يديعوت أحرونت: هل ستحدث حرب هذا الصيف؟
مرة كل بضعة شهور، في معرض أو مسيرة عسكرية، تخيف إيران العالم بدبابة حديثة من إنتاج محلي. ولكن من يتابع الصور يلاحظ أن الحديث يدور دوما عن ذات الدبابة منقولة على عربة. لم يرها أحد تسافر أو تطلق النار ومنذ وقت غير بعيد أعلن الرئيس الإيراني عن تطوير إيراني أصيل لأجهزة طرد مركزية غاية في التطور، ستضاعف ضعفين وثلاثة أضعاف القدرة على إنتاج اليورانيوم المخصب. وقد نزل العالم إلى الملاجىء. ولكن تقرير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية قضى بأنه إذا ما عملت أجهزة الطرد المركزي هذه – فان هذا سيحصل بعد عدة سنوات.
هذا الأسبوع جاء دور رادار إيراني ضد الطائرات، نصب على الأراضي السورية. من هذه اللحظة فصاعدا، كما بشرت العناوين الرئيسة، سيمتنع سلاح الجو عن العمل في جبهة سورية، لبنان، إيران وما شابه.
حذار أن نستخف بالعدو لا سمح الله، ولكن يجب الأخذ بالحسبان بأنه إلى جانب تعاظمه فانه يمارس إستراتيجية كاملة من الإرهاب المعنوي. نحن، من جهتنا، نستمتع بتغذية مخاوفنا الوجودية بتهديدات جديدة. وهكذا يطرح مرة أخرى السؤال المحتم: هل ستكون حرب هذا الصيف؟
في ظروف الشرق الأوسط هذا ليس سؤالا غبيا. تقديرات الوضع في جهاز الأمن تحدثت عن ثلاثة محاور لبناء القوة حيال إسرائيل، ستصل إلى النضج هذا العام. في مثل هذا الوضع، كما قال التقديرات، هناك احتمالية عالية جدا لاندلاع مواجهة مبادر إليها من جانب العدو – سوريا، حزب الله، حماس – هذا الصيف. غير أن هذه المحاور الثلاثة لم تصل إلى النضج.
حزب الله في لبنان كان يفترض أن يصل إلى كمية حرجة من صواريخ أرض – أرض أم 600، يمكنها أن تهدد بشكل متواصل، على مدى الزمن، غوش دان. ولكنه لم يصل إلى هذه الكمية وليس صدفة: إسرائيل هددت والعالم أيضا ضغط على السوريين. أما حماس فلم تستكمل عملية التمترس والتزود التي خططت لها. وكذا الجهاد الإسلامي. وهذا أيضا ليس صدفة: الإغلاق على غزة، ولا سيما من جهة مصر، فعل فعله. من استخف بنجاعة الاغلاق يمكنه اليوم، مع فتحه، أن يبدأ العد التنازلي. بدون إغلاق، فان وتيرة تزود غزة بالسلاح والتكنولوجيا وغيرها ستعود إلى مرحلة ما قبل "رصاص مصبوب".
المحور الثالث، الجيش السوري، لم يستكمل قفزة الدرجة التي خطط لها كجزء من عنصر الردع حيال إسرائيل. معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجة والدولية - CSIS- يقضي في تقرير لميدان القوى العسكرية بين إسرائيل والبلدان العربية بأن هناك حتى انخفاضا في النجاعة التقليدية لسوريا. التقارير عن صفقات سلاح كبيرة بين روسيا وسوريا، كما يقول باحثو المعهد، يسمع عنها منذ 20 سنة، بينما الفجوة في ميزان القوى في صالح إسرائيل لم تتغير منذ منتصف الثمانينيات.
صحيح أنه في مجال النوايا عثر على ضغط إيراني في محاولة لتسخين الجبهات حيال إسرائيل قبيل فرض العقوبات على إيران، إلا أن باحثي المعهد يشككون في إمكانية أن تتجند سوريا وحزب الله تلقائيا إلى حرب ضد إسرائيل كنتيجة لأحبولة إيرانية. وبشكل عام، يقول التقرير، تواصل إسرائيل الحرص حيال أعدائها، بما فيهم إيران، على تفوق بارز في مجالات مثل الصواريخ بعيدة المدى، الذراع الجوي الاستراتيجي بعيد المدى، السلاح النووي ومنظومات مضادة للصواريخ من أنواع مختلفة.
في السطر الأخير: إسرائيل تتحدث عن تهديد وجودي مستقبلي من ناحية إيران، ولكنها هي نفسها تضع أعداءها في خطر وجودي منذ زمن بعيد، وهذه القدرة تتصاعد بشكل مواظب.
أي من العناوين "الأمنية" للأسابيع الأخيرة – الأزمة مع تركيا، الأسطول، رفع الاغلاق، جلعاد شليت – لا يبشر بحرب هذا الصيف. رغم أنها كبيرة وصاخبة إلا أنها لاتتعلق بالتهديدات الوجودية على إسرائيل، كلها ترتبط بـ "الحرب الأخرى"، تلك التي تقضم في شرعية إسرائيل في العالم وفي مناعة المجتمع الإسرائيلي. هذه الحرب، التي نخسر فيها حاليا، ستستمر هذا الصيف، وبقوة أكبر.
اليكس فيشمان- صحيفة يديعوت
الجمل: قسم الترجمة
إضافة تعليق جديد