كيف ترى إسرائيل حربها الشمالية القادمة ضد حزب الله وسوريا

18-09-2010

كيف ترى إسرائيل حربها الشمالية القادمة ضد حزب الله وسوريا

الجمل: بدأ المشهد الشرق أوسطي في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، صباح اليوم ومساء الأمس وهو يأخذ طابعاً متعاكساً، فبينما يتحدث بعض الخبراء عن ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية الوقائية الأمريكية باتجاه الدفع للأمام من أجل تحقيق السلام، فقد تحدث خبراء آخرون عن ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية الوقائية الأمريكية لجهة الاستعداد من أجل إدارة الوضع الشرق أوسطي الجديد الذي سوف ينشأ على خلفية الحرب الجديدة المحتملة: ما هي حقيقة سردية الحرب الشرق أوسطية الجديدة؟ وما هي ترسيمات خطوط سيناريو هذه الحرب؟ وما هي أبرز رهاناتها؟
* الحرب الشرق أوسيطة الجديدة: توصيف المعلومات
نشرت دوائر اللوبي الإسرائيلي تقريراً مفصلاً تحدث عن الحرب الشرق أوسطية الجديدة المحتملة، وفي هذا الخصوص نشير إلى النقاط والتفصيلات الآتية:
• حمل التقرير عنوان (إذا جاءت الحرب: إسرائيل في مواجهة حزب الله وحلفائه).
• حجم التقرير: 60 صفحة من القطع المتوسط.
• إعداد التقرير: قام بإعداده جيفري وايت خبير جماعات اللوبي الإسرائيلي في الشئون العسكرية-الأمنية.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن تقرير الخبير جيفري وايت قد سعى لمقاربة سيناريو الحرب الشرق أوسطية الجديدة المحتملة، من خلال النقاط الآتية:خرائط جيفري وايت الإستارتيجية
- إشاعات الحرب.
- الحرب من جانب حزب الله اللبناني.
- الحرب من جانب إسرائيل.
- الحرب ما وراء إسرائيل وما وراء حزب الله.
- الشكوك والتداعيات.
- الاستنتاجات.
يعتبر هذا التقرير من التقارير ذات الأهمية الكبيرة، وذلك لأن جيفري وايت الذي قام بإعداد هذا التقرير، من أبرز خبراء اللوبي الإسرائيلي الذين تلعب تحليلاتهم ودراساتهم دوراً هاماً في تشكيل الأداء السلوكي العسكري-الأمني الإسرائيلي والأداء السلوكي العسكري-الأمني الأمريكي إزاء إسرائيل وإزاء المنطقة؛ وإضافةً إلى ذلك، فإن جيفري وايت الذي يتولى حالياً منصب مسئول معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى للشؤون العسكرية والأمنية، قد سبق وأن قضى 34 عاماً في خدمة وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية، وعلى وجه الخصوص في مجال التخطيط العملياتي والسياسي.
* الملخص التنفيذي: أبرز النقاط والمعلومات
يقول جيفري وايت، بأن الأشهر الماضية قد شهدت نقاشاً كبيراً حول التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله وحلفاءه سوريا وإيران، ويضيف جيفري وايت قائلاً بأن الحرب إذا اندلعت بالفعل في حدود إسرائيل الشمالية، فإنها سوف تكون حرباً متميزة بالآتي:
- الكثير من الاختلاف مع القليل من التشابه مع حرب صيف 2006 التي اندلعت في جنوب لبنان بين القوات الإسرائيلية وحزب الله اللبناني.
- العدد الكبير من الخسائر المادية والبشرية.
- دفع المنطقة باتجاه نتائج جديدة حاسمة لجهة تغيير التوازنات الجيو-سياسية.
هذا، وعلى أساس الاعتبارات المتعلقة بالتحليل العسكري-الأمني المقارن، فقد أشار التقرير إلى النقاط الآتية:
• أطراف القتال: إذا اندلعت الحرب، فإن مجريات المواجهة سوف تكون على النحو الآتي:
- جهود سلوك حزب الله القتالي:
+ الهجوم: شن الهجمات الصاروخية المكثفة ضد الأهداف الإسرائيلية المدنية والعسكرية بما يؤدي إلى وقوع أعداد كبيرة من الخسائر والضحايا.
+ الدفاع: اعتراض العمليات العسكرية الإسرائيلية الجوية والبرية والبحرية داخل الأراضي اللبنانية، بما يؤدي إلى المزيد من الضحايا المدنيين اللبنانيين مع الإبقاء على عناصر حزب الله سليمة لأطول فترة ممكنة.
ويضيف جيفري وايت قائلاً، بأن دور سوريا وإيران في هذه المرة سوف يركز على دعم وتعزيز قدرات حزب الله لجهة المواصلة في المواجهة ضد إسرائيل. وإضافة إلى ذلك، تحدث جيفري وايت قائلاً بأنه إذا حدث وأصبحت سوريا طرفاً في المواجهات، فإن الأكثر احتمالاً هو حدوث الآتي:
- الحماية والدفاع لأقصى حد ممكن عن القدرات العسكرية والاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية السورية.
- تقديم المزيد من الدعم والتعزيز المباشر لحزب الله اللبناني.
- إقامة وجود عسكري في لبنان.
- بل المزيد من الجهود لجهة إلحاق الهزيمة بالقوات الإسرائيلية وإرغامها على الانسحاب من الجولان.
أما بالنسبة لإيران، فقد أشار جيفري وايت قائلاً بأنها سوف تسعى لجهة دعم التصعيد وفقاً لعدة خطوات بما يمكن أن يتضمن الآتي:
• تقديم المزيد من القدرات العسكرية لسوريا وحزب الله اللبناني.
• تقديم المزيد من الخبراء والمستشارين والفنيين وربما بعض الوحدات القتالية.
• تنفيذ المزيد من العمليات السرية ضد المصالح الإسرائيلية بواسطة الأطراف الثالثة الأخرى المدعومة إيرانياً بشكل سري.
• الدفع باتجاه رفع مستوى التوترات في المنطقة وعلى وجه الخصوص في منطقة مضيق هرمز.
• ترتيب الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل.
وبالنسبة لإسرائيل، فقد تحدث جيفري وايت قائلاً بأن السلوك العسكري الإسرائيلي سوف يركز على الأرجح على الآتي:
- السعي لمنع الحرب من التوسع بما يمكن أن يشمل سوريا وإيران.
- اللجوء لاستخدام عمليات التعبئة والحشد ونشر المزيد من القوات مع المزيد من إطلاق التهديدات بما يؤدي إلى ردع سوريا وإيران من مغبة التدخل في الحرب إلى جانب حزب الله اللبناني.
- اللجوء إلى استهداف بعض البنيات التحتية السورية التي يعقتد الإسرائيليون بأنها تستخدم لتمرير الإمدادات لحزب الله اللبناني.
- تعزيز عمليات تعبئة القدرات الإستراتيجية الإسرائيلية مع إطلاق المزيد من التهديدات لإيران بأن أي تورط إيراني مباشر في الحرب إلى جانب حزب الله اللبناني معناه أن طهران قد شنت الحرب ضد إسرائيل، الأمر الذي سوف يعطي إسرائيل الحق في مهاجمة إيران.
تحدث جيفري وايت في هذه النقاط عن عموميات المواجهة المحتملة على أساس اعتبارات الوضع الكلي، مع ملاحظة أنه لم يتطرق إلى الأوضاع الجزئية الخاصة بهذه الواجهات المحتملة.
* المقاربات العملياتية الإسرائيلية للحرب
أشار جيفري وايت إلى أن إسرائيل سوف لن تسعى في حربها الجديدة المتوقعة ضد حزب الله وحلفاءه إلى تنفيذ العلميات التي تسعى إلى:
• خوض المواجهات النفسية من أجل كسب التعاطف وإحداث الانقسامات في أوساط السكان المدنيين في جنوب لبنان وغيره.
• تنفيذ العمليات العسكرية غير العادية واللا-متماثلة.
وبالتالي، فإن تركيز إسرائيل سوف يكون على خلفية مقاربات قدرات حزب الله التقليدية بالقدرات التقليدية الإسرائيلية، وذلك على أساس اعتبارات أن إسرائيل قد أدركت خطر حزب الله اللبناني باعتباره خطر تقليدي، ونفس الشيء بالنسبة لقدرات حلفائه. والاستعدادات العملياتية الإسرائيلية تضمنت الآتي:
• تحسين قدرات القوات الجوية الإسرائيلية:
- المزيد من التدريب على الطلعات الجوية الطويلة المدى بما يتيح القدرة على استهداف المناطق البعيدة بما يصل إلى العمق الإيراني.
- التدريب على العمليات الجوية في حالة الحرب المتعددة الجبهات والحروب الإقليمية الكبيرة.
- التدريب على تنفيذ عمليات إعادة التزويد الجوي بالوقود بما يتيح مواصلة العلميات الجوية الحربية بشكل مضطرد.
- تعزيز قدرات الدفاع الجوي ضد الطائرات والصواريخ والمقذوفات.
- تطوير وترقية تقنية طائرات إف-16.
- ترقية وتطوير استخدامات طائرات يواف (بدون طيار).
- التدريب المكثف على تحقيق الانسجام والتنسيق العملياتي بين عمليات القوات الجوية وعمليات القوات البرية.
- إلحاق عدد من ضباط القوات الجوية بمراكز قيادات القوات البرية بما يتيح تحقيق الانسجام التعبوي والعملياتي بين القوات الجوية والقوات البرية.
سعى جيفري وايت إلى إيضاح وجهة نظره من خلال العديد من الجداول التي حاولت بالقليل من التفصيل تأكيد وجهة نظره إزاء مجريات سيناريو الحرب الشرق أوسطية الجديدة المتوقعة.
* المقاربة الإستراتيجية للحرب المتوقعة
أشار تقرير جيفري وايت إلى أن الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية سوف تسعى لدعم الأهداف السياسية، بحيث يتحقق ذلك من خلال:
- نشر القوات الإسرائيلية.
- توظيف القوات الإسرائيلية.
وعلى أساس اعتبارات عملية النشر والتوظيف، فإن أهداف إسرائيل في الحرب الجديدة سوف تتمثل في الآتي:
• إرغام حزب الله على التخلي عن الحرب وفقاً للشروط المواتية لإسرائيل.
• تقليل المشاركة السورية في الصراع ودعم حزب الله.
• الضغط على الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني بما يجبرهما على قطع تعاونهما مع حزب الله اللبناني.
أكد جيفري وايت بأن القوات الإسرائيلية سوف تركز هذه المرة على تطبيق مبدأ "الضاحية" الذي سبق أن طبقته في حرب صيف 2006، ولكن هذه المرة بشكل مكثف بما يتضمن استهداف بنيات حزب الله التحتية والتي من بينها قياداته ومناطق تمركزه.
خلص التقرير إلى أن حرب إسرائيل الجديدة القادمة على حدودها الشمالية سوف تكون أكثر شدة وكثافة، وبأن هذه الحرب –وفقاً لكل الحسابات- يجب على الإسرائيليين إدراك أنها حرب يجب أن تحتمل نتيجة واحدة هي: كسب إسرائيل لنتيجة الحرب، بما يتيح للإسرائيليين القيام بعملية تغيير شاملة في قواعد لعبة الصراع في المنطقة، وعلى وجه الخصوص معادلة الصراع الإسرائيلي مع سوريا ولبنان.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...