«أسطول الحرية» يتمهّل تجنباً للظلام والقرصنة الإسرائيلية
بدأت بحرية الاحتلال الإسرائيلي، أمس، محاولاتها لثني «أسطول الحرية» عن الوصول إلى غزة، موجهة تحذيرات من مغبة الاقتراب من القطاع المحاصر، عقب استكمال الاستعدادات كافة لعملية القرصنة التي تتراوح وسائلها بين التشويش الالكتروني والاقتحام المباشر، وذلك بعد توجه الأسطول باتجاه غزة بعدما تمكن المنظمون من التغلب على العراقيل اللوجستية كافة التي اعترضت المراحل النهائية لرحلتهم.
وذكر مراسل لقناة «الجزيرة» من على متن السفينة التركية أن قوارب حربية إسرائيلية اقتربت من الأسطول في عرض البحر وطلبت التعريف بهوية السفن ووجهتها، قبل أن يقطع الاتصال بسبب التشويش الإسرائيلي. وكانت ثلاثة زوارق حربية إسرائيلية مزودة بمنصات لإطلاق صواريخ انطلقت من ميناء حيفا بهدف اعتراض الأسطول. كما انتشرت سفن حربية أخرى قبالة ساحل غزة.
وبعد منتصف الليل، بث راديو إسرائيل تحذيراً وجهه أحد الزوارق الحربية إلى «أسطول الحرية» من مغبة الاقتراب من غزة. وجاء في التحذير «إذا تجاهلتم هذا الأمر ودخلتم المنطقة المغلقة، فان البحرية الإسرائيلية ستجبر على القيام بكل الإجراءات من اجل تطبيق الحظر».
وكانت الدولة العبرية أعلنت إغلاق منطقة تبعد حوالى 20 ميلاً بحرياً عن ساحل غزة. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» إن البحرية الإسرائيلية طلبت من السفن، على بعد 150 ميلاً بحرياً، السماح لعناصر البحرية بالصعود إليها أو مرافقة الزوارق الحربية إلى مرفأ اسدود. ونقلت عن الموجودين على السفن استعدادهم للمواجهة عبر ارتداء سترات النجاة.
وأعلنت «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» أن السفن المشاركة في «أسطول الحرية» تحركت بشكل جماعي، ظهر أمس، مبحرة باتجاه سواحل القطاع المحاصر. وقالت متحدثة باسم الحملة إن الأسطول يعتزم السير على مهل في المياه الدولية، وذلك للوصول إلى الساحل قبالة غزة صباح اليوم، مضيفة: «نحن لا نريد أن نصل في الظلام».
وكانت ثلاث من سفن الأسطول تعرّضت لأعطال ميكانيكية غامضة لدى اقترابها من الساحل القبرصي. وقالت المتحدثة باسم حركة «فلسطين الحرة» أودري بومسي إن «فحصاً لسفينتين أكد عدم وجود خلل فني بِهما»، لافتة إلى أن عدد السفن المشاركة في الأسطول بلغ ستاً، فيما قالت الناشطة في حركة «غزة الحرة» غريتا برلين إنّ حدوث أعطال في ثلاثة مراكب قد أثار التكهنات باحتمال حدوث عمل تخريبي، مشيرة إلى تصريح لأحد المسؤولين الإسرائيليين بأن أفضل أسلوب «للتعامل مع القافلة هو تعطيل المراكب واحداً واحداً».
وأعلنت «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» إن بعض سفن «أسطول الحرية» يتعرّض بين الحين والآخر لمحاولات إسرائيلية للتشويش على عملية الاتصالات بينها.
وقال الناشط في الحملة أمين أبو راشد إن ذلك يبدو محاولة من إسرائيل للتأثير على ممرات سير السفن المحددة مسبقاً، فيما أشارت بومسي إلى أنّ المتضامنين «تحرّكوا ولم يكونوا قادرين على الردّ على اتصالنا لأن القمر الصناعي تم تعطيله».
- من جهته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيحاي أدرعي إنّ «القوات البحرية الإسرائيلية لديها أوامر باستخدام القوة لمنع السفن من الوصول إلى قطاع غزة». وأضاف أنّ «هذه السفن خرجت من أماكن لا نعرفها، ولا نعرف ما تحمل على متنها، وهي تنقل شخصيات موالية لحركة حماس من الجزائر وإيران»، مشيراً إلى أنّ المساعدات الإنسانية التي تحملها السفن ستنقل إلى غزة عبر إسرائيل فقط، وذلك بعد أن يتم فحصها أمنياً.
وقال ضابط في سلاح البحرية الإسرائيلية إن «مهمتنا هي منع فتح معبر بحري لحركة حماس من دون رقابة. وإذا حدث استيلاء على هذه السفن في البحر فسيتم سحبها الى ميناء أسدود». وأضاف أن سلاح البحرية أتمّ استعداداته لهذه المهمة منذ يوم الجمعة الماضي، حيث تم وضع ثلاث سفن حربية، واحدة من طراز «ساعر-5»، واثنتين من طراز «ساعر -4»، يتواجد على متنها مئات عناصر الكوماندوس من «وحدة 13». وبرر الضابط مشاركة هذا العدد الكبير من الجنود في عملية القرصنة، التي أطلق عليها اسم «رياح السماء»، بالسعي لتخفيض الضرر الإعلامي الذي قد يرافق العملية.
وعلى المستوى الدبلوماسي، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ وزارة الخارجية أبلغت سفراء قبرص وتركيا واليونان وايرلندا، وهي الدول التي أبحرت منها السفن، أن إسرائيل «أصدرت مذكرات تمنع دخول السفن الى غزة»، وأن «تلك السفن تنتهك القانون الدولي». وأعلن منظمو «أسطول الحرية» أنه «بعد ضغوط كبيرة من جانب القبارصة اليونانيين، أجبر النواب والناشطون (المشاركون في الحملة) على التوجّه إلى الشطر التركي من قبرص، حيث أبحرت سفينتهم من مرفأ فاماغوستا». وأضافوا «لقد أمضينا يوماً بكامله متنقلين بين ميناء وآخر، فيما كانت طوافات وقوات من الشرطة تحاصرنا»، لافتين إلى أن السلطات القبرصية تراجعت عن اتفاق سابق مع المنظمين بشأن إبحار السفن من موانئها.
من جهته، هاجم نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فلنائي منظمي «أسطول الحرية»، ووصفهم بأنهم من أتباع حركة حماس و«حزب الله». وقال فلنائي إن الفرع التركي من جماعة الإخوان المسلمين لعب دوراً محورياً في تنظيم رحلة السفن،».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد