موسكو ترى في خطة الأسد أساساً للحل وواشنطن ترفض «الحكومة المؤقتة»
أعلنت موسكو، أمس، أن الخطة التي تقدم بها الرئيس بشار الأسد قد تكون أساسا جيدا لتسوية الأزمة في سوريا، فيما حذر ملك الأردن عبد الله الثاني من «أفغنة» سوريا، موضحا أن العالم سيضطر للتعامل مع حركة «طالبان جديدة» في سوريا، مشددا على ضرورة الحفاظ على الجيش السوري في أي نظام جديد لتجنب الفوضى التي سادت العراق بعد الغزو الأميركي في العام 2003.
واعترف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن النظام السوري لن يسقط خلال أسابيع، وكشف أن المشاورات الروسية ـ الأميركية حول سوريا، لم تصل بعد إلى نقطة التوافق على تسوية ما. واعترف ديبلوماسي فرنسي بوجود خلافات في الرأي مع الولايات المتحدة حول «الحكومة المؤقتة» التي تعارضها واشنطن، ويبدو الاعتراض الأميركي وازنا في تحديد مستقبل «الائتلاف»، وعلى مسافة كبيرة من الإيقاع الفرنسي.
في هذا الوقت، قال ديبلوماسي عربي في نيويورك إن المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «لا يرى خلافا كبيرا بين ما تريده أميركا وروسيا من المنطقة، فكلاهما يخشيان الإسلاميين، لكن روسيا ترى حتى اليوم ضمانتها في حكومة الأسد بسبب الانقسام والفضائح التي تحيط بالمعارضة السورية».
قال الملك الأردني عبد الله الثاني، في دافوس، إن من يعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط خلال أسابيع لا يفهم الوضع المعقد وميزان القوى. وأضاف أن إحدى المشكلات الكبرى هي أن مقاتلي تنظيم «القاعدة» أقاموا قواعد في سوريا العام الماضي وأنهم يحصلون على أموال وعتاد من الخارج. وتابع إن «طالبان الجديدة التي سيضطر العالم للتعامل معها ستكون في سوريا»، مشيرا إلى أن «القوات الأردنية لا تزال تحارب في أفغانستان مقاتلي طالبان إلى جانب قوات يقودها حلف شمال الأطلسي». وتابع «حتى إذا تحقق السيناريو الأكثر تفاؤلا فإن تخليص سوريا منهم سيستغرق ثلاث سنوات على الأقل بعد سقوط النظام السوري».
وطالب الملك الأردني «القوى الكبرى بوضع خطة واقعية وجامعة للانتقال في سوريا»، موضحا «من الضروري الحفاظ على الجيش ليكون العمود الفقري لأي نظام جديد لتجنب الفوضى التي سادت في العراق» بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 .
وقال رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، في دافوس، «أنا لست عضوا في الحكومة (السعودية)، ولهذا لست مضطرا للتحدث بديبلوماسية. اعتقد أننا نرسل أسلحة، وإذا لم نكن نرسل أسلحة فانه سيكون خطأ مروعا من جانبنا». واعتبر أن تحقيق التكافؤ العسكري بين قوى المعارضة والقوات السورية يجب أن يكون مصحوبا بمبادرات ديبلوماسية، مشيرا إلى أنه بالإمكان اختيار «الأخيار من المعارضة وتزويدهم بهذه الوسائل بما يعزز مصداقيتهم».
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في اتصال هاتفي بينهما، عن دعمهما لجهود المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لإيجاد تسوية سياسية للأزمة في سوريا على أساس بيان جنيف.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، في مقابلة مع صحيفة «ناشيونال انترست» الأميركية نشرت أمس، عما تنوي موسكو القيام به لحل النزاع السوري، وحول ان العديد من النواب الأميركيين لا يرضيهم رفضها رحيل الأسد، «يجب أن يكون السؤال كالآتي: ماذا يجب أن نفعل جميعا لحل الأزمة السورية، لأن العديد من الدول تقدم شتى أشكال الدعم للمتمردين والمعارضة، الأمر الذي لا يساعد على إيجاد حل قابل للحياة بل على العكس يزيد الوضع في سوريا سوءاً».
وأضاف أن «القيــادة الروسية ترى أنه من الضــروري أن يقوم جميع المتنازعــين، بمن فيهم الرئيس الأسد والمعارضون، بتقــرير مصير سوريا». وتابع «نعتــقد أن الخطة التي اقترحها الرئيــس الأسد تمثل امتدادا لاتفاقات جنيف، وتستطيع أن تشكل أساسا جيدا للمحاولات اللاحقة لحل هذه المشكلة».
وفي نيويورك، تقول مصادر مطلعة إن الإبراهيمي سيمدد إقامته إلى ما بعد تقديم مطالعته أمام مجلس الأمن الثلاثاء المقبل، وسيكون له لقاء موسع مع المندوبين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، من دون تحديد موعد لهذا اللقاء.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد