جنبلاط عاد من دمشق مرتاحاً
أجرى زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط الذي يرافقه وزير الأشغال العامة غازي العريضي مباحثات مع اللواء محمد ناصيف معاون نائب الرئيس السوري في دمشق تناولت متابعة نتائج زيارة جنبلاط الماضية لدمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد وما تمخض عن تلك الزيارة على صعيد علاقات جنبلاط بالقيادة السورية والعلاقات اللبنانية ـ السورية ككل. والمعروف أن اللواء محمد ناصيف 'أبو وائل' الذي عينه الأسد معاوناً لنائب الرئيس في نيسان (أبريل) 2006 هو المكلف سورياً بملف علاقة دمشق بالحزب التقدمي الاشتراكي.
كما التقى جنبلاط خلال تلك الزيارة بصديقه الحميم الرئيس السابق لأركان الجيش السوري العماد حكمت الشهابي الذي حضر إلى دمشق لهذا الغرض حسبما أكد الوزير العريضي، دون أن يعطي تفاصيل حول فحوى اللقاء والذي على الأغلب يندرج في إطار 'لقاء الأصدقاء' القدامى وتخلله استعراض شامل لحصيلة السنوات السابقة سياسياً.
وكان وليد جنبلاط قد استنجد بحكمت الشهابي خلال الحرب الأهلية اللبنانية إثر هجوم عنيف مشترك شنته القوات اللبنانية والجيش اللبناني في جبل لبنان حيث معقل جنبلاط ضد قوات الحزب التقدمي الاشتراكي ومن يساندها من قوات الفصائل الفلسطينية، وأبلغ جنبلاط الشهابي أن الجبل سيسقط لكن الشهابي الذي كان برتبة لواء أكد أن الجبل لن يسقط وهو ما حصل فعلاً إثر تدخل القوات السورية التي حسمت المعركة لصالح جنبلاط حينها.
وصرح جنبلاط بعد عودته مساء الى بيروت: "كانت الاجواء ايجابية ومريحة جدا وجرى فيها تذكير بمحطات الماضي للنضال المشترك في مواجهة مشاريع تفتيت لبنان ومقاومته. وعرضنا في الوقت نفسه ضرورة ابقاء المواجهة ضد المؤامرة التي لا تزال تعمل وتسعى اليوم الى تفتيت لبنان الى جانب العراق وفلسطين، لان المشروع الصهيوني جاهز للانقضاض حين يستطيع على أي تضامن في بلداننا".
كما تؤكد هذه الزيارة الثانية لوليد جنبلاط إلى سورية وفق المراقبين بدمشق أن جنبلاط لم يعد في موقعه السياسي وسطياً بين 8 آذار و14 آذار ويتفق هؤلاء على أن جنبلاط لن يكون محايداً في مسألة سلاح حزب الله بل سيؤدي دوراً مهماً في سحب هذا الملف من ساحة الخلاف اللبناني ـ اللبناني للتركيز فقط على الاستراتيجية الدفاعية، وهو الأمر الأهم والأبرز حالياً بالنسبة للقيادة السورية التي ترى بأن صيانة سلاح المقاومة اللبنانية هي العمل الأكثر أهمية في الملف اللبناني عموماً.
وكان الشهابي عاد إلى سورية في آب (أغسطس) 2009 ليستقر في مسقط رأسه بمدينة حلب الشمالية وتردد حينها في الأوساط السورية أن دوراً بارزاً لعبه الشهابي في انعطافة الزعيم اللبناني وليد جنبلاط نحو المعسكر السوري بحكم علاقته الوطيدة بجنبلاط ومعرفته العميقة بالتحولات الإقليمية التي كانت ستحصل وحصلت فعلاً بما فيها تغير موازين القوى لصالح سورية. ويأتي ذلك من الخبرة الكبيرة للعماد الشهابي بالملف اللبناني، وهو أحد صانعي مشهده السياسي في القرن الماضي من جهة ولخبرته في معرفة الاستراتيجية الأمريكية وتبدلاتها، لا سيما أنه كان يقيم في الولايات المتحدة، وأُعفي العماد حكمت الشهابي من مهامه كقائد لأركان الجيش السوري عام 1998 ثم غادر إلى الولايات المتحدة حيث يقيم أبناؤه في العام 2000.
المصدر: القدس العربي+ النهار
إضافة تعليق جديد