ماتوزوف يعلق على تصريحات بوغدانوف حول ثبات الموقف الروسي بشأن سورية

يجب عدم استبعاد انتصار المعارضة في الأزمة السورية، حسبما قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في خطابه خلال لقاء الغرفة الاجتماعية وهي هيئة استشارية مسؤولة عن العلاقات بين المواطنين الروس وسلطات البلاد.

فقد قال فيما يتعلق باستعداد المعارضة المسلحة للنصر إنه لا ينبغي استبعاد احتمال انتصار المعارضة. وأشار بوغدانوف إلى ثقة المعارضة بنصرها وتأكيدها أنها على وشك الاستيلاء على حلب ودمشق، كما أن الاعتراف بالمعارضة وتجهيز المسلحين والتمويل والأسلحة من الخارج كل ذلك يشجع المعارضة.

واعتبر العديد من وسائل الإعلام تصريحات بوغدانوف علامة لاستعداد روسيا لتغيير موقفها بشأن سورية وعلى مقربة لدعم رحيل الرئيس بشار الأسد، ولكن هذا الانطباع خاطئ، الأمر الذي يستمد من كلام بوغدانوف، فقد أكد نائب الوزير في سياق الخطاب ذاته أنه على الرغم من كل شيء ستصر موسكو على تنفيذ بيان جنيف وحل الأزمة بطريقة سلمية.

وقد طلبت إذاعة "صوت روسيا" من المستشرق فيتشيسلاف ماتوزوف التعليق على تصريح الدبلوماسي الروسي وقال بهذا الشأن:

نص التعليق:

وسائل الإعلام العالمية استنفرت استنفارا كاملا اليوم بعد التصريح الذي أدلى به نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بخصوص التطورات على الساحة السورية والتطورات خطيرة لأن آلاف من الجماعات المسلحة والمرتزقة ومن كل أنحاء العالم الإسلامي يتسللون إلى سوريا مع السلاح الذي يحصلون عليه من مستودعات بعض دول الخليج ومستودعات ليبية تحت رعاية الولايات المتحدة الامريكية ويخوضون معاركا تخريبية في سوريا ونحن نشاهد انفجارات في دمشق قرب وزارة الداخلية وهناك تهديدات من جبهة النصرة ضد السفارة الروسية والأوكرانية في دمشق وكل هذه التطورات على الساحة الميدانية في سوريا سببت إطلاق تصريح من قبل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف فهو أعطى تقييمه الشخصي للتطورات على الساحة الروسية وهذا صحيح أن لصوص المجموعات الإرهابية تنتشر والعمليات الإرهابية تستمر لتخريب الميزان السياسي والأوضاع الأمنية في كل أنحاء سوريا بما فيها عاصمتها دمشق وبعض وسائل الإعلام الغربية فسرت هذا التصريح لنائب وزير الخارجية الروسي كموقف روسي جديد وتغيير الموقف الروسي من تطورات الأوضاع في سوريا وتقاربه مع موقف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التي تنبثق من ضرورة إسقاط النظام وتنحي الرئيس بشار الأسد وهذا تشويه للموقف الروسي واضح تماما ونحن نفرق بين الحابل والنابل فالأوضاع في الميدان تتدهور ولكن ليس نتيجة لضعف السلطة السورية ولكن نتيجة ازدياد الضغوطات من الخارج فنحن نشاهد آلاف المرتزقة تتسلل من تركيا واليوم كان هناك قتال على الحدود السورية اللبنانية وذلك اثار مشكلة داخلية في طرابلس وهناك كذلك تفجيرات بدأت في مناطق جنوبية لسوريا على الحدود مع الأردن حيث تقع معسكرات التدريب للمتطوعين من خبراء القوات الخاصة الأمريكية وكل هذا دليل واضح أن سوريا تصطدم مع مؤامرة دولية وعلى هذا الأساس فإن الخطر يهدد الروس والسفارة الروسية في دمشق وميخائيل بوغدانوف كان يتحدث عن هذه الناحية ولكن الموقف الروسي لم يتغير وسيرغي لافروف وميخائيل بوغدانوف نفسه أكدا أكثر من مرة أن الأساس في حل المشكلة والأزمة السورية هي قرارات مؤتمر جنيف ولا غيرها ولا يوجد بديل عن الحل السياسي وأن حل المشكلة السورية عن طريقة عسكرة الأزمة تؤدي إلى كارثة وهذه الكارثة ليس لسوريا فحسب بل للمنطقة كلها ولذلك كل الأكاذيب التي ينشرونها هنا وهناك حول الموقف الروسي غير صحيحة وغير سليمة ونحن نسمع القيادة الروسية ونسمع وزراة الخارجية الروسية بشكل واضح وصريح ونحن مع الحل السياسي ونرفض رفضا قاطعا أي حلول عسكرية لأن الحلول العسكرية هو انهيار للشعب السوري ونحن مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

المصدر: إذاعة "صوت روسيا"