خلاف المكان يطيح لقاء «حماس» و«فتح»
بعد طلب «فتح» نقل مكان لقائها مع حركة «حماس» من العاصمة السورية دمشق، وإصرار الحركة الإسلامية على المكان، كان من الطبيعي أن يكون مصير لقاء المصالحة، الذي كان مقرراً اليوم، الإلغاء أو على الأقل التأجيل، ولا سيما أن إشارات الخلاف كانت سابقة.
وأكد عضو المكتب السياسي لـ«حماس» عزت الرشق من دمشق أن حركة «فتح» «اعتذرت عن حضور لقاء المصالحة في دمشق». وأضاف: «بالرغم من استهجاننا لموقف حركة فتح، إلا أننا حرصاً منا على إنجاز المصالحة وسدّ كل الذرائع، فإننا سنتواصل مع الإخوة في فتح لترتيب موعد بديل لعقد اللقاء في أسرع وقت ممكن».
وفي غزة، قال المتحدّث باسم «حماس» فوزي برهوم إن طلب «فتح» نقل اللقاء من دمشق «غير مبرر وغير مقنع. نحن نستهجن موقف فتح المصر على هذا التغيير للمكان، وهذا عكس ما اتفقنا عليه في لقاء دمشق الأخير، ونحن أبلغنا فتح أن اللقاء هو في المكان نفسه في دمشق».
وفي رام الله، أعلنت مصادر في «فتح» أن الحركة طلبت من حماس نقل اللقاء من دمشق إلى بيروت «أو أي مكان آخر»، إلا أن «حماس» رفضت هذا الطلب.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد إن حركته تنتظر من «حماس» «تحديد موعد ومكان جديدين» لاستكماله. وأضاف: «حتى هذه اللحظة لا جديد، ونحن خولنا حركة حماس اختيار مكان وزمان جديدين لهذه الجلسة، وننتظر منهم الرد».
وذكر الأحمد أنه «لم توافق حماس على الفور على طلب نقل مكان الاجتماع، وطلبت مزيداً من الوقت للتشاور في شأن المكان المحدد»، مشيراً إلى أن «فتح» أعطت «حماس» حرية اختيار المكان في أي عاصمة عربية أخرى أو حتى في تركيا. وأشار إلى أنّ «على حماس أن تتفهم طلب فتح بنقل مكان الاجتماع من دمشق بسبب الأجواء السلبية التي سادت قمة سرت والنقاش الذي جرى بين الرئيسين بشار الأسد و محمود عباس».
وأبدى القيادي في «فتح» مخاوفه «من استغلال حماس طلب نقل مكان الاجتماع لإفشال جهود المصالحة»، لكنه قال إن «الاتصالات التي أجريت مع قادة الحركة في دمشق لم تشر إلى ذلك واقتصرت على طلب مهلة زمنية للتشاور».
وأوضح أن الاجتماع المقبل سيركز على تبادل وجهات النظر في ما يخص قضية الأمن، لا حسمها نهائياً «لأن موضوع الأمن سبق أن نوقش بالتفصيل في الحوار الشامل والحوار الثنائي، وهناك كثير من النقاط سبق أن اتُّفق عليها».
وكانت مصادر مطّلعة قد كشفت عن اتخاذ حركة «فتح» قراراً يقضي بإرسال وفد قيادي رفيع المستوى إلى بيروت اليوم بدلاً من دمشق للقاء قيادات حركة «حماس» بغية التباحث في ملف الأمن، الذي وُصف بأنه «العقدة الأساسية في طريق تحقيق المصالحة الفلسطينية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد