتحدة أمس عن ارتفاع أعداد الذين يحتاجون إلى المساعدة داخل سورية إلى أكثر من أربعة ملايين شخص، وذلك في حين ذكرت أن عدد السوريين الذين غادروا بلادهم هرباً من العنف الذي تمارسه المجموعات المسلحة تجاوز عتبة الـ850 ألفاً، على حين تواصلت محاولات المتاجرة بآلامهم في سوق النخاسة الدولية.
وفي حادث أليم يعكس مدى معاناة النازحين عن وطنهم الأم في مخيمات اللجوء، توفيت أمس الطفلة السورية لميس صلخدي جراء اندلاع حريق في خيمة أهلها بمخيم الزعتري للاجئين السوريين.
وخلال المنتدى الإنساني السابع حول سورية الذي تستضيفه الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية قالت مساعدة مدير الوكالة الدولية للتنمية الدولية (يو أس أيد) نانسي ليندبورغ «يسرّني أن أعلن أن الولايات المتحدة تقدم 19 مليون دولار كمساعدة إنسانية إضافية للشعب السوري. وهذا يرفع المساعدة الإنسانية الأميركية رداً على هذه الأزمة إلى 385 مليوناً للسوريين في سورية والدول المجاورة»، متجاهلة الدور الذي لعبته بلادها في ما وصل إليه حال السوريين.
ويشارك في المنتدى مسؤولون رفيعو المستوى من وكالات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعات إنسانية أخرى.
وأضافت ليندبورغ أنه «بغض النظر عن الانتماء السياسي نحن نوجّه الدعم إلى الأشخاص الأكثر ضعفاً ونقوم بذلك بالتنسيق مع ائتلاف المعارضة السورية»، ودعت جميع الأطراف في سوريا الى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين أينما وجدوا.
بدورها، أعلنت مديرة مكتب الأمم المتحدة المكلف الشؤون الإنسانية فاليري اموس أن الحكومة السورية رفضت طلباً من الأمم المتحدة للسماح بتسليم مساعدات إنسانية إلى شمال سورية عبر الحدود التركية.
وينص قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة على وجوب الحصول على موافقة سلطات الدولة المعنية لتوزيع المساعدات ضمن أراضيها.
وأوضحت آموس أيضاً أنها «أنهت المشاورات» حول الإيفاء بالوعود التي أسطلقت في مؤتمر الكويت في 30 كانون الثاني لتقديم هبات بقيمة مليار ونصف مليار دولار.
في ذات السياق أفادت أرقام نشرها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في جنيف أمس عن بلوغ عدد المحتاجين للمساعدة داخل سورية أكثر من أربعة ملايين شخص. وأوضحت هذه الوكالة الأممية، التي تعنى بتنسيق المساعدات الإنسانية في سورية، أن هؤلاء يمثلون ما معدله سوري واحد من أصل خمسة، أي خمس عدد السكان تقريباً.
ويفوق هذا الرقم بأربعة أضعاف ما كان عليه قبل عام في آذار 2012 حيث قدر المكتب آنذاك عدد المحتاجين إلى مساعدة بمليون شخص.
والأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة يتركزون عموماً في ثلاث مناطق، في حلب وحمص ودمشق.
وأطلق المكتب نداء لجمع أموال بقيمة 519 مليون دولار لمساعدة هؤلاء المحتاجين، لتأمين تمويل 20.5% فقط منها.
وأبرز المانحين هم الولايات المتحدة (46.5% في الإجمال) والاتحاد الأوروبي (20.6%) وبريطانيا (7.3%) وروسيا (7.1%).
وبحسب المكتب يفر نحو خمسة آلاف سوري كل يوم من أعمال العنف إلى دول مجاورة.
من جانبه، قال متحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة: «في تاريخ 17 شباط (الأحد) أحصينا نحو 850 ألف سوري مسجلين لاجئين أو في انتظار التسجيل».
وتوقعت الأمم المتحدة في كانون الأول الماضي أن يبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين في البلدان الأربعة المجاورة لسورية (الأردن ولبنان والعراق وتركيا) 1.1 مليون بحلول حزيران إذا لم تتوقف الأزمة.
إلى ذلك توفيت أمس طفلة تبلغ من العمر سبعة أعوام فيما أصيب والدها واثنان من أشقائها بحروق متوسطة نتيجة حريق شب بخيمتهم في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وذلك في حادث ليس الأول من نوعه.
وقال المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود: إن «حريقاً لم يتضح سببه بعد شب بخيمة في مخيم الزعتري ما أدى إلى وفاة الطفلة لميس (7 أعوام)».
وأضاف الحمود: إن «الحريق الذي شب بعد منتصف ليل الثلاثاء أدى إلى إصابة والد الطفلة زياد الصلخدي وشقيقيها وهما بعمر 9 و5 أعوام بحروق متوسطة».
ونفى احتراق عدد آخر من الخيام، ولم يشر إلى سبب الحريق، وقال إنه جار التحقيق في الأمر.
وإثر الحادث تظاهر نحو 50 شخصاً احتجاجاً على ما حصل.
ويقيم نحو 83 ألف لاجئ سوري في مخيم الزعتري الذي يقع في محافظة المفرق، شمال المملكة قرب الحدود مع سورية.
واتهم رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي الدول التي تستضيف المهجرين السوريين بـ«الاتجار بهم» من أجل الحصول على مساعدات «مادية ومعنوية» وقال أمام جلسة مجلس الشعب الأحد «هم يقدمون قاعدة بيانات صورية غير حقيقية بأن أعداد المهجرين أو المتضررين السوريين وصل إلى 600 ألف مواطن في تلك الأقطار، ولكننا نقول لكم إن الأعداد لا تتجاوز مئتي ألف مواطن أو متضرر يقيمون في هذه المخيمات».
المصدر : وكالات
إضافة تعليق جديد