اختلاف بين روسيا ودول الخليج حول سوريا وأوباما عن "تجمع قطر" ليس حكومة منفى
اصطدم الموقفان المتناقضان لكل من روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، حول كيفية التعامل مع الازمة السورية، حيث كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على موقف موسكو القائل بأن الأولوية هي لوقف العنف، وأن المطالبة باستقالة الرئيس بشار الأسد لا تساعد على وقف العنف، وهو ما يتباين تماما مع السياسة الرسمية التي تبناها مجلس التعاون.
وشن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، هجوما لاذعا على قطر والجامعة العربية وفرنسا، معتبرا أن اجتماع المعارضة السورية في الدوحة قبل أيام هو «إعلان حرب»، فيما رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بتوحيد صفوف المعارضة، لكنه أكد على انه غير مستعد للاعتراف «بالائتلاف كحكومة في المنفى».
في هذا الوقت، واصلت تركيا «حماية» المسلحين عبر تهديدها بإسقاط الطائرات والطوافات السورية، التي تقوم بمهاجمة بلدة رأس العين الحدودية، إذا انتهكت الأجواء التركية.
وأكد وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ، إن الجيش التركي مستعد للرد على أي انتهاك لمجاله الجوي من قبل الطائرات السورية. وقال إن «قواعد التدخل التي حددها رئيس الوزراء (رجب طيب اردوغان) مازالت سارية»
وقال رئيس الحكومة وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، بعد اجتماع لافروف ووزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض، «لقد تحدثنا مطولا حول الوضع في سوريا وكيفية إيجاد حل»، مضيفا إن «الجانب الخليجي كانت له وجهة نظر، والروس كانت لهم وجهة نظر أخرى، ولم يصل الجانبان إلى اتفاق في وجهات النظر».
وقال لافروف، الذي التقى نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل على انفراد، إن «إهراق الدم في سوريا مشين والأولوية لوقف العنف». وشدد على «ضرورة العمل مع طرفي النزاع في سوريا من أجل وقف سفك الدماء». وأعلن أن المعارضين في الخارج بحاجة إلى ضم المعارضة داخل سوريا إلى صفوفهم. وحث كل جماعات المعارضة على توحيد الصف وتشكيل فريق للتفاوض مع الحكومة.
وأضاف لافروف أن «روسيا ترى بيان جنيف لمجموعة العمل حول سوريا أساسا كافيا للعمل من أجل حل الأزمة بطريقة سلمية، وأنه لا توجد هناك حاجة لاتخاذ قرار أممي جديد بشأن سوريا». وشدد على «عدم وجود حلول عسكرية للأزمة السورية»، مشيرا إلى أن «تقديم مطالب باستقالة الرئيس السوري بشار الأسد لن يؤدي إلا إلى استمرار سفك الدماء».
وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف انتقد، في مقابلة مع صحيفة «هلسينغين سانومات» الفنلندية نشرت أمس، المواقف «المنحازة» التي تتخذها دول تدعم المعارضة. وقال «إننا لا ندعم أحدا في هذا النزاع، لا الرئيس (السوري بشار) الأسد ولا المتمردين، خلافا لما يظنه الناس عموما». وأضاف «لكن مع الأسف، وجهة نظر بعض الدول منحازة: بعضها يقول يجب أن يرحل (الأسد) فورا والبعض الآخر (يريد) ارسال أسلحة، وهذا خطأ حسب رأيي».
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مؤتمر صحافي في واشنطن، «أرحب بكون المعارضة السورية أسست مجموعة يمكن أن تكون متجانسة اكثر من السابق، سنتحدث إليهم»، مشيرا الى ان واشنطن يمكن ان تتعامل مع «الائتلاف على انه ممثل شرعي للشعب السوري»، لكنه استدرك «نحن غير مستعدين للاعتراف بهم كحكومة في المنفى، الا اننا نعتقد انها مجموعة تتمتع بصفة تمثيلية». واضاف «نعتبرها بمثابة تمثيل شرعي لطموحات الشعب السوري». وتابع ان «احدى المسائل التي سنواصل التشديد عليها هي التأكد من ان هذه المعارضة تتجه نحو سوريا ديموقراطية ومعتدلة وتشمل» كل المجموعات.
واعلن اوباما ان الولايات المتحدة لا تفكر حاليا بإرسال اسلحة الى المعارضين لانها تتخوف من ان تقع في ايدي متشددين.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد «قرأنا اتفاق الدوحة (الذي توصلت إليه المعارضة) الذي يتضمن رفضا لأي حوار مع الحكومة»، معتبرا أن هذا الاجتماع «هو إعلان حرب». وكان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» التزم «بعدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام»، داعيا إلى تفكيك الأجهزة الأمنية السورية.
وأضاف المقداد «لا يريد هؤلاء (المعارضون) حل المسألة سلميا»، في حين يدعو النظام «إلى حوار وطني مع كل من يريد الحل السلمي». وانتقد موقف دول مجلس التعاون الخليجي من «الائتلاف»، واعتبارها إياه «ممثلا شرعيا للشعب السوري».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد