لقاء غير حاسم بين باكستان والهند
التقى أمس وزير الخارجية الهندي أس.أم كريشنا نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي في إسلام آباد، وبدا أن الاتفاق على الاجتماع مجددا -حتى وإن لم يحدد تاريخ لذلك- هو الثمرة الوحيدة للقاء سيطر عليه الهاجس الأمني الهندي، وسط اتهامات هندية جديدة للاستخبارات الباكستانية بالضلوع في هجمات مومباي.
وأجّل قريشي وكريشنا مؤتمرهما الصحفي ست ساعات كاملة بسبب اجتماعٍ ركز على الهواجس الأمنية الهندية لا على إجراءات تعزيز الثقة كما تريد باكستان التي كانت ترغب أيضا في أن يناقش اللقاء مسائل خلافية أخرى مثل إقليم كشمير الذي كان سببا في حربين بين البلدين، وشهد جزؤها الهندي الأسابيع الأخيرة احتجاجات أرسلت نيودلهي تعزيزات كبيرة لمواجهتها.
ووصف الوزيران الاجتماع بالمفيد، لكن مؤتمرهما الصحفي كان يشي بتوتر كبير، إذ لم يشهد أي تفاعل بينهما وقرأ كلاهما بيانا منفصلا، وبدا قريشي وكريشنا متشنجين وهما يسارعان إلى تصحيح ملاحظات بعضيهما على القضايا الخلافية.
وتعتبر الهند ملاحقة المتورطين في هجمات نوفمبر/تشرين الثاني 2008 شرطا لاستئناف مسيرة السلام، وتتهم استخبارات باكستان بالضلوع فيها، وتحدثت عن مفاتيحَ برزت مع اعترافات أميركي من أصل باكستاني اسمه ديفد هيدلي اعتقل في شيكاغو العام الماضي، وقال إنه رصد أهدافا في مومباي لصالح جماعة لشكر طيبة، التنظيم المتهم هنديا وأميركيا بالضلوع في تنفيذها.
واعتبر كريشنا أن تحقيقا باكستانيا فيما حملته اعترافات هيدلي سيكون أفضل إجراء لتعزيز الثقة بين البلدين، وقال إنه يعود إلى بلاده بتعهدات باكستانية على أعلى المستويات بأن يحدث ذلك.
ووعد قريشي بالتحقيق "بصورة جدية" في ما حملته اعترافات هيدلي، لكنه انتقد تصريحات وكيل وزارة الداخلية الهندية الذي جدد الأربعاء اتهام استخبارات الباكستانية استناد إلى إفادات هيدلي.
وتنفي باكستان ضلوع استخباراتها، لكنها تقر بأن التخطيط للهجمات تمّ جزئيا على أراضيها، وقد اتهمت إحدى محاكمها سبعة بالمشاركة فيها.
وتتهم باكستان من جهتها الهند بالضلوع في قلاقل تعرفها محافظة بلوشستان في الجزء الجنوبي الغربي منها، لكن كريشنا قال إن عليها تقديم الدليل على ذلك.
ورحبت الولايات المتحدة باللقاء الثالث من نوعه في ستة أشهر، على الرغم من أنه لم يتوج باتفاق على تاريخ للاجتماع القادم، وإن شهد تقديم دعوة إلى قريشي ليزور الهند "في أقرب فرصة".
وتريد الولايات المتحدة علاقات هادئة بين باكستان والهند ليستطيع الحليف الباكستاني مساعدتها في محاربة القاعدة وطالبان في أفغانستان المجاورة، ولا يضطر إلى تركيز قواته على الجبهة الهندية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد