ماذا وراء الصفقات النفطية العراقية الجديدة؟

13-12-2009

ماذا وراء الصفقات النفطية العراقية الجديدة؟

الجمل: أشارت التقارير بشكل مكثف خلال الثلاثة أيام الماضية إلى حدوث المزيد من الصفقات النفطية بين بغداد وبعض كبريات المنشآت النفطية العالمية, وما هو جدير بالانتباه يتمثل هذه المرة, في دخول المزيد من اللاعبين النفطيين الجدد إضافة إلى معطيات ارتفاع السقف الإنتاجي النفطي العراقي ضمن حدود غير مسبوقة, فما هي دلالات التطورات النفطية العراقية, وما هو السيناريو القادم لجهة التفاعلات العراقية التي يتقاطع فيها ما هو نفطي بما هو سياسي؟
-توصيف المعطيات النفطية العراقية الجارية؟
أكدت التقارير بأن السلطات العراقيه قد منحت مؤخرا عقودات استثمارية نفطية بلغ عددها سبعة عقود, أسست للعديد من الصفقات مع العديد من الأطراف, ويمكن الإشارة إلى التفاصيل على النحو الآتي:
• صفقة المرحلة الثانية لحقل قرنة الغربي: تم منح العقد لشركة "لوك أويل" الروسية وشركة "ستاتويل" النرويجية, هذا, وتقول المعلومات والإحصائيات بأن حقل قرنة يعتبر من بين حقول ال"سيوبر" النفطية العملاقة في العالم, وفقا لمخزوناته النفطية التي تقدر بحوالي 12,9 مليار برميل, ويقع هذا الحقل في جنوبي العراق, هذا, وأشارت التقارير والمعلومات إلى أن حصة شركة "لوك أويل" النفطية الروسية, تبلغ في هذا العقد 85%, وأكدت المعلومات والتقارير, بأن الشركتان قد وضعتا خطة تتيح رفع الإنتاج في هذا الحقل إلى 1,8 مليون برميل يوميا.
• صفقة حقل غراف: يعتبر من الحقول الصغيرة نسبيا مقارنة بالحقول النفطية العراقية الكبيرة الأخرى, وتبلغ احتياطيات حقل غراف النفطية حوالي 900 مليون برميل, وقد تم منح العقد لشركة "بتروناس" الماليزية, وشركة "الاستكشافات النفطية" اليابانية, هذا وأكدت المعلومات بأن المناقصة قد شهدت صراعا ساخنا في الجولة الثانية, وأكدت المعلومات بأن الشركة الماليزية والشركة اليابانية قد تقاسمتا الصفقة بنسبة 60% للشركة الماليزية, و40% للشركة اليابانية, وأكدت التقارير والمعلومات, بأن الشركتان قد وضعتا خطة تتيح رفع الإنتاج في هذا الحقل إلى مستوى 230 ألف برميل يوميا.
• صفقة حقل بادرا: يقع حقل بادرا بالقرب من الحدود العراقية الإيرانية, ويحتوي على احتياطي نفطي في حدود 100 مليون برميل, وقد تم منح العقد لشركة "غازبروم" النفطية الروسية, بنسبة 40%, وشركة "تركي بتروليري" التركية بنسبة 10%, وشركة "كوغاز" الكورية الجنوبية بنسبة 30%, وشركة "بتروناس" الماليزية بنسبة 20%, وأكدت المعلومات, بأن هذه الشركات قد أمنت على تطبيق خطة إنتاجية تتيح الحصول على معدل يبلغ 170 ألف برميل يوميا.
• صفقة حقل كيارا: يقع في محافظة نينوى, ويحتوي على احتياطي نفطي يبلغ 80 مليون برميل, وقد تم منح الصفقة لشركة "سونانقول", وهي شركة نفطية تملكها الحكومة الأنجولية, وأكدت التقارير بأن الشركة الأنجولية قد وضعت خطة تهدف إلى رفع الإنتاج إلى مستوى 120 ألف برميل يوميا.
• صفقة حقل نجمة: يقع حقل نجمة في محافظة نينوى, ويحتوي على احتياطي نفطي يبلغ 900 مليون برميل, وقد تم منح العقد لشركة "سونانقول" النفطية التي تملكها الحكومة الأنجولية, وأكدت التقارير بأن الشركة قد وضعت خطة رفع الإنتاج إلى مستوى 110 ألف برميل يوميا.
• صفقة حقل مجنون: يقع حقل مجنون في جنوب العراق, ويحتوي على احتياطي يبلغ 12,6 مليار برميل, ويعتبر حقل مجنون من حقول ال"سيوبر" النفطية العملاقة, هذا, وقد تم منح العقد لشركة "رويال دتش شل" الهولندية الأمريكية بنسبة 60% وشركة "بتروناس" الماليزية بنسبة 40%, وأكدت التقارير بأن الشركتان سوف تطبقان خطة ترمي إلى رفع مستوى الإنتاج بحيث سيكون في حدود 1,8 مليون برميل يوميا.
• صفقة حقل حلفايا: يقع حقل حلفايا في جنوب العراق, ويحتوي على احتياطي يبلغ 4,1 مليار برميل, وقد تم منح العقد لشركة "الصين الوطنية النفطية" بنسبة 50%, وشركة "بتروناس" الماليزية بنسبة 25%, وشركة "توتال" النفطية بنسبة 25%, هذا, وأشارت التقارير إلى أن الشركات الثلاث قد وضعت خطة لرفع مستوى الإنتاج ليبلغ 535 ألف برميل يوميا.
• صفقة حقل الرميلة: يقع حقل الرميلة في جنوب العراق, ويحتوي على احتياطي نفطي يبلغ 17 مليار برميل, وبالتالي فهو يندرج ضمن حقول ال"سيوبر" النفطية إضافة إلى أنه يمثل الحقل النفطي الأكبر في العراق. هذا, وقد تم منح العقد لشركة "بريتيش بتروليوم" البريطانية, ولشركة "الصين النفطية الوطنية", وأشارت التقارير إلى أن الشركتان قد وضعتا خطة لرفع مستوى الإنتاج ليبلغ 2,85 مليون برميل يوميا.
• صفقة حقل الزبير: يقع في جنوب العراق, ويحتوي على احتياطي نفطي يبلغ 4 مليار برميل, وقد تم منح العقد مبدئيا لشركة "إيتي" الإيطالية, وشركة "أوكسيدينتال" الأميركية, وشركة "كوغاز" الكورية الجنوبية, وتقول التقارير بأن الشركات الثلاث قد وضعت خطة ترمي إلى رفع الإنتاج ليكون في حدود 1,2 مليون برميل يوميا.
• صفقة المرحلة الأولى لحقل قرنة الغربي: يقع حقل قرنة الغربي في جنوب العراق, ويحتوي على احتياطي نفطي يبلغ 8,7 مليار برميل, وأكدت التقارير بأن العقد قد تم منحه لشركة "إكسون موبيل" الأميركية, وشركة "رويال دتش شل" الهولندية, وأضافت التقارير بأن الشركتان قد وضعتا خطة لرفع مستوى الإنتاج ليكون في حدود 2,325 مليون برميل يوميا.
• صفقة حقل كركوك: يقع حقل كركوك في المنطقة الفاصلة بين شمال ووسط العراق, ويحتوي على احتياطي نفطي يبلغ 8,5 مليار برميل, وتقول التقارير بأن العقد قد تم منحه لمجموعة نفطية تقودها شركة "شل", وأضافت التقارير بأنه سوف يتم تطبيق خطة لرفع الإنتاج النفطي بحيث يصل إلى 825 ألف برميل يوميا.
• صفقة حقل الناصرية: يقع حقل الناصرية في جنوب العراق, ويحتوي على احتياطي نفطي يبلغ 5 مليار برميل, وأشارت التقارير إلى أن العقد قد تم منحه لمجموعة نفطية تقودها شركة "نيبون أويل كورب", وأضافت التقارير بأنه سوف يتم تطبيق خطة لرفع الإنتاج ليكون في حدود 1 مليون برميل يوميا.
• صفقة حقل شرف بغداد: يقع حقل شرف بغداد في مناطق وسط العراق, ويحتوي على احتياطي نفطي يبلغ 8,1 مليار برميل, وأشارت التقارير إلى أن العقد قد تم منحه لشركة "الاستكشافات النفطية" اليابانية, وأشارت التقارير إلى أن الشركة سوف تطبق خطة ترمي لرفع الإنتاج بحيث يصل إلى 400 ألف برميل يوميا.
أشارت التقارير أيضا إلى أن الحقول النفطية التي تقوم الحكومة العراقية بالإشراف عليها, سوف تخضع بدورها للمزيد من عمليات التطوير والتوسيع, وذلك بحيث يتم حفر 180 بئرا نفطية جديدة خلال العام 2010 القادم, وذلك بما يتيح زيادة في الإنتاجية النفطية تقدر بحوالي 360 ألف برميل يوميا.

الأبعاد غير المعلنة في التطورات النفطية العراقية:
تشير التطورات النفطية العراقية الأخيرة إلى وجود العديد من التداعيات والأبعاد غير المسبوقة التي سوف تترتب على توازنات المصالح النفطية, والتي سوف لن تنحصر فقط في مجال محدد, وإنما سوف يتردد صداها في كافة المستويات.
أبرز المعطيات الجديدة التي سوف يتضمنها سيناريو التطورات النفطية العراقية, يتمثل في النقاط التالية:
• إن إنتاج العراق النفطي سوف يتجاوز ال10 مليون برميل يوميا.
• دخول الشركات النفطية الروسية والصينية والماليزية, واليابانية سوف يجعل لهذه البلدان مصالح نفطية في العراق, وبالتالي, فإن موقف كل من روسيا والصين داخل مجلس الأمن إزاء الملف العراقي سوف يتحول باتجاه قبول الشراكة مع أميركا, وفرنسا وبريطانيا, طالما أن المصالح النفطية تجمع بين الأطراف الخمسة, وبكلمات أخرى, فإن توازن المصالح النفطية للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي هي مصالح متوازنة داخل العراق, فإن القرار الدولي داخل مجلس الأمن سوف يخضع حتما لتأثيرات هذا التوازن.
• سوف يصبح العراق من ضمن أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم, بجانب روسيا والسعودية, ولما كان العراق تحت السيطرة الأميركية, فإن واشنطن سوف يكون متاحا لها استخدام "بغداد" داخل منظمة الدول المنتجة للنفط "الأوبك", وذلك على النحو الذي سيتيح لأميركا فرض نفوذها على توازنات المصالح النفطية الدولية عبر بوابة عضوية العراق في المنظمة.
تأسيسا على ذلك, فمن المتوقع إن لم يكن من المؤكد, أن إنتاج 10 مليون برميل يوميا, سوف يتيح عائدات نفطية تقدر بحوالي 700 مليون دولار يوميا, بافتراض أن يكون متوسط سعر برميل النفط في حدود 70 دولار, وهذا المبلغ سوف يذهب للخزينة الأميركية, وذلك سدادا لديون الحرب الأميركية ضد العراق, وبكلمات أخرى, فإن واشنطن تخطط وبمساعدة "حكومة المتعاملين العراقيين" إلى زيادة إنتاج النفط العراقي بما يتيح لها زيادة عائدات نفط العراقيين في سداد قيمة القنابل والصواريخ, التي ألقتها على رؤوس وبيوت العراقيين, هكذا تقول المفارقة وسخرية القدر.

 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...